أقلام

الحبيب نجم طب الحساسية والإنسانية المشرق 

د. حجي الزويد

إن معرفتي بالدكتور جابر الحبيب تمتد لأكثر من خمسة وعشرين عامًا، وقد عرفته منذ أن كان طبيبًا مقيمًا في برنامج بورد طب  الأطفال، وقد كان نجمًا مشعًا بين أطباء البورد الذي ضم في دفعته  نخبة من الأطباء  المتميزين، كانوا محل ثناء وتقدير من ناحية مستواهم العلمي والإكلينيكي والأخلاقي.

يعمل حاليًا استشاري حساسية ومناعة لدى مستشفى الأطفال منذ أكثر من سبعة عشر عامًا، وهو من أبرز ذوي الاختصاص في هذا الجانب على مستوى وطننا الغالي، وقد قدم رعاية صحية في هذا الاختصاص للأطفال بمحافظة الأحساء، حيث عالج مختلف أمراض الحساسية مثل الربو، وحساسية الغذاء، وحساسية الجلد والتهاب الأنف التحسسي.

عرف الدكتور جابر بسعة أفقه وعمق نظرته للأمور، وهو من الأطباء الذين جمعوا بين المهارات الإدارية العالية وبين قوة المستوى العلمي والإكلينيكي.

الجانب التعليمي:

بكالوريوس الطب والجراحة – كلية الطب جامعة الملك سعود عام 1998

حصل على  البورد السعودي والعربي في اختصاص طب الأطفال 2004

الزمالة السعودية في اختصاص طب الحساسية والمناعة لدى الأطفال عام 2008

الجانب العملي:

عمل الدكتور جابر في عدد من المستشفيات من بينها مستشفى الملك فهد بالهفوف، ومستشفى الولادة و الأطفال بالأحساء، ومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وقد استفاد استفادة إكلينيكية كبيرة خلال عمله في تلك المستشفيات.

أهم المناصب الإدارية:

مدير برنامج التدريب للبورد السعودي بمستشفى الولادة والأطفال بالأحساء لفترتين:

الأولى عام 2009 لمدة سنتين

الثانية عام 2019 لمدة سنتين

وبين هاتين الفترتين تولى إدارة قسم سلامة المرضى وإدارة والمخاطر السريرية بمستشفى الولادة والأطفال بالأحساء   لمدة سنتين.

رئيس وحدة الحساسية والربو والمناعة لدى الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال من عام 2008 حتى الآن.

إضافة إلى كونه عضوًا في بعض اللجان مثل لجنة المراضة والوفيات وعضوًا في لجنة التدريب.

الدكتور جابر مدرب إكلينيكي قدير

هو منارة  علمية تنير الطريق العلمي أمام كثير من أطباء البورد، الذين كان من ضمن تدريبهم المرور بوحدة الحساسية والمناعة، الذي هو متطلب رئيس ضمن برامج بورد طب الأطفال، وقد أغدق عليهم من علمه ومن إضاءاته الإكلينيكية القيمة التي تحتاج إلى وجود صياد ماهر لاقتناصها، وهو يمتلك ادوات ذاك الاقتناص العلمي.

إضافة إلى التوجيهات الإكلينيكية التي تلفت نظر أطباء البورد إليها أثناء وجودهم معه في العيادة أو أثناء المرور على المرضى، فهو يعقد حلقات علمية في كل جوانب طب الحساسية والمناعة، التي هي أشبه بدورة إكلينيكية مكثفة في هذا الاختصاص، يقتنص فيه فرائد سريرية قيمة ذات جانب كبير في رعاية المرضى.

كذلك فإن الدكتور جابر  ذو اهتمام بتعليم الآخرين، ولديه شغف كبير بهذا الجانب، حيث يحب أن بنقل ما استفاده من علم وخبرة إكلينيكية إلى الأطباء الآخرين والطبيبات الأخريات، وهذا من باب الإيمان بتوطين التجربة العلمية والإكلينيكية.

ولذا يحق لنا أن نفتخر بأمثال الدكتور جابر الذي حلق عاليًا في سماء التألق العلمي والعطاء الإنساني، فهو أنموذج مشرق وضاءً للطبيب السعودي المخلص المبدع.

مهارات الدكتور جابر لا تنحصر في طب الحساسية والمناعة، بل يمتلك رصيدًا ضخمًا وتجربة إكلينيكية عالية في تشخيص وعلاج أمراض الأطفال خارج تلك الدائرة، فرصيده الإكلينيكي في طب الأطفال العام وطب الحساسية والمناعة من القوة بدرجة عالية. ومن الأمثلة على ذلك، عندما تم تكليفه بعلاج مرضى الداء المنجلي لتخفيف العبء عن الدكتور منير البقشي في الفترة التي سبقت ابتعاثه لزمالة الحساسية والمناعة، حيث أثبت قوة مستواه في علاج تلك الحالات.

الدكتور جابر محاضر قدير:

شارك  محاضرًا في عدد من اللقاءات العلمية، وكانت مشاركاته مكثفة في جانب أمراض الحساسية والمناعة لدى الأطفال، وقد شارك معي منذ أكثر من سبعة عشر عامًا محاضرًا في البرنامج الوطني للربو الذي يقام سنويا تحت إدراة الرعاية الصحية بمحافظة الأحساء لرفع مستوى الوعي حول الربو – تشخيصًا وعلاجًا – لدى الأطباء والكادر الصحي من تمريض وصيادلة وغيرهم.

تمتاز محاضرته بالسلاسة والوضوح وخلوها من الحشو، وتركيزه على الجوانب العلمية والرسائل العملية المختصرة، مع كثرة الصور وقلة الكلمات، حيث كان يشرح الصور شرح فاهم مستوعب الفكرة التي يقدمها بأوسع أبعادها.

الدكتور جابر أديب مرهف:

يمتلك الدكتور جابر موهبة شعرية وله عدد من القصائد الجميلة في جوانب متعددة. هو متمكن في اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغه، ويعكس ذلك اختياره علم العروض ضمن المواد الاختيارية أثناء دراسته بكلية الطب، الذي يعد من المناهج الصعبة حتى من قبل الملتحقين بكلية علوم الآداب. وقد تم إدراج اسمه ضمن الشعراء في معجم البابطين للشعراء.

الجانب الخلقي الرفيع:

أخلاقه اقترنت باسمه، فشخصيته هي مجموعة من الفضائل والسجايا الإنسانية العالية، جعلت منه شخصًا محبوبًا يتسابق الأطباء لأن يكونوا تلامذة بين يديه، كما يتسابق آباء الأطفال وأمهاتهم لأن يكون الدكتور جابر مقدمًا للرعاية الصحية لأبنائهم، لما لمسوا فيه من قوة المستوى وسمو الأخلاق، وتحسن حالة أبنائهم الصحية ولا سيما في أمراض الحساسية.

إن الدكتور جابر من الشخصيات التي يوجد إجماع على حبها من كل الذين عاشروه، وذلك لما تتدفق به روحه من حب للآخرين، وهذا التعامل تجلى في جميع مراحل حياته:فترة الإقامة وما تلى ذلك من درجات انتهت بحصوله على درجة الاستشارية في اختصاص طب الأطفال بشكل عام واختصاص الحساسية والمناعة لدى الأطفال بشكل خاص.

وهذا الحب لم ينحصر في نطاق زملائه، بل امتد ليشمل مرضاه الذين كان يعالجهم، حيث كان يدا حانية عليهم، وأبًا عطوفًا بهم، وهذا يعكس عمق الحب والثقة العالية الذي يحمله

وخلاصة ما أقول في الدكتور جابر أنه صوت عطاء صادق  ونابض في سماء صحة الأطفال والإنسانية، وإن مسيرة الدكتور جابر الحبيب تُجسد أنموذجًا مشرقًا وضاءً للطبيب السعودي الرسالي، الذي جمع بين قوة المستوى الإكلينيكي والإنسانية، فهو مصدر فخر واعتزاز للوطن، يُشار إليه بالبنان، وأحد الرواد في اختصاص الحساسية والمناعة لدى الأطفال، ومثالًا عمليًا يُحتذى به للأجيال القادمة من الأطباء السعوديين.

نسأل الله التوفيق للدكتور جابر في جوانب حياته العامة والخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى