لقاءات صحفية

الرشيدي تضيء مسارات التقنية: رحلة تدريبية نحو مستقبل رقمي سعودي واعد

دلال الطريفي : الأحساء

في ظل التطور المُتسارع الذي يشهده المجال التقني على مستوى العالم، أصبحت المملكة العربية السعودية في طليعة الدول الساعية إلى تعزيز قدراتها البشرية في هذا القطاع الحيوي، ومع تزايد الطلب على الكفاءات المُختصة، يبرز دور التدريب التقني كركيزة رئيسة لبناء جيل قادر على قيادة المستقبل الرقمي للمملكة.

يسعدنا في صحيفتنا أن نستضيف اليوم قامة وطنية وشخصية رائدة في مجال التدريب التقني، المدربة بشاير عايش الرشيدي بكالوريوس في علوم الحاسب الآلي، وهي مدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وحاصلة على العديد من الشهادات الاحترافية في المجالات التقنية، كما أنها مدربة دبلوم عالٍ في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وتمتلك خبرة تمتد لسبع سنوات كخبيرة في تحليل البيانات ومجال التدريب، سنتعمق معها في هذا الحوار لنستكشف آفاق التدريب التقني في السعودية، التحديات التي تواجهها، وأبرز الفرص المتاحة للشباب الطموح.

بدايةً نود أن نتعرف على مسيرتك المهنية في المجال التقني، كيف كانت بدايتك وما أبرز المحطات التي شكلت خبرتك كونكِ مدربة؟

بحكم اختصاصي في المجال التقني بدأت العملل لوحدي حتى استطعت أن أصل إلى شعبية عالية في المجتمع ولله الحمد، حتى تم اختياري في إحدى المعاهد مدربة دبلوم عالي في الأمن السيبراني ومنها بدأت انطلاقتي بشكل كبير، وأبرز المحطات التي مررت بها عندما تم اختياري في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كمدرب في المجال التقني لاقيت جمهورًا عاليًا بهذا المجال.

ما الذي جذبك تحديدًا إلى مجال التدريب التقني؟ وما الدوافع التي تجعلك متحمسة لمشاركة معرفتك مع الآخرين؟

بحكم اختصاصي في الحاسب الآلي ومواكبة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 حيث أصبح هناك قفزة قوية في المجالات الفنية والتحول الرقمي.

أما بالنسبة للدوافع فهناك دوافع كثيرة منها أن لدي شغف كبير في التدريب؛ لأنه بالنسبة لي ليس مجرد تدريب بل هو رسالة أحب أن تصل للجميع بطريقة احترافية.

في رأيك ما هي أهمية وجود مدربين مختصين في المجال التقني في ظل التطور السريع الذي تشهده مملكتنا الحبيبة؟

وجود مدربين مختصين في المجال التقني أصبح أمرًا بالغ الأهمية في ظل التطور السريع والمتسارع للتكنولوجيا؛ وذلك لعدة أسباب منها: التقنية تتطور في عدة مجالات سواء كان في مجال الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تطوير البرمجيات، أو الحوسبة السحابية؛ فالمدرب المُختص يكون على دراية بآخر المستجدات ويستطيع نقل هذه المعرفة للمستفيدين بكفاءة.

ما أبرز المهارات التقنية التي تركزين عليها في دوراتك التدريبية؟ ولماذا تعتبرينها ضرورية للمهنيين في هذا العصر؟

دائمًا أركز على أية مهارة أرى أنها مطلوبة في سوق العمل وتكسب الآخرين قوة وخبرة في مجالاتهم، الآن بعض المهارات التقنية ضرورية للمهنيين بحكم تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي.

كيف تقومين بتكييف مناهجك التدريبية لتلبية احتياجات المتدربين المختلفة ومستوياتهم المعرفية المتنوعة؟ 

دائمًا في دوراتي التدريبية أعرف مجالات الأشخاص المسجلين وأخصص المحتوى التدريبي بما يتناسب مع مجالاتهم؛ حيث أبدأ من المستوى الأساسي حتى الاحترافي.

ما هي أحدث الأساليب والتقنيات التي تستخدمينها في التدريب لجعل عملية التعلم أكثر فاعلية وجاذبية؟

دائمًا استخدم الأساليب والتقنيات التي تجعل التدريب وعملية التعلم أكثر فعالية وجاذبية؛ فهذي الأساليب تعتمد على دمج التكنولوجيا والتصميم التفاعلي، ومنها: التعلم القائم على التفاعل مثل الألعاب التعليمية، والتعلم المختص، كذلك استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء المتعلمين وتقديم محتوى مخصص يناسب مستوياتهم واهتماماتهم.

كيف تُقيمين مدى استيعاب المتدربين للمواد التدريبية؟ وما هي الآليات التي تعتمدينها لتقديم الدعم والتوجيه الإضافي؟

بعد كل يوم تدريبي أعرض لهم بعض الأنشطة التفاعلية والتطبيقات العملية أيضًا من خلال الملاحظات الصفية والتقييم الذاتي للمتدرب من خلال مراقبة التفاعل طرح الأسئلة المشاركة في النقاشات ومستوى الفهم.

في ظل التغيرات المتسارعة في المجال التقني، كيف تحافظين على تحديث معلوماتك ومهاراتك كمدربة؟ وكيف تنقلين هذه التحديثات إلى المتدربين؟

سؤال ممتاز، ويعكس وعيًا كبيرًا بأهمية التطور المستمر في المجال التقني باعتباري مدربة في هذا المجال، الحفاظ على تحديث المعلومات والمهارات يتطلب جهدًا كبيرًا وإستراتيجية واضحة منها المتابعة الدورية للمصادر المُختصة المشاركة في المؤتمرات وورش العمل والتفاعل مع المجتمعات التقنية.

أما بالنسبة لكيفية نقل هذه التحديثات للمتدربين فيكون من خلال تحديث المحتوى التدريبي باستمرار، وتبسيط المفاهيم التقنية الحديثة، وأيضًا بالتشجيع على التعليم الذاتي.

ما أبرز التحديات التي تواجهينها كمدربة في المجال التقني؟ وكيف تتعاملين معها؟

من أبرز التحديات التي أواجهها في المجال التقني في الدورات تفاوت المستويات التقنية، وجود متدربين بمستويات متفاوتة في الدورة نفسها يجعل من الصعب توجيه الشرح بحيث يُناسب الجميع.

لذلك يتم التعامل مع هذه التحديات عبر تقسيم المحتوى إلى مستويات تدريجية وتوفير مصادر إضافية للمبتدئين.

ما هي الفرص التي ترينها واعدة للمهنيين والراغبين في دخول المجال التقني في الوقت الحالي والمستقبل؟

الفرص في المجال التقني تتسع وتتطور بسرعة، وهناك العديد من المسارات الواعدة حاليًا وفي المستقبل القريب ومنها: الذكاء الاصطناعي وتعلم الاله، تحليل البيانات، الأمن السيبراني، البرمجة وتطوير البرمجيات، الحوسبة السحابية، والبنية التحتية، والروبوتات والتقنيات المدمجة.

كيف ترين دور المرأة في المجال التقني؟ وهل هناك تحديات أو فرص خاصة تواجهها المدربات والمهنيات في هذا القطاع؟

دور المرأة في المجال التقني أصبح أكثر بروزًا وتأثيرًا خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد الوعي بأهمية التنوع والشمول في مجالات العلوم والتكنولوجيا والمجالات التقنية؛ فالعديد من النساء أثبتن كفاءة عالية في قيادة فرق تقنية، والمساهمة في الابتكار وريادة الأعمال في المجالات التقنية ولكن لا يزال الطريق مليء بالتحديات ومن أهم هذه التحديات صعوبات التوازن بين الحياة والعمل خصوصًا في البيئات ذات الطابع المتسارع والتقني الذي يتطلب ساعات عمل طويلة ومع ذلك لا تزال المرأة تمتلك الإمكانات والخبرة العالية للدخول في المجال التقني بقوة.

ما هي نصيحتك للشباب الطموح الذي يسعى لدخول المجال التقني أو تطوير مهاراته فيه؟

نصيحتي للشباب الطموح الذي يسعى لدخول المجال التقني أو تطوير مهاراته فيه تنقسم إلى عدة محاور أساسية تساعده على بناء مسار مهني قوي ومنها :

1. لابد أن يبدأ من الأساسيات ويختار لغة برمجة مناسبة لمجاله.

2. أن يختار اختصاصًا واضحًا؛ فالمجالات التقنية واسعة جدًا.

3. أن يتعلم الممارسة ولا يكتفي فقط في حضور الدورات التدريبية، ولا بد أن يُطبق ما تعلمه.

4 الاستثمار في اللغة الإنجليزية؛ لأن أغلب المصادر والوثائق تكون باللغة الإنجليزية.

5 يبقى على إطلاع مستمر؛ فالتكنولوجيا تتغير بسرعة.

ما هي رؤيتك لمستقبل التعليم والتدريب في المجال التقني؟ وهل هناك مشاريع أو مبادرات جديدة تعملين عليها في هذا السياق؟

رؤيتي لمستقبل التعليم والتدريب في المجال التقني يتمحور في عدة أمور أساسية منها، ولا بد من التعليم المستمر، وسيصبح من الضروري للمهنيين متابعة التعلم بشكل دوري لتحديث مهاراتهم ومواكبة التحولات المستمرة، مواصلة التدريب العملي خاصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، سيأخذ حصة أكبر في البرامج التدريبية.

نعم ولله الحمد هناك مشروع قادم بإذن الله في المجال التقني على مستوى الشرقية خاصة ومنه سوف تكون الانطلاقة بقوة على مستوى المملكة العربية السعودية حتى يكون في عدة مناطق بإذن الله تعالى، كذلك استعد للعديد من المبادرات الشخصية التي سوف تكون لها طابع قوي في هذا المجال وتخدم المجتمع والشباب السعودي بإذن الله تعالى.

ما الرسالة التي تودين توجيهها للمؤسسات والشركات حول أهمية الاستثمار في التدريب التقني لموظفيها؟

أصبح التدريب التقني استثمارًا استراتيجيًا؛ فالمؤسسات التي تضع تطوير مهارات في صميم استراتيجياتها تملك ميزة تنافسية حقيقية؛ إذ ينعكس ذلك في زيادة الكفاءة، وتحسين جودة الخدمة، وتسريع الابتكار.

التدريب التقني لا يواكب فقط التطورات، بل يصنعها، من خلال تمكين الموظفين من الالمام بأحدث الأدوات والحلول بفعالية.

إن الاستثمار في عقول ومهارات فريق العمل هو الاستثمار الأذكى لمستقبل الشركة أو المؤسسة.

في ختام هذا الحوار الشائق والمُثمر، لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر للمدربة بشاير عايش الرشيدي.

نأمل أن يكون هذا الحوار قد ألهم العديد من قرائنا لاستكشاف الفرص الواعدة في المجال التقني، والاستثمار في تطوير مهاراتهم ليكونوا جزءًا فاعلًا في تحقيق رؤية المملكة 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى