أقلام

الشخص السام … أطيافه

أمير الصالح

يتخيل البعض أن الرجل/ المرأة السامة toxic one هو/ هي الذي يتحدث دائمًا بسلبية ويركز على ذِكر الجوانب المُظلمة والمكدرة في الحياة ونقل الأخبار المحلية والعالمية المُحبطة وتضخيم أحداث البطالة وتضخم الأسعار وانهيارات أسهم الشركات وركود العقار، والتذمر الدائم بشكل ملحوظ عن محيطه الاجتماعي والديني والاقتصادي والنفسي. والواقع أن ذلك جزء من سمات الشخص السام مع بعض اللبس بين الناقل للخبر والصانع له. ففي الحقيقة، التعريف للرجل وللمرأة السامة يشمل أيضًا وجوه أخرى والقلة القليلة من الناس ملتفت لها وأقل منهم استطاعوا تشخيصها. فالسنابر واليوتيوبر والتيك توكر والصحافي والكاتب الذي يُسهب في تغطية يوميات حياته الباذخة ونشر صور سياراته الفارهة وبث صور سفراته السياحية المُترفة ووصف ملابسه وحقائبه ذات الماركات العالمية والحديث المطول دون سؤاله عن الأطعمة والمطاعم باهظة التكاليف التي يرتادها فإنه/ إنها يزرع/ تزرع في نفوس المشاهدين والمتابعين والقراء لاسيما القُصر والشباب / الفتيات المراهقين وقليلي الوعي عدم الرضا عن حياتهم وتزايد مستوى التذمر والسخط مما يوفرونه لهم أسرهم والتنكر لكل جميل يُصنع لهم لأنه أدنى وأقل بالمقارنه مع ما بين أيدي أولئك من التيك توكر والسنابر … وكذلك التعريف للشخص السام يشمل الشخص الذي يُزيف الحقائق في صحة مردود الاستثمار وتجارة العقار وعقود التوظيف وتدليس صفات أطراف عقود الزواج والتكسب من الصداقة الظاهرية وإطلاق أحكام تفسيق كل أبناء المجتمع بناء على تصرفات فردية منحرفة ومعاقبة الجميع بناء على أعمال أفراد.

لنتذكر بأن الشخص السام قد ياتي في عدة أشكال وقوالب ووجوه وألسن، فلنكن أكثر وعيًا ونتفادى تعدد ألوان جلد الشياطين. الشياطين يروجون لأكثر الطرق سوءًا وزيفًا في نفوس متابعيهم لزيادة معدل التذمر والسخط وإزالة حالة الرضا وعدم القناعة ونكران الجميل للأهل والزوج / الزوجة وتفادي ترتيل الحمد لله جل جلاله واتباع الغاوين ومحاكاة أعمال أهل الفسق والنفور من أهل التقوى.

أخي / صديقي / ابني / بُنيتي / زميلي / جاري،

تهذيب النفس وإرشاد المحيط الأسري على تفادي أهل الغرور وأهل الزيف وأهل الشهوات وأهل نكران الجميل سواء في الواقع الملموس أو العالم الافتراضي الرقمي عواقبه المحمودة وبها نيل نصيب من سعادة وراحة بال وقلب مطمئن؛ مجتمعاتنا بحاجة ماسة لصنع العديد من خطوط التآلف وتجاوز حبائل الشياطين وتفادي فخاخ أهل السوء الذين يبثون الوهم والغرور والعُجب بالنفس والتكبر والأنانية تارة وتارة أخرى يبثون الخوف والإحباط واليأس والانعزال والقلق. فتكريس الجهود من الجميع لتفادي صناع السموم، واتخاذ سبل صناع الخير والوعي طريقًا وتناقل قصص النجاح والاستماع لتجارب الآخرين المُلهمة والمحفزة والمفيدة حتمًا ترسخ العصامية وتزرع الأمل وتوطد الابتعاد عن مجالس البطالين، ومع مرور الوقت وضبط جودة الغذاء الفكري للإنسان وعزل أهل السموم من حياة الناس وعدم متابعة بائعي الأوهام حتمًا ستصنع إنسانًا ومجتمعًا آفضل وأرقى وأنقى وأكثر تفاؤل وسعادة وقناعة ورضا ورحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى