“التعليم”.. ركيزة التميز وبوابة المستقبل!

علي الجمعة
ما هو أثر التعليم على الإنسان؟
عبر العصور، أدرك الإنسان أن للتعليم أثرًا بالغًا في تشكيل حياته. فهو يوسّع المدارك، ويصقل الشخصية، وينمّي المهارات، ويفتح آفاق المعرفة في مجالات متعددة. التعليم ليس مجرد شهادات، بل هو تجربة تنحت الإنسان وتجعله أكثر وعيًا وإدراكًا.
اليوم نعيش زمنًا بدأت تنتشر فيه فكرة خاطئة، خاصة لدى بعض فئات المجتمع، وهي أن التعليم لم يعد ضروريًا طالما أن النجاح ممكن عبر مجالات مختلفة مثل الرياضة والفن وريادة الأعمال إلخ.. لكن الحقيقة أن التعليم مهم لكل إنسان، مهما كان طموحه أو مجاله. لا غنى عن التعلم، لأن الإنسان المتعلم يمتلك الأساس المعرفي وأدوات التفكير والتحليل، وقادر على التميز في أي ميدان من ميادين الحياة.
ولعل من أبرز الأسئلة التي تُطرح دائمًا:
1- “لكن هناك ناجحين لم يُكملوا تعليمهم!”
صحيح، هناك من نجح دون تعليم جامعي، لكن من واصل تعليمه جمع بين الموهبة والعلم، ما زاد من تميزه واستمراريته. التعليم لا يضمن النجاح وحده، لكنه يعززه ويفتح آفاقًا أوسع. الجامعات تمنحك فرصًا عظيمة للاحتكاك بخبراء وتخصصات متنوعة، والمشاركة في أنشطة ومؤتمرات تطور شخصيتك ومهاراتك.
2- “لماذا أدرس إن كنت لن أعمل في مجالي؟”
التعليم ليس فقط لتأدية وظيفة محددة، بل لبناء طريقة تفكير ومهارات تنفعك في مجالات متعددة. كم من مهندس أصبح رائد أعمال؟ وكم من خريج تخصص في مجال ما لكنه أبدع في مجال آخر؟ التعليم لا يضيع، بل يُثمر بطرق قد لا نتوقعها.
3- “ما فائدة الدراسة إذا لم أجد وظيفة؟”
هذا السؤال يذكّرني بمناظرة شهيرة بين رجل مسلم وآخر ملحد، حين قال الملحد: “ماذا لو لم يكن هناك آخرة؟” فأجابه المسلم: “إن خسارتي لا تقارن بخسارتك!”، وبالمثل، من يتعلم لا يخسر شيئًا، بل يربح وعيًا وفهمًا وثقافة، حتى إن تأخرت الفرص العملية.
في الختام:
كل مرحلة تعليمية نمر بها تصنع فارقًا في حياتنا وتجعل منا أشخاصًا أكثر نضجًا ووعيًا. ومع كل مستوى تعليمي نرتقيه، نزداد فهمًا للحياة ومساهمة في المجتمع. فالتعليم ليس رفاهية، بل استثمار في الذات، ومن خلاله نبني الإنسان، وبالإنسان نبني الأوطان.