مكاسب تربوية في الاصطفاف الشرفي باحتفالات المدارس

عدنان الغزال :الدمام
شهدت فقرة «الاصطفاف الشرفي» أو «الممر الشرفي» انتشارًا في حفلات التقاعد والنقل بالمدارس، وبعض القطاعات الأخرى، مما دفع تربويين إلى اقتراح اعتمادها سنويًا ضمن فعاليات اليوم العالمي للمعلم والمناسبات المدرسية، لما تحققه من أثر تربوي ونفسي واجتماعي إيجابي، إضافة إلى بساطة تنفيذها وقلة تكلفتها.
مستلزمات بسيطة
أبانوا أن فقرة «الاصطفاف الشرفي»، أثبتت جدواها على الأفراد المحتفى فيهم في كافة القطاعات، وتحديدًا عند إحالة الأفراد إلى التقاعد أو كذلك الأفراد المتميزين في قطاعاتهم المختلفة، أو عند الانتقال من وظيفة إلى أخرى، ومن بين تلك المكاسب، الانتشار الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تحقق مشاهدات مليونية، وتتطلب عند تنفيذها مستلزمات بسيطة، تتمثل في سجاد، وبعض اللافتات الجانبية، وبعض الورود، والاصطفاف البشري من زملاء المحتفى فيه، والمرور بجوارهم، وسط ترحيب وتصفيق من الجميع.
الاعتراف بالجهود
أبان المستشار التربوي والأسري والنفسي الدكتور وليد الشعيبي، أن الاصطفاف الشرفي للمميزين والمتقاعدين، يُعد لفتة تكريمية راقية تُظهر الاحترام والتقدير لإنجازاتهم وخدماتهم، وهذه المبادرة تُعزز القيم المعنوية، سواء في المؤسسات العسكرية أو المدنية، وتُرسخ مبدأ الاعتراف بالجهود التي بُذلت خلال مسيرة العمل، ومن بين أهدافها: يشعر الأفراد بأن جهودهم لم تذهب سُدى، مما يُعزز الانتماء والولاء، يُحفّز العاملين على بذل مزيد من الجهد للوصول إلى نفس المستوى من التكريم، يُضفي لمسة إنسانية على بيئة العمل، ويحافظ على صلة ودية مع المتقاعدين، ويشعرهم بأنهم لا يزالون جزءًا من المؤسسة.
اللقاءات التوديعية
قال المستشار الأسري والنفسي أحمد الدريويش: لا تزال مجتمعاتنا تشرق بأبهى مشاهد المعروف التي تتجدد بصورها وأشكالها التي تتجلى في لحظات إنسانية تُزهِر سعادةً وحباً، فتؤكد قوة الروابط بين أفرادها، ومن بين تلك اللحظات الباهرة، ما برز مؤخراً في اللقاءات التوديعية في المؤسسات التعليمية أو المهنية، حيث يتجمع الرفاق واﻷحباب في مشهد بهيج يودعون إنسانًا جمعتهم به الأيام والسنوات، بعد رحلة حافلة بالعطاء، تظل آثارها محفورة في نفوسهم، فتلك اللفتة اللطيفة تعكس عمق الروابط الإنسانية.
تعزيز الصحة
أضاف الدريويش: الإنسان، بغض النظر عن عمره أو مكانته، يظل في أمس الحاجة إلى مجتمع يدعمه، وأفراد يساندونه، وأحباء يمنحونه دفء الحب والشعور بالانتماء. هذه العناصر تُعزِّز صحته النفسية واستقراره الشخصي، بينما تؤدي غيابها إلى الوحدة والعزلة، التي تُفقد الفرد إنسانيته وتهمش مشاعره، لذا، فإن هذه المواقف الاجتماعية تمثل فرصًا للوقاية والاستشفاء، حيث يتعافى الإنسان ويزدهر، مُبديًا فخره بما يحيط به من حب واهتمام.
سلبيات محتملة
• التمييز: إذا لم يتم اختيار المكرمين بناء على معايير واضحة، قد يُشعر بعض الأفراد بعدم الإنصاف
• الشكلية: في حال تحولت هذه المبادرات إلى روتين دون اهتمام حقيقي بالمضمون، قد تفقد قيمتها.