أقلام

سلسلة الجهل..حقائقه ومشكلاته ما هي الجاهلية ؟ اكتشف لتحذر؟

الشيخ عبد الجليل البن سعد

إعداد: عبدالمنعم الحليمي

قال تعالى :

{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. المائدة (50)

المقدمة:

_ لا يمكن أن يحتمي الإنسان من اي خطر قبل ان يتوقع مداهمته، ولا يمكن ان يتجنب الضرر ان لم يكن قد تلمس بوادره، وان من الخطورة المعنوية التي تتهدد روح الانسان هو خطورة الجاهلية.

فالانسان يولد في أسرها ويعيش ارهاصات الأسر مع الجاهلية، ولذلك يولد الانسان السوي ومعه همة الإنعتاق من الجاهلية، فإذا كان الانسان يولد أسير الجاهلية فكيف لا يشعر بها ويكون في غفلة عنها.؟!!

ومن هنا لابد من وضع النقاط على حروف اكتشاف الجاهلية للحذر منها ..!!

فهرسة البحث:

١_ الجاهلية خارج التاريخ.

٢_ التضليل الجاهلي.

٣_ الاستنساخ الجاهلي.

٤- رأسمال الجاهلية.

تفاصيل البحث:

١_ الجاهلية خارج التاريخ.

الجاهلية كأي حالة تحمل علامات وتلك العلامات نصفها بالعكسية، وذلك لأن الجاهلية كما قد اسلفنا الحديث عنها مناقضة للإستقامة العقلية والسلوكية وللخير وللرشد وغيرها، مما أشرنا له في بحث كشف ائمة أهل البيت.ع. عن الجاهلية، وهنا نقف مع اثنين من العلامات العكسية بصور موجزة وبأوضح صور تلك العلامات :

أ_ الانحراف.

ب_ الانحطاط.

أ_ الانحراف:

في أوضح صوره وأجلى معانيه وهو المجاوز للخطوط الحمراء في الارتباط بالله تعالى ذلك هو ( الشرك بالله) ، ولذا قال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا). النساء (48).

ولم يبعث نبي ولا رسول عليهم السلام الا ودعى لعبادة الله عبادة خالصة دون عبادة الأنداد، وفي بعض التأويلات أن هذا أحد معاني الخاتمية حيث أن الشرك الوثني بعد النبي الأعظم.ص. لا يمكن أن يعود للتشكل والتمظهر الواسع وهذا مقتضى قوله تعالى :

( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).الصف(9).

ب_ الانحطاط:

والانحطاط المجاوز هو الذي يكون مع الفاحشة، وهي التي يصل فيها الانحطاط الى مستوى فقدان الذوق الأخلاقي والقيمي، فمثلاً:

في بعض المجتمعات البعيدة عن الدائرة الإسلامية، يسير صاحب العلاقات غير الشرعية والممجوة بأريحية في حياته الاجتماعية بدون أدنى نظرة تنفر منه وله، بينما البدائل الشرعية تمارس معها الصرامة والتشويش تجاهها وهذا فساد الذوق والانحطاط.

_ وهاتين العلامتين العكسيتين أي الانحراف والانحطاط تتساوى فيها خُلق وأخلاقيات الجاهليات الأربع :

أ_ الجاهلية اليونانية.

ب_ الجاهلية الرومانية.

ج_ الجاهلية الفارسية.

د الجاهلية العربية.

٢_ التضليل الجاهلي:

_ هو الساحرية التي تختطف العقول وتختطف الأرواح.!!

أ_ واختطاف العقول بساحرية التضليل الجاهلي يكشف عن أن الجاهلية تملك منطقاً لكنه منطق المغالطة والمواربة والمراوغة، و القرآن الكريم اشار بأن للجاهلية منطقاً تنصت له الأسماع :

( إِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ ). المنافقون.(4).

والقرآن الكريم أشار بأن للجاهلية منطقاً، لتحذره وتتمنع منه وتتلافاه، وذلك في قوله تعالى:

( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ ). المنافقون.(4)

_ والمنطق الجاهلي الذي يتصف بالمواربة والمغالطة، ينطبق على الشك والتشكيك المستمر والعبثي، وهذا لا يشمل التشكيك والشك الفرضي العلمي الذي تعتمد عليه مسيرة العلوم وهذا مقبول، ونرفض مايطرحه بعض المتحدثين بإسم الفكر العربي بأن يكون الشك رؤية ومنهج عام، مستنداً الى اطروحة الشك العام لدى الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت( (وُلد في 31 مارس 1596 في لاهاي ، تورين، فرنسا – تُوفي في 11 فبراير 1650 في ستوكهولم ، السويد) كان عالم رياضيات وعالمًا وفيلسوفًا فرنسيًا)، الذي لم يثبت حتى نفسه الا بالشك فقال أنا افكر اذا أنا موجود، ولو يصايب بالزهايمر لما كان ايضاً موجود.!!؟

_ ودعوى ان نقابل كل شيء بالشك ونقابل كل شيء بذهنٍ خالٍ وأن نجرد الذهن والعقل من كل شيء، فهذه الإطلاقية في الأطروحة مرفوض لأن هناك قواعد صلبة راسخة والشك خارج تلك القواعد يرجعها اليها ويحاكم المشكوك فيه من خلالها..

أ_ ففي العلوم والمعارف لدينا قواعد صلبة لا يطالها ولاتخضع للشك، ومنها المعارف الإلهية من قواعدها الصلبة قاعدة ( النظم والنظام الكوني):

النظام الحاكم على كل ذراة الكون، ومسيرة الكون وفق نظام دقيق متقن أبهر العقول وأدهشة كلما تكشفت لهم حقائقها، ومن هذا النظام المتقن تتجلى حقيقة أن وراء هذا النظام ناظم وارادة ناظمة لا متناهية.

ب_ وفي المسيرة الحياتية والسلوك الانساني العام لدينا قواعد صلبة لاتضخ للشك الفرضي وانما يمارس معا الشك العبثي :

فالزواج في الفضاء غير الإسلامي مثلاً يسوق على انه عادة ويمكن الذهاب نحو الانحطاط بمثل الشذوذ الجنسي، ولكن الزواج قاعدة صلبة فهو عيادة وقيادة وريادة وسيادة وليس عادة.

ولكن على المنحى الآخر يُطرح سؤال تشكيكي فرضي:

_ هل الزواج المبكر يقتل المستقبل أو لا..؟!

_ وهل انت مع الزواج المبكر أو لا.؟!

هنا نقول :

الدعم والتأييد للزواج المبكر يكون وفق ضوابط عدة نذكر منها ثلاثة :

١_ الحاجة الملحة لدى الشاب.

٢_ المعونة والرعاية الرسمية للزواج المبكر.

٣_ التوعية والتأهيل للشباب..

ب_ ساحرية الجاهلية للأرواح وذلك عبر لغة النعومة في الطرح بحيث أن الجاهلية التاريخية والمعاصرة تذكر لهم مزايا وصفات حميدة وحسنة تختطف أرواح من تصله تلك الاطاريح..

٣_ الاستنساخ الجاهلي:

_ والجاهلية بلا ريب ولا شك تُستنسخ وتعيد نفسها، وهذا ما أكده نبينا الأعظم.ص. حيث قال :

( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ..).

صحيح البخاري.حديث 3456

وهذا من الاخفاق الانساني المؤكد الذي لا ينتهي ولا يمكن تحييدها ولكن يمكن الحد منها، وذلك لأنه لدى كل انسان مغاطيسيات وجواذب جاهلية ويولد ومعه ارهاصات الوقع في أسر الجاهلية ومعه همة الانعتاق منها أيضاً، والمغناطيسيات والجاذبيات الجاهلية عديدة نذكر ثلاثة منها:

أ_ الصلة النسبية.

ب_ الحمية.

ج_ الأنانية.

٤_ رأسمال الجاهلية.

الجاهلية لها وجود وليس فلسفة، ومن له وجود سيقاتل من أجل وجوده، فمثلاً:

العلماء الذين حاربوا الشيوعية انتصروا عليها لأنها فلسفة، ولكن منذ خمسة قرون والبشرية تتصارع مع الرأسمالية ولم يحققوا انتصاراً والسبب هو أن الرسمالية وجود وليست فلسفة فهي تقاتل دون وجودها..

ولذا الجاهلية ليست فلسفة وقواعد علمية فتصارعها علمياً وفلسفياً، بل لها وجود و تقاتل كل من يزاحمها في وجودها ولو كان أقدس من وطئ الثرى كسيد الشهداء الامام الحسين.ع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى