أقلام

وأن ليس للإنسان إلا ما سعى

أمير بوخمسين

إن بداية كل عام جديد لا بد أن تمثل انطلاقة جديدة وفريدة في التعاطي مع الحياة، والتفكير في بناء حياة أفضل والعمل على تحقيق تلك الأهداف التي كانت سابقًا مجرد أحلام، والاجتهاد في تغيير ما يجب تغييره وتحسينه لتحقيق حياة أفضل من تلك التي سبقت. وإن من أولى أولويات الحياة هذه الانطلاقة الجديدة واستقبال العام الجديد والسعي في تغيير طريقة التفكير في الحياة، والإقبال على هذا التغيير بتبني سلوكيات جديده تسهم في زيادة الإيجابية وجلب السلام النفسي، عبر تقنيات التفكير الجديدة، وعدم التردد في الاستفادة من الفرص التي تتيحها بداية العام.

يدرك الجميع أن من أصعب قواعد الحياة أن (البدايات صعبة) ودائمًا ما تكون متعثرة، هذا الشيء الطبيعي يمكنه أن يدمر الحياة لو أننا ركننا إليه واستسلمنا له، وليس هنالك من سلاح يمكن التغلب به على صعوبة البدايات أكبر من التركيز والإصرار على النجاح، واتباع الأساليب الجديدة (المواكبة) في صناعة التغيير هذا.

أعوامُا عديده تركناها خلف ظهورنا، وأعوامًا عديده استقبلناها، تركنا خلفنا العديد من النجاحات والإخفاقات، واستقبلنا كذلك أعوامًا جديده بآمال وأحلام.. حققنا فيها ما استطعنا أن نحقق، وتعثرنا في تحقيق البعض، وتمضي الحياة والعالم كل يوم في حالة جديدة، وتغييرات جديدة، وابتكارات جديدة، وأحداث متغيّره.

وأساليب للحياة في تطور متسارع، ما أن نتبع اسلوبًا جديدًا متطورًا حتى نفاجأ بأساليب أكثر تطورًا وعمقًا، والمؤثر في هذه الحياة من كان جزءًا من هذا التغيير، ولعل الأكثر فرصًا للنجاح ذلك الذي يلاحظ، ويفكر، ويعتبر، ثم يواكب. والمفكر هو الذي يستقبل العام الجديد بشكل مختلف عن غيره، ويتفوق على غيره بنظرته العميقة للوقت، والزمن، وتأمل المعنى الذي يحمله العام الجديد، وكيف يمكن الاستفادة من ذلك كله. انظر إلى العام الجديد بدءًا كعلامة على مرور الزمن. استقبل العام الجديد بالتأمل في أفكارك وفي العالم من حولك، وضع أهدافًا جديدة وخططًا للمستقبل وحاول أن تكون أكثر وعيًا بالمسؤولية. وأن تدرك بأن العالم في تغيير مستمر، مما يدفع الفرد للاستعداد للتغيير والسعي خلف المعرفة والبحث عن المعلومات الجديدة. إن استقبالنا للعام الجديد للسعي في تطوير أنفسنا وفرصة للتوسع في المعرفة والتعرف على جوانب جديده من الحقيقة. هكذا هي الحياة تدور عجلتها بنا، لا تقف لحدث، ولا تتراجع لموقف، تسير بنا لحظاتها وأيامها وأعوامها. تجربه إنسانية نخوض غمارها مع الذات والعقل وبين الأمل والياس، ونحن نراقب فواصل الزمن من عام يمضي واخر يأتي علينا أن ننظر إلى أين نقف، وأن نحدد إلى أين نسير، وكيف سنصل، ومتى نتوقف. بعض التوصيات للعام الجديد للاستفادة:

• تحديد الأهداف: ضع أهدافًا لك في مجالات مختلفة، بشرط أن تكون قابلة للتطبيق ومرنة وليس معقدة، هذه الأهداف تشمل الجانب الشخصي في تطوير الجانب الروحي والسلوكي والفكري.

• زيادة الطاعات: زيادة العبادات مثل الصلاة والصدقة، وخصص وقتًا للدعاء والاستغفار.

• التواصل مع المجتمع: اهتم بتقوية الروابط الأسرية وزيارة الأهل والأصدقاء، والمساهمة في العمل الاجتماعي، كالمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني لخدمة المجتمع.

• التعلم والنمو: استثمر في التعلم من خلال قراءة الكتب وحضور الدروس والدورات، وتنمية الدخل المالي.

• العمل على النفس: ابذل جهدًا في تحسين نفسك وتطوير مهاراتك الشخصية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى