منبر بشائر

منبر عاشورائي يسلط الضوء على الواقع الاجتماعي والروحي في عصر الإمام الحسين (ع)

زينب المطاوعة : الدمام

ألقى سماحة الشيخ الدكتور إسماعيل المشاجرة محاضرة عاشورائية بعنوان “الواقع الاجتماعي والروحي للأمة في عصر الإمام الحسين (ع)”، في مجلس الرضا بسيهات، مستفتحاً بكلمات الإمام الخالدة: “ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟!”. وقد مزج فيها بين التحليل التاريخي والمنهج العلمي الحديث، مستعينًا بمدرسة الحوليات الفرنسية التي أحدثت تحولًا جذريًا في منهج دراسة التاريخ.

سماحته استعرض ملامح التحوّل من المجتمع النبوي الإيماني إلى واقعٍ متدهور في عهد الإمام الحسين (ع)، مؤكدًا أن فهم كربلاء لا يكتمل دون دراسة الزمن المتوسط؛ أي المرحلة التي أعقبت بعثة النبي (ص) وشهدت تغيرات اجتماعية واقتصادية عميقة.

وفي تحليلٍ دقيق، أوضح المشاجرة كيف نجح النبي في بناء مجتمع متماسك قائم على مبدأ التقوى والأخوة الإيمانية، مقابل البنية القبلية التي كانت تحكم مجتمع مكة. غير أن هذا البناء لم يصمد طويلًا، إذ بدأت النعرات القبلية والطبقية بالعودة تدريجيًا، خاصة بعد وفاة النبي (ص)، ما مهد لتراجع روحي واجتماعي بلغ ذروته في عهد يزيد.

كما بيّن سماحته أن البنية الاجتماعية في الكوفة شهدت اختلالًا واسعًا نتيجة سياسات زياد بن أبيه، الذي عمد إلى تفكيك المجتمع الشيعي واستبداله بقبائل موالية للأمويين، مما هيأ الأرضية لخذلان مسلم بن عقيل والإمام الحسين (ع).

وختم الشيخ المشاجرة محاضرته بتفنيد الصورة النمطية السلبية عن الكوفيين، مؤكدًا أن الثورات ضد الظلم غالبًا ما انطلقت من الكوفة، وأن أئمة أهل البيت امتدحوا أهلها، معتبرين الكوفة “كنز الإيمان وجمجمة الإسلام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى