سيهات .. السيد الخباز يشعل أزمة منتصف العمر

زينب المطاوعة : الدمام
في الليلة الثامنة من موسم محرم 1447هـ، قدّم السيد مجاهد الخباز في مسجد الرسول الأعظم “ص”، محاضرة علمية بعنوان “أزمة منتصف العمر”، تناول فيها واحدة من أدق المراحل التي تمر بها حياة الإنسان، مستندًا إلى دراسة ميدانية ومعالجة بحثية عميقة لفريق متخصص من القطيف والأحساء.
افتتح الخباز حديثه بتقسيم العمر البشري إلى مراحل، من الولادة إلى الشيخوخة، موضحًا ما يمر به الفرد من أزمات تطورية مرتبطة بكل مرحلة: من الثقة في الطفولة المبكرة، إلى أزمة الهوية في المراهقة، ثم أزمة العزلة مقابل النجاح في مقتبل العمر، وصولًا إلى المرحلة المحورية بين عمر 35 إلى 60 سنة، حيث تبرز “أزمة منتصف العمر” كنتاج لتراكمات نفسية واجتماعية واقتصادية وعاطفية.
عرّف الخباز أزمة منتصف العمر بأنها حالة من القلق والتقييم الداخلي العميق، حين يدرك الفرد أن نصف عمره قد مضى دون أن يحقق أهدافه الشخصية أو يجد التقدير المناسب لتضحياته، سواء من الشريك أو الأبناء. واستعرض أبرز أعراض هذه الأزمة ككثرة الانتقادات بين الزوجين، تقلب المزاج، افتعال المشاكل، الهروب من المسؤوليات، الميل إلى الحنين للماضي، وغياب الرضا.
كما استعرض نتائج الدراسة الميدانية التي بيّنت أن 55.5% من عينة الدراسة (128 فردًا من فوق سن الأربعين) يعانون فعليًا من أزمة منتصف العمر، مشيرًا إلى أن النساء غير العاملات هنّ الأكثر عرضة للأزمة، خاصة مع الضغوط الاقتصادية وانتشار الفكر النسوي الذي أعاد تعريف دور المرأة الأسري.
وفي ختام المحاضرة، شدّد الخباز على أن أزمة منتصف العمر ليست أزمة في ذاتها، بل هي نتيجة غياب التخطيط المسبق للحياة وتراكم الأنانية داخل العلاقات الزوجية، مؤكدًا أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب الوعي، والتقدير المتبادل، وروح المبادرة لا الانتظار.