الخباز: المشروع النبوي يكتمل بظهور الإمام المهدي (عج)

زينب المطاوعة : الدمام
سلّط سماحة السيد حسن الخباز الضوء على الأبعاد العقائدية والقرآنية المرتبطة بالإمام المهدي (عج)، وذلك خلال إحيائه الليلة الثامنة من محرم في حسينية السيد الخوئي بسنابس، منطلقًا في حديثه من قوله تعالى: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون﴾.
بدأ الخباز تفسيره بالإشارة إلى وجود ثلاث آيات مشابهة في القرآن الكريم، تختلف في صياغتها الختامية، معتبرًا هذا الاختلاف دليلاً على اختلاف في السياق والغرض، لا سيّما في سورة الفتح، التي أتت عقب صلح الحديبية لتؤكّد أنّ شهادة الله برسالة النبي تغني عن اعتراف المعارضين.
وتوقف الخباز عند مفهومَي “الهدى” و”دين الحق”، عارضًا وجهتي نظر: الأولى تفسر “الهدى” بالبراهين و”دين الحق” بالتشريعات، ما يعني أن الإسلام جاء بالعقل والتشريع المتناغم مع الفطرة. أما الرأي الثاني، والذي يميل إليه بعض كبار المفسرين كصاحب الميزان، فيرى أن “الهدى” هو الهداية الإمامية الفورية التي يمنحها الله لأنبيائه وأوصيائه، مشيرًا إلى نموذج التحوّل الجذري للحرّ الرياحي في كربلاء، وبشر الحافي في عهد الإمام الكاظم (ع).
أما النقطة الثانية، فربط فيها السيد الخباز الآية بالإمام المهدي (عج)، موضحًا أن المفسرين من الفريقين الإسلاميَّين انقسموا إلى ثلاث اتجاهات: الأول يعتبر أن الآية ستتحقق عند نزول النبي عيسى (ع)، مستندين إلى روايات اعتبرها السيد ضعيفة السند ومتناقضة مع ما نقله البخاري عن وجود “إمام من هذه الأمة”. وأكد أن هذا “الإمام” هو المهدي وليس عيسى، الذي سيكون تابعًا له لا قائداً.
الاتجاه الثاني فسّر الآية بانتصار الإسلام في فتح مكة، معتبرًا أن التمكين السياسي تحقق جزئيًا آنذاك، ولكن التأويل الكامل سيقع في عصر الإمام المهدي، كما ورد عن الإمام الصادق (ع): “لم ينزل تأويلها بعد”.
أما الاتجاه الثالث، فاعتبر أن الآية تتحدث عن مشروع متكامل يمتد عبر 14 معصومًا، ويكتمل بقيادة الإمام المهدي الذي سيُظهر الدين في جميع أبعاده: السياسية، الفكرية، والاقتصادية.
وختم الخباز بالإجابة عن إشكالين معاصرين حول فرض الدين ومفهوم الديمقراطية، مؤكدًا أن المشروع المهدوي لا يتناقض مع العقل، بل يسير وفق تحوّل تدريجي يفضي إلى القناعة العامة، ليتحقق الوعد الإلهي بإقامة العدل الشامل في ظل قيادة “محبوب الخلائق”.