الشيخ المشاجرة في مجلس الرضا: تمر الروحانية بين الإفراط والتفريط

زينب المطاوعة : الدمام
قدّم سماحة الشيخ الدكتور إسماعيل المشاجرة في مجلس الإمام الرضا (ع) بسيهات رؤية قرآنية ومعرفية متكاملة لمفهوم الحياة الروحية، تحت عنوان “الحالة الروحية بين التهميش والمبالغة”، مبينًا أن الإسلام لا يقرّ الانزواء الرهباني، ولا يقبل في الوقت ذاته التفريط بالجوانب الروحية.
استهلّ سماحته حديثه بتفسير آية ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا﴾، موضحًا أنها تمثل ردة فعل مفرطة من أتباع النبي عيسى (ع) تجاه طغيان الجبابرة، فأخذوا طريق العزلة والتقشف، ما أدى لانحراف بعضهم عن خط الإيمان. وأوضح أن الرهبانية لم تكن مفروضة من الله، بل ابتدعوها من تلقاء أنفسهم، فكان منهم الصادقون، ومنهم من فسق وانحرف.
وفي محوره الثاني، أبرز المشاجرة مبدأ “الوسطية” الذي تميزت به الشريعة المحمدية الخاتمة، موضحًا أن الإسلام دين الفطرة، يجمع بين احتياجات الروح ومتطلبات الجسد. واستعرض في هذا السياق موقف النبي (ص) من عثمان بن مظعون، الذي طلب اعتزال الدنيا للعبادة، فرفض النبي رهبانيته، مؤكدًا أن رهبانية الأمة الإسلامية هي “الجهاد في سبيل الله” و”انتظار الصلاة في المساجد”.
وفي المحور الثالث، ركّز الشيخ على ضرورة توسيع مفهوم العبادة، من حصرها في الصلاة والصيام إلى شموليّتها لأعمال الخير والإنفاق وخدمة الناس. واستشهد بجملة من الروايات التي تؤكد أن “قضاء حاجة المؤمن” أو “طلب الحلال” أو “الابتسامة” تعد من أجلّ العبادات، بل قد تتفوق على العبادات الفردية من حيث الأجر.
وختم سماحته بالدعوة إلى مراجعة الحالة الروحية بشكل مستمر، لضمان بقائها ضمن الإطار الاجتماعي الفاعل، بعيدًا عن الانزواء والانغلاق.