أقلام

هل هناك نوع من المياه المعبأة أفضل من غيرها؟

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

خبراء التغذية في جامعة تافتس يبينون ما إذا كان هناك ثمة فوائد محتملة لشرب الماء القلوي، أو الماء المضاف إليه مّحليات أو معزز بالإلكتروليت، أو غيرها من أنواع الماء المُحسَّنة.

الجو حار وأنت عطشان، وذهبت إلى البقالة لتشتري عبوة ماء لتطفيء بها عطشك. في ممر رفوف عبوات الماء وفي الثلاجات، تجد وفرة من الملصقات الدعائية والتسويقية التي تشيد بفوائد أنواع معينة من الماء، مثل الماء القلوي (1)، والملءالمعزز بالإلكتروليت (2)، والمياه المُحسّنة، وحتى المياه المُنكّهة (3).

ولكن هل هناك ميزة غذائية لاختيار نوع معين منها مقابل اختيار الآخر؟

يقول روجر فيلدينغ Roger Fielding، كبير الباحثين في مركز جين ماير لأبحاث التغذية البشرية المتعلقة بالشيخوخة التابع لوزارة الزراعة الأمريكية (HNRCA)، وأستاذ التغذية البيوكيميائية والجزيئية في كلية جيرالد جيه ودوروثي آر فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة تافتس (5)، الإجابة المختصرة البسيطة هي: “لا توجد ميزة لأي من هذه الأنواع”.

“لا يوجد أساس فسيولوجي لوجود أي منفعة أيضية (6) لهذه الأنواع من الماء الخاصة مقارنةً بماء الشرب العادي (7)،” كما ما قال فيلدينغ.

بما أن معظم الناس لا يشربون كميات كافية من السوائل ويميلون أكثر إلى حالة عدم ترطيب الجسم (نسبة من الجفاف)، فإن نصيحة فيلدينغ هي ببساطة زيادة شرب السوائل لترطيب الجسم.

“إذا كنت ممن يفضلون مشروبًا معينًا، وكان من شأن ذلك أن يجعلك تشرب كمية سوائل أكبر وستكون أكثر اهتمامًا بترطيب جسمك بهذا المشروب، ولديك الموارد المالية اللازمة لشرائه، فافعل ذلك،”كما قال فيلدينغ. “وكما هو الحال مع المشروبات المحلاة إلى حد ما، إذا لم تفرط في تناولها، فمن المرجح أن يكون تناولها كافٍ لترطيب جسمك بها لأن المشروب مضاف اليه مُحليات أو مادة مُنكّه.”

هذا لا يعني أن تغفل عن قراءة ملصقات العبوات التي تفصِّل المكونات التغذوية لهذه المشروبات. من المهم الانتباه بشكل خاص لمستويات الصوديوم في هذه المشروبات، حتى في الماء. يجب على كبار السن استهلاك أقل من غرامين من الصوديوم يوميًا، وقد تحتوي بعض أنواع الماء، كتلك التي عليها ملصقات تفيد بأنها تحتوي على إلكتروليتات، على مستويات مرتفعة من الصوديوم وذلك بسبب إضافة بوتاسيوم الصوديوم، وفي بعض الحالات، ملح الطعام نفسه.

“إذا استهلك أحد الأشخاص كميات كبيرة من الماء المحتوي على مستويات عالية من الصوديوم، فقد يرفع ذلك من مستوى احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم وغيرها من التبعات السلبية على القلب والأوعية الدموية بسبب الإفراط في تناول الملح،” بحسب فيلدينغ. “لكن معظم هذه المشروبات التي توفر هذه الأنواع من الإلكتروليتات تكون مكوناتها من الملح مخففة نسبيًا. ”

قال فيلدينغ إنه حتى بالنسبة لرياضيي التحمل [رياضو التحمل هم رياضيون يمارسون الأنشطة التي تتطلب القدرة على بذل جهد بدني لمدة طويلة، مثل الجري لمسافات طويلة، والسباحة، وركوب الدراجات] والذين قد يمارسون الرياضة في بيئات مثل استوديهات اليوغا الحارة، “من الصعب جدًا إحداث نقص في الإلكتروليتات،” وأن تناول الماء المُعزز بالإلكتروليتات لن يُحدث فرقًا كبيرًا في تغيير تركيز الإلكتروليتات في أجسامهم.

تُنتج أجسامنا إلكتروليتات، نالتي لها دور حيوي في مساعدة الجسم على تنظيم التفاعلات الكيميائية، على شكل بيكربونات، ويستهلكها (يتعاطاها) الناس من خلال الطعام والمشروبات في شكل كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم.

وأضاف فيلدينغ: “إن تركيزات الإلكتروليتات داخل خلايا الجسم، وكذلك في السوائل الموجودة خارج تلك الخلايا، مثل الدم على سبيل المثال، تخضع لرقابة وتنظيم دقيقين جدًا. وذلك لأنها تؤثر في طريقة عمل العضلات والكليتين، وفي معدل نبض القلب وهو 72 مرة في الدقيقة. لذا، فإن زيادة تركيزات الإلكتروليتات وذلك بتناول مشروب لن يؤثر على تركيز مجموع الإلكتروليتات في الجسم.”

تعتقد بيس داوسون-هيوز، باحثة بارزة في مركز جين ماير لأبحاث التغذية البشرية المتعلقة بالشيخوخة التابع لوزارة الزراعة الأمريكية (HNRCA)، وبرفسور الطب في كلية الطب بجامعة تافتس، وأخصائية الغدد الصماء، مستهلكو هذه المشروبات الشباب لن يجنوا على الأرجح أي منفعة من شراء زجاجة مياه قلوية. وقالت داوسون-هيوز: “ليس لدينا دليل مباشر يُظهر فائدة للماء القلوي مقارنةً بالماء غير القلوي. ولكن من المنطقي، لو كنتَ من كبار السن وتتبع وجبات غذائية تنتج حموضة، ويتسبب ذلك في الاضرار بكثافة عظامك وعضلاتك، فقد تتحسن حالتك لو استهلكت ماءً قلويًا بأي طريقة يمكنك الحصول عليه.”

أوضحت داوسون هيوز أن بعض المواد الغذائية “غنية بالبروتينات والحبوب، وأن الكبريت الموجود في هذه الأطعمة تحوله الكليتان إلى حمض. لهذا السبب، من الضروري أن نتناول كمية كافية من الفاكهة والخضراوات – أو الأطعمة القلوية – لمساعدة أجسامنا على تحقيق توازن في درجة الحموضة.

وقال داوسون هيوز: “الكليتان تعملان بكفاءة كافية في مرحلة الشباب للقيام بالتعديلات اللازمة لموازنة درجة الحموضة في الجسم، وذلك بالتخلص من أيونات الهيدروجين الزائدة. ولكن مع التقدم في السن، تتراجع قدرة الكليتين على تلك الموازنة. إذا لم تتمكن الكلى من التخلص من الحموضة الزائدة، فماذا يحدث بعد ذلك؟ يُعاد ارتشاف النسيج العظمي أو يّفقد نسيج العظام لأنها، في جوهرها، عبارة عن مستودع قلوي.”

فيلدينغ، الذي يدرس أيضًا كبار السن، يتفهم لماذا قد يكون الماء المُعزز مفيدًا لشخص ينسى عادًة شرب سوائل أو يتجنبها بسبب ابتلائه بسلس البول أو أي خلل وظيفي آخر في مسالك البولية.

قال فيلدينغ: “من المهم لمقدمي الرعاية الصحية ومقدمي الخدمات تذكير كبار السن بأهمية الحفاظ على ترطيب أجسامهم وذلك بشرب سوائل كافية. نحتاج إلى تشجيع هؤلاء الناس على استهلاك كمية كافية من السوائل، لأنهم قد لا يعرفون كيف يقومون بذلك بأنفسهم”.

لكن خلاصة القول، سواء كان ذلك الشخص في الثمانينيات من عمره، أم شخص يمارس الرياضة بانتظام، أو يجد نفسه جالسًا على مكتب عمله، هي تعويض نقص السوائل وذلك بشرب ماء الشرب العادي.

أفضل بديل للسوائل بإمكانك شربه للوقاية من الجفاف هو الماء. الماء يُغني عن أي مشروب، إلا في بعض الحالات القصوى،” كما قال روجر فيلدينغ، كبير الباحثين في HNRCA وأستاذ التغذية البيوكيميائية والجزيئية في كلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية.

مصادر من داخل وخارج النص

1- “الماء القلوي أقل حموضة بقليل من ماء الشرب العادي، ويحتوي على معادن قلوية. يقول البعض إنه يساعد على تنظيم مستوى الحموضة (pH)، وإبطاء عملية الشيخوخة، والوقاية من الأمراض المزمنة كالسرطان. من الضروري معرفة أن مستويات الحموضة في الدم لا يمكن تغييرها جذريًا سواء بالغذاء أو الماء القلوي. تعمل الكليتان والرئتان على الحفاظ على مستوى الحموضة ضمن نطاق دقيق للغاية يتراوح بين 7.35 و7.45، وهو المستوى الضروري لقيام الجسم بوظائفه. كما لا نتوجد دراسات علمية كافية تدعم هذا المدعى.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.healthline.com/health/food-nutrition/alkaline-water-benefits-risks

2- https://kaahe.org.sa/ar-sa/Pages/News/NewsDetails.aspx?id=726

3- “الماء المُحسّن هوصنف من المشروبات تُسوّق كماء مُضاف إليه مكونات، مثل النكهات الطبيعية أو الاصطناعية، والسكر، والمُحليات، والفيتامينات، والمعادن. معظم أنواع المياه المُحسّنة أقل في سعراتها الحرارية من المشروبات الغازية غير المُخصّصة للحمية.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Enhanced_water

4- https://hnrca.tufts.edu

5- https://nutrition.tufts.ed

6- “الفائدة الأيضية تعني الحالة الفسيولوجية التي تقوم فيها عملية الهضم بوظيفتها بشكل مثالي، مما يؤدي إلى استخدام الطاقة بكفاءة وضبط وزن الجسم وتحسين الصحة العامة.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://upsidehealth.in/blogs/learn/the-metabolic-advantage-how-understanding-your-bodys-engine-boosts-wellness

7- https://ar.wikipedia.org/wiki/ماء_الشرب

المصدر الرئيس

https://now.tufts.edu/2025/07/02/one-type-water-better-another

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى