المملكة في قلب المشهد الهندسي العالمي : الهيئة السعودية للمهندسين تنضم إلى التحالف الدولي للهندسة (IEA)

زكي الجوهر

في إنجاز وطني جديد يعكس مدى نضج المنظومة المهنية في المملكة العربية السعودية، أعلنت الهيئة السعودية للمهندسين (SCE) عن انضمامها إلى التحالف الدولي للهندسة (International Engineering Alliance – IEA)، وذلك في إطار سعيها لتعزيز الاعتراف العالمي بالمؤهلات والخبرات الهندسية الوطنية، وتحقيق التنافسية العالمية للمهندس السعودي.

ما التحالف الدولي للهندسة (IEA)؟

يُعد التحالف الدولي للهندسة (IEA) كيانًا دوليًا رائدًا يضم مجموعة من الهيئات والمنظمات الهندسية من مختلف أنحاء العالم. يعمل هذا التحالف على توحيد المعايير المهنية وتعزيز الاعتماد المتبادل بين الدول، ويهدف إلى:

• تطوير جودة التعليم الهندسي.

• اعتماد برامج التأهيل المهني.

• الاعتراف المتبادل بالمؤهلات والخبرات الهندسية.

• تمكين المهندسين من التنقل المهني بين الأسواق العالمية وفق معايير معتمدة.

ويضم التحالف العديد من الاتفاقيات الدولية المهمة مثل:

• اتفاقية واشنطن (Washington Accord) الخاصة باعتماد برامج الهندسة.

• اتفاقية سيدني (Sydney Accord) لاعتماد برامج التكنولوجيا الهندسية.

• اتفاقية دبلن (Dublin Accord) لاعتماد برامج الفنيين.

أهداف انضمام الهيئة السعودية للمهندسين إلى IEA:

تهدف الهيئة السعودية من خلال هذا الانضمام إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية، منها:

1. تعزيز المكانة الدولية للمملكة في القطاع الهندسي

الانضمام إلى IEA يضع المملكة ضمن الدول القائدة في تطوير المهنة الهندسية عالميًا، ويؤكد التزامها بالمعايير الدولية في التعليم والتدريب الهندسي.

2. تمكين المهندسين السعوديين من الاعتراف الدولي بخبراتهم

سيساعد هذا الانضمام المهندسين السعوديين على إثبات مؤهلاتهم المهنية خارج المملكة، وهو ما يعزز من فرصهم في الحصول على وظائف دولية مرموقة والمشاركة في المشاريع العالمية.

3. رفع جودة الممارسة المهنية الهندسية

من خلال اعتماد نظم مهنية ومعايير جودة عالمية، سيتم تطوير أداء المهندسين والمكاتب الهندسية، مما يؤدي إلى نتائج أكثر كفاءة واستدامة في المشاريع الوطنية.

4. تسهيل انتقال المهندسين السعوديين إلى الأسواق الدولية

بفضل الاعتراف الدولي بالمؤهلات السعودية، سيتمكن المهندسون من التنقل والعمل في بيئات مهنية خارج المملكة دون الحاجة إلى إعادة التقييم أو المعادلة.

انعكاسات الانضمام على القطاع الهندسي الوطني:

انضمام المملكة إلى IEA ليس مجرد مكسب رمزي، بل يمثل تحولاً نوعيًا في آليات التأهيل والاعتماد والتطوير المهني داخل المملكة. وسيؤدي هذا إلى:

• تطوير المناهج التعليمية في كليات الهندسة بما يتماشى مع معايير الاعتماد الدولية.

• تحفيز المهندسين الشباب على الالتزام بالمسارات المهنية المعتمدة.

• تشجيع المكاتب والشركات الهندسية المحلية على رفع مستوى أدائها لتكون قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

خطوة داعمة لرؤية السعودية 2030

تنسجم هذه الخطوة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تدعو إلى:

• تنمية رأس المال البشري الوطني.

• دعم توطين المهن ذات القيمة العالية.

• تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي في مختلف التخصصات.

كما تساهم في تحفيز مشاركة الكفاءات السعودية في مشاريع كبرى داخل المملكة، مثل نيوم وذا لاين والرياض الخضراء والبنية التحتية الذكية، التي تتطلب أعلى المعايير الهندسية.

انضمام الهيئة السعودية للمهندسين إلى التحالف الدولي للهندسة (IEA) يمثل علامة فارقة في مسيرة تطوير المهنة الهندسية في المملكة، ورسالة واضحة بأن المهندس السعودي يمتلك الكفاءة، والتأهيل، والقدرة على المنافسة والقيادة في المشهد العالمي.

خطوة اليوم هي بداية المستقبل… مهندسون سعوديون بمعايير عالمية.