الشيخ السمّين..ازدواجية الشخصية تداعياتها واسبابها

زينب المطاوعة : الدمام
تناول الشيخ محمد السمين مساء الاثنين ظاهرة الازدواجية في الشخصية، مسلطًا الضوء على أبعادها الاجتماعية والدينية، وآثارها السلبية في فقدان الثقة والمصداقية، خاصة ضمن الدائرة الدينية التي يُنظر إليها كمصدر للقدوة.
أوضح الشيخ أن الازدواجية تتمثل في التناقض بين ما يتبناه الإنسان من أفكار ومعتقدات، وبين سلوكه العملي في الواقع، مبينًا أن هذا التباين يفقد صاحبه المصداقية لدى المجتمع، ويؤثر سلبًا في قبول الناس لدعوته. وقسم الشيخ هذه الظاهرة إلى نوعين: الأولى الظاهرة، كمن ينتقد سلوكًا معينًا ثم يقع فيه علنًا، والثانية الخافية، حيث يُظهر الشخص التزامه علنًا بينما يخالفه في الخفاء، مشيرًا إلى أن هذا النوع أشد خطرًا.
استعرض الشيخ موقف القرآن من هذه السلوكيات، مستشهدًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ»، مشددًا على أن هذا التناقض يُعد مقتًا عظيمًا عند الله. كما أشار إلى أن أبرز صور الازدواجية تتمثل في الانتقائية في تطبيق الأحكام الشرعية، خاصة حين تتعارض مع المصالح الشخصية.
وسلط السمين الضوء على نماذج حياتية واقعية، منها التأخر في أداء الحقوق المالية أو تجاهل الواجبات الشرعية رغم القدرة على أدائها، محذرًا من خطورة استعجال تبني المواقف أو الأفكار دون روية.
وختم حديثه بتأكيد أن سببين رئيسيين يقفان خلف هذه الظاهرة: ضعف القناعة الداخلية أو ضعف الإرادة في الالتزام بما امر الله به، داعيًا إلى المراجعة الذاتية والتدرّب على مواءمة الفكر مع الفعل، مستشهدًا بسقوط أهل الكوفة في امتحان كربلاء رغم ادعائهم الولاء للإمام الحسين (ع).