زينب المطاوعة: الدمام
ضمن فعاليات الدورة الحادية والثلاثين لمجلس الزهراء الثقافي، قدّم المهندس أحمد طاهر الحمد محاضرة مجتمعية موسّعة بعنوان “الشخصية الموضوعية” وذلك يوم الاثنين الماضي، وسط حضور ثقافي ونخبوي لافت. استعرض فيها المفهوم العميق للموضوعية، وأهميتها في بناء شخصية متوازنة ومجتمع عادل.
بدأ المحاضر حديثه بالتأكيد على أن الشخصية الموضوعية تُجسّد القدرة على التفكير المحايد واتخاذ مواقف عادلة بعيدة عن العواطف والمصالح الشخصية، مستشهداً بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط…”، ومؤكداً أن الشخص الموضوعي هو من يُراعي رضا الله في قراراته ويغلب جانب الإنصاف على الهوى.
وانتقل الحمد لتوضيح أهمية الموضوعية في الحياة اليومية، مبينًا أنها تسهم في النضج الفكري والعاطفي، وتُنمّي الحكمة، وتُعزز من رصيد الثقة والاحترام في المحيط الاجتماعي. كما تناول أثرها الكبير في صنع قادة فعّالين واتخاذ قرارات أكثر توازناً في الأزمات، مشيرًا إلى أن “من يراقب ذاته، يُحسن قراراته ويقترب من العدل”.
وفي محور خصائص الشخصية الموضوعية، تطرق الحمد إلى عناصر أساسية كالعدل، المنطق، الصدق بين القول والعمل، والمرونة في التعامل مع الخلافات. وأوضح أن الشخصية الموضوعية لا تنطلق من أحكام مسبقة بل تسعى لفهم الآخر، وتحترم التعدد وتقبل النقد البنّاء، ما يجعلها أقرب إلى الناس وأكثر تأثيراً فيهم.
وتخللت المحاضرة مداخلات قيّمة من الحضور، تناولت سبل تطبيق الموضوعية في الأسرة والمجتمع، ومدى قابلية الفرد لتقييم ذاته بصدق. وأكد الحمد أن “الإنسان قد ينجح في خداع الآخرين، لكنه لا يمكن أن يخدع نفسه”، موضحًا أن محاسبة الذات هي أول خطوات بناء الشخصية المتزنة.
وختم المحاضرة بالإشارة إلى أن الموضوعية ليست فقط قيمة فكرية، بل تجسيد للإيمان والخلق، داعيًا إلى تعزيز هذه الصفة في تربية الأجيال الجديدة، لما لها من دور في ترسيخ العدالة وتقوية النسيج المجتمعي.
في الختام، كرّم مجلس الزهراء الثقافي المهندس الحمد على محاضرته الثرية، التي لاقت استحسانًا واسعًا من الحضور، مع دعوات صادقة بإستمرار عطاءه في ميادين الوعي المجتمعي والتثقيف الهادف.
