أقلام

هل غلي الماء في الغلاية أكثر من مرة ضار بالصحة؟

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

تنصل من المترجم

لا أدري ما إذا كانت مواصفات مياه الشرب المذكورة في التقرير أدناه مختلفة عن مواصفات مياه الشرب المستخدمة محليًا أو غير مختلفة، لكن الغرض من تناول هذا التقرير بالترجمة هو للاستنارة بنتائج هذه الدراسة لإتخاذ القرار المناسب لو رغب المستهلك في إعادة غلي الماء المتبقي في الغلاية من المرة أو المرات السابقة.

الدراسة المترجمة

غلاية الماء من أساسيات المطابخ المنزلية في كل مكان تقريبًا – وإلا فكيف سنُحضّر مشروباتنا الساخنة من الشاي والقهوة وغيرهما؟

ولكن هل هناك مشكلة في إعادة غلي الماء الموجود في غلاية الماء المغلي سابقًا؟ مع أن تسخين الماء إلى درجة الغليان يُطهّره من الجراثيم المسببة للأمراض، بحسب منظمة الصحة العالمية (1)، ربما سمعتَ أن غلي الماء أكثر من مرة سيجعله مضرًا بالصحة بطريقة ما (2)، ولذلك لابد من إفراغ الغلاية من محتواها في كل مرة وتعبئتها بماء جديد.

غالبًا ما تُصاحب هذه الادعاءات حجة مفادها أن إعادة غلي الماء تؤدي إلى تراكم أو ترسب مواد يُزعم أنها خطرة على الصحة، بما فيها معادن مثل الزرنيخ، أو أملاح مثل أملاح النترات وأملاح الفلور (3).

هذا ادعاء غير صحيح. ولمعرفة السبب، دعونا نلقي نظرة على مكونات ماء الصنبور (ماء الشرب) وما يحدث بالفعل حين نغليه.

مكونات ماء الصنبور

لنأخذ مثالاً على ماء الصنبور (ماء الشرب) التي تزودها بعض شركات المياه في منطقة سيدني الأسترالية.

استناداً إلى متوسط نتائج جودة المياه المتاحة للعامة للفترة من يناير إلى مارس 2025 لإحدى المناطق هناك:

الرقم الهيدروجيني (pH) كان قلويًا قليلاً.

كان إجمالي المواد الصلبة المذابة (4) منخفضاً بما يكفي مما لا يؤدي إلى تراكم الترسبات في الأنابيب أو الأجهزة أو الغلايات.

محتوى أملاح الفلور كان مناسباً لتحسين صحة الأسنان،

عسر الماء hardness الكلي “للماء اليسر” (خلاف الماء العسر (5))” أقل من 40 ملغ من كربونات الكالسيوم لكل لتر ماء.

احتوت هذه المياه على كميات بسيطة جدًا من المعادن مثل الحديد والرصاص، ومستوىً متدنٍ جدًا من المغنيسيوم بحيث لا يمكن الإحساس بطعمه، ومستويات صوديوم أقل بكثير من تلك الموجودة في المشروبات الغازية الشائعة (6).

هذه المعايير، وغيرها من معايير الجودة التي خضعت للرقابة والرصد، متوافقة تمامًا مع التوصيات الصادرة بخصوص مواصفات ماء الشرب خلال تلك الفترة. فتحضير الشاي من ماء مغلي للمرة الثانية لن يسبب مشكلة صحية، للأسباب التالية:

تركيز هذه المستويات المنخفضة من المواد الكيميائية صعب جدًا.

لتركيز المواد الكيميائية في الماء، تحتاج إلى تبخير كمية من الماء وترسب مواد كيميائية في الغلاية. يتبخر الماء عند أي درجة حرارة، ولكن أكثر كمية منه تتبخر عند درجة الغليان – بعدما يتحول الماء إلى بخار.

أثناء الغليان، قد تتبخر بعض المركبات العضوية المتطايرة مع بخار الماء وتفقد من الماء إلى الهواء، لكن كمية المركبات غير العضوية (مثل المعادن والأملاح) تبقى كما هي في الغلاية.

بالرغم من أن تركيز المركبات غير العضوية قد يرتفع في الغلاية مع تبخر الماء المغلي، إلا أن الأدلة تشير إلى أن ذلك التركيز لا يصل إلى درجة تشكل خطرًا.

لنفترض أنك غليت لترًا واحدًا من ماء الصنبور في الغلاية في الصباح، وكان محتوى أملاح الفلور في ماء الصنبور 1 ملغ في كل لتر ماء، وهو ضمن حدود الإرشادات الموصى بها.

فلو حضّرت كوب شاي باستخدام 200 مل من الماء المغلي في الصباح. ثم حضّرت كوب شاي آخر بعد الظهر بإعادة غلي الماء المتبقي في الغلاية.

في كلتا الحالتين، إذا تم إيقاف تسخين الماء مباشرةً بعد بدء الغليان، فستكون كمية الماء المتبخرة ضئيلة، وسيكون محتوى أملاح الفلور في ماء الغلاية المتبقي هو نفسه في كل كوب من كوبي الشاي.

ولكن لنفترض أنه عند تحضير الكوب الثاني، تركت الماء يغلي حتى تبخر 100 مل من حجم الماء المتبقي في الغلاية. وحتى في هذه الحالة، فإن كمية أملاح الفلور التي ستستهلكها بشرب الكوب الثاني (0.23 ملغم) لن تكون أعلى بشكل معتبر من أملاح الفلور الذي استهلكته بشرب الكوب الأول من الشاي (0.20 ملغم).

ينطبق الأمر نفسه على أي من محتويات ماء الشرب الأخرى، من أملاح أو معادن أو مواد عضوية أخرى.

حتى لو كان ماء الشرب يحوي على تركيز رصاص أقل من 0.0001 ملغم في كل لتر ماء. للوصول إلى مستويات غير آمنة منه (0.01 ملغم في كل لتر ماء، وفقًا للتوصيات الصحية) في كوب من الماء، ستحتاج إلى تبخير حوالي 20 لترًا من ماء الشرب بالغليان إلى أن يتبقى منه كوب سعته 200 مل فقط [أي بعد تبخير 99% منه].

من غير المرجح حدوث ذلك عمليًا، فمعظم الغلايات الكهربائية مصممة للغليان لفترة وجيزة قبل أن تتوقف تلقائيًا. طالما أن الماء الذي تستخدمه يتوافق مع التوصيات الصحية لماء الشرب، وعليه لا يمكن في هذه الحالة تركيزه داخل الغلاية إلى مستويات تمثل ضررًا.

ولكن ماذا عن الطعم؟

ما إذا يؤثر الماء المعاد غليه في طعم المشروب سيعتمد كليًا على مواصفات مصدر ماء الشرب والتفضيلات الشخصية.

قد يؤثر التغير الطفيف في تركيز المعادن، أو فقدان الأكسجين المذاب من الماء أثناء الغلي، على طعم المشروب لدى البعض – مع أن هناك الكثير من العوامل الأخرى، التي تؤثر في طعم ماء الشرب.

الخلاصة هي أنه طالما أن الماء في الغلاية كان مطابقًا لمواصفات مياه الشرب الآمنة، فسيظل آمنًا وصالحًا للشرب حتى بعد تكرار غليه.

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://www.who.int/publications/i/item/WHO-FWC-WSH-15.02

2- https://www.snopes.com/fact-check/never-boil-water-twice/

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/فلوريد

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/إجمالي_المواد_المذابة

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/ماء_عسر

6- https://afcd.foodstandards.gov.au/fooddetails.aspx?PFKID=F008402

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/is-it-okay-to-boil-water-more-than-once-or-should-you-empty-the-kettle-every-time-260293

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى