بشائر الوطن

إحياء حياكة الدفة النسائية بعد اندثارها 80 عاما

عدنان الغزال : الدمام

استعادت نحو 15 سيدة، إحياء حرفة حياكة «الدفة» النسائية، التي اشتهرت بها الأحساء قديمًا قبل اندثار لأكثر من 80 عامًا، كزي تراثي وثقافي أحسائي، وذلك بعد اجتيازهن أعمال الورشة التدريبية: «الدفة النسائية»، تحت شعار: «هوية وطننا التراثية تجسد حاضرنا وماضينا»، بتنظيم من جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية، وبتمويل من وزارة الثقافة، واستمرت لمدة 4 أشهر، وفق 3 أنماط مختلفة، وهي: المزوية «الجناع»، الماهود، السويعية، وتستغرق إنجاز الدفة قرابة شهرين، وتتراوح تكلفتها حاليًا من 2500 ريال إلى 5 آلاف ريال، استخدام أقمشة الصوف والحرير في الدفة النسائية، وفي الأيام المقبلة، تدريبهن على أنماط أخرى.

علامة تسويقية

أبان رئيس الجمعية سعود القصيبي، أن حياكة «الدفة» النسائية هي امتداد لحياكة «البشت» الحساوي، ووجه الاختلاف بينهما يتمثل في بروز الخيوط «نافرة» بشكل أكبر في الدفة النسائية، وأكثر تعقيدًا، والألوان الذهبية «الزري» تغطي مساحة كبيرة، ومن بين برامج التمكين، المقدمة من الجمعية للمتدربات في الورشة، صرف قروض تمويلية بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية، للراغبات في تأسيس متاجر لحياكة الدفة، وتبني الجمعية إطلاق سوق «إلكتروني» متكامل لتسويق منتجات المتدربات من الدفة، وإطلاق «معرض» تعريفي لعرض منتجات الورشة التدريبية، وتبني الجمعية إطلاق «علامة» تسويقية للدفة النسائية الحساوية.

السويعية

أوضح القصيبي، أن الجمعية، شكلت قبل نحو عامين «فريقا» متكاملا، لتوثيق الطرق التقليدية لإنتاج «الدفة» النسائية من خلال الأبحاث والمقابلات مع كبار السن الذين عاصروا الحرفة، وفقدان الكثير من المعلومات، مع صعوبة استعادة بعضها لمدة الاندثار الطويلة، وكانت التسمية الشائعة عند النساء في السابق للدفة بـ«السويعية»، مشتقة من مفردة «الساعة»، ويرتدين الدفة عند خروجهن للمناسبات الكبيرة لساعات محددة، ويرتدين العباءة للمناسبات العادية، مضيفًا أن بداية فكرة إطلاق الورشة تعود إلى تداول صور تاريخية لإهداء «أميرة» أجنبية، أثناء زيارتها للمملكة سابقًا، ومع التوسع في البحث والتقصي، تم جمع صورًا ومعلومات إضافية، والاستفادة من بعض الطالبات الجامعيات في إجراء مسح ميداني للوصول إلى الأسر الأحسائية، التي كانت تمتهن الحرفة، مشددًا إلى صعوبة، إنتاج الدفة النسائية «إلكترونيًا»، لشدة بروز «كتل» خيوط الزري، وتكمن جمالياته في حياكته «يدويًا»، إلى أن المدربين والمتدربات في الورش، أبناء وأحفاد لأسر أحسائية امتهنت حياكة الدفة، بجانب الاستعانة بمدربين من المعهد الملكي للفنون التقليدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى