بشائر الوطن

التوسع في صناعة السجاد اليدوي بين الأسر

عدنان الغزال : الدمام

في مسعى للحفاظ على التراث الثقافي والفني المحلي، تشهد صناعة السجاد اليدوي في الأحساء ازدهارًا ملحوظًا، خصوصًا بين الأسر المنتجة. هذا التوجه يواكب موجة الاهتمام بالحرف التقليدية، حيث يتنامى عدد المهتمين بتعلم تقنيات هذه الصناعة المتجذرة في التاريخ المحلي. ويرى مختصون أن هناك إمكانية حقيقية لتوسيع السوق، وتصدير هذا المنتج إلى الخارج، شريطة تطوير إستراتيجيات تسويقية فعّالة، والاستعانة بمصممين محترفين، لتقديم تصاميم متنوعة ومبتكرة تلائم الذوق العالمي، مع الحفاظ على جودة المنتج باستخدام المواد الطبيعية، مثل الصوف والقطن والحرير، ما يمنحه ميزة تنافسية بوصفه صديقًا للبيئة وطويل العمر.

فريق واحد في كل بيت

توضح سارة وهب الجاسم، مدربة وممارسة حرفية عضوة في جمعية الآثار والتراث بالأحساء، أن صناعة السجاد اليدوي باتت حرفة تتقنها العديد من الأسر، حيث يعمل أفراد العائلة كوحدة متكاملة في تنفيذ القطعة الواحدة، خاصة في منازل الأحساء. وتضيف أن ذلك ترافق مع تأسيس معملين حديثًا، والتوسع في تقديم دورات تدريبية في معاهد ومراكز تخصصية، لصناعة سجاد «الغرز» الذي يُعد الأكثر طلبًا حاليًا في المنطقة. هذه الصناعة، كما تؤكد، تتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر والتركيز، ما ينعكس على قيمة السجادة، إذ قد يتضاعف سعرها ثلاث مرات خلال عشر سنوات من اقتنائها.

اندثار وعودة

على الرغم من أن صناعة السجاد اليدوي في الأحساء تعود إلى عصور قديمة، فإنها شهدت فترات تراجع بسبب انقطاع الإمدادات أو تراجع الطلب، إلا أنها تعاود الظهور بقوة أخيرًا.

وتشير الجاسم إلى أن الأحساء عُرفت قديمًا بالحياكة وغزل الصوف، ما أسهم في تطور حرفة السجاد «النسيجي» المشابه لما يُعرف بسجاد «الإكليم» في شمال المملكة. وتبين أن بعض القطع كانت تُصنع خلال عشرة أيام، وتُهدى في المناسبات، إلا أن من أبرز التحديات الحالية يتمثل في الاعتماد على مواد أولية تُورد من الخارج، ونقص الأيدي العاملة، حيث يحتاج كل معمل إلى نحو 30 حرفيًا وحرفية، لتلبية الطلبات المتزايدة.

الأسعار وطرق الغش

تحذّر الجاسم من بعض طرق الغش التي قد تشمل التلاعب في جودة الصوف أو القطن، وتنصح بالتحقق من رائحة الحرق عند اختبار المادة الخام، أو فحص السجاد من الخلف، للتأكد من نقاء الغرز. في حين تخضع الأسعار لعوامل كثيرة، منها كمية الصوف، ودقة التصميم، وعدد الغرز، ومهارة الأيدي العاملة، حيث قد تستغرق صناعة بعض الأنواع الفاخرة بين شهر ونصف الشهر إلى تسعة أشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى