مخترعون يفوزون بجواز مالية في نادي جافل فخر

رباب النمر: الأحساء
في عرض غير مسبوق، بموسمه الأول أقام نادي جافر فخر توستماسترز للأطفال واليافعين من سن سبعة أعوام حتى سن ثمانية عشر عامًا، عروضًا بعنوان( Team x fakher) على خشبة مسرح جمعية بر النجاح بالأحساء، مساء الخميس الماضي حضرها الأهالي والمهتمون، حيث أبدع أعضاء النادي المشتركون بإلقاء خطب ممزوجة بتقديم اختراعاتهم وتجاربهم، وبلغ عدد المشاركين تسعة من أعضاء النادي، حيث فازت بالمركز الأول التوستماسترز زينب رائد وبجائزة مالية قدرها ١٥٠٠ ريال سعودي، وفاز بالمركز الثاني توستماسترز حسام الزهراني وبجائزة مالية بلغت ألف ريال سعودي، وبالمركز الثالث توستماسترز زينب الزين وبجائزة مالية قدرها ٥٠٠ ريال سعودي.
وجاء في مقدمة الحفل الذي ألقته مديرة الحوار توستماسترز غلا الحسن (هؤلاء هم بناة الغد، ونؤمن أن لكل منصة قصة ولكل موهبة حق بالإبراز ومن هنا نفتح أبواب الإلهام). فيما بدأ الحفل بتلاوة عطرة لآيات الذكر الحكيم، وكلمة افتتاحية لرئيسة النادي والقائمة على أنشطته الأستاذة أمل الحرز، التي رحبت بضيف الشرف الدكتور عبدالله الخضير رئيس سفراء جمعية الأدب بالأحساء، وبعموم الحضور، وقالت في كلمتها منوهة بالطاقات الشابة وداعية إلى إبرازها ودعمها: ” من باب الحرص على تنمية المواهب الشابة والإبداع المعرفي في مجتمعنا، نحن فريق نادي فخر نرى أن من واجبنا إبراز مثل هذه المواهب ودعمها ومساندتها وإظهارها على الساحة، ونتطلع أن تحصل هذه الكوكبة المتميزه على فرص للتبني من مؤسسات معنية بدعم الإبداع المعرفي سواء كان علميًّا أو أدبيًّا أو تكنولوجيًّا. نحن نؤمن بعملنا وعطائنا وكلنا يقين أن من يعطي بحب سيجازى من جنس العمل”، وتابعت تشرح فكرة الحفل والجهود المبذولة لإنجاحه: “دائمًا لا أقول عندي حياة، بل أقول للحياة عندي الله. ومن هنا ولدت فكره فعالية تيم اكس فخر حيث تم التخطيط والتنظيم لها من قبل فريق فخر ووضع آليات العمل وبدأت الورش التدريبية لجميع الفئات مع مدربين أكفاء، ومن ثم ورش التدريب حتى يومنا هذا.”
وأضافت:” هذه المشاريع والتجارب الملهمة والمؤثره والأفكار التي تستحق أن تنتشر ويسمعها الناس ويستلهمون منها أجمل معاني التحدي والإصرار والوصول إلى النجاح، ستقف على هذه المنصة اليوم فتستحق أن ترفع لها القبعة ويضرب لها السلام والتحية).
تلتها كلمة ضيف الشرف الدكتور عبد الله الخضير منوهًا بدور الوالدين لدعم المواهب الشابة قائلًا: ” نحن اليوم مع أبناء الأحساء وبنات الأحساء المبدعين، وليس لدي إلا ثلاث كلمات: أنا من المؤمنين بالتفاؤل، فإذا تفاءلنا حققنا، وكلما تفاءلنا حققنا، ولن أسرد لكم قصصًا كقصص طه حسين في صغره التي ذكرها في كتابه الأيام، أو أنيس منصور حينما يقول دعوني مع كتبي، أو أروي لكم مثل عباس العقاد الذي من صغره لم يحمل إلا شهادة السادس الابتدائي وهو المفكر الكبير في العالم العربي وصاحب العبقريات، أنا لن أتحدث عن هذه النماذج، ولكن نحن لدينا في وطننا الغالي، ولدينا طاقات في الأحساء الولادة بالمبدعين والمبدعات، ولكن كل هذه المواهب تحتاج إلى عمل لتنميتها، فالإبداع في هذه المرحلة لم يأتِ من فراغ بل بجهد الأب والأم ودورهما الكبير في دعم الأبناء).
ثم بدأت جولات المنافسة بين المواهب الشابة من أعضاء نادي فخر للخطابة والإلقاء التي بلغت تسع مشاريع إبداعية في شتى مجالات الإبداع المعرفي، الأولى للمشاركة غند النويش، من الصفر إلى القمة من فئة التجارب الملهمة والثانية للمشارك علاء السلطان نظارة تستشعر مشاعر ذوي الإعاقة، من فئة مشاريع الذكاء الاصطناعي والثالثة للمشارك حسام الزهراني (هندسة الروبوت الخدمي الممرض) من فئة المشاريع، والرابعة للمشاركة زينب الزين (من الفوبيا إلى البطولة) من فئة التجارب الملهمة، والخامسة للمشارك إبراهيم الحسن (تغيير صغير ينقذ أرواح الكثير) من فئة أفكار تستحق الانتشار، والسادسة للمشاركة جمانة العويشر (جهاز ذكي لمراقبة الحالة النفسية) من فئة المشاريع، والسابعة للمشاركة زينب البراهيم (تحويل انبعاثات الكربون إلى طاقة متجددة قابلة لتبريد الجو) من فئة المشاريع، والثامنة للمشاركة ريوف صالح (دوائي الذكي) من فئة المشاريع، والتاسعة للمشارك أحمد البن حمضة ( الضحك لعلاج الحالات المستعصية) من فئة أفكار تستحق الانتشار. وما بين التجارب الملهمة، والاختراعات العلمية، والأفكار التي تستحق الانتشار أدهش مبدعو ومبدعات نادي فخر جمهورهم الذي تابعهم بكل اهتمام مبديّا إعجابه، ومشجعًا المشاركين والمشاركات بأنغام التصفيق بين الفقرات. ثم أتيحت الفرصة للجمهور بمسح الباركود الموجود على شاشة العرض للتصويت على المراكز الثلاثة الأولى، إلى جانب نتائج فريق التحكيم التي شكلت80% من الدرجة، بينما كانت نسبة 20% لتصويت الجمهور.
صممت الفائزة الأولى زينب البراهيم جهازًا يقلل درجة الحرارة ويواجه التلوث البيئي والاحتباس الحراري بطريقة بيئية مستدامة، تقلل من خطورة الهواء الملوث على الكوكب باستخدام جهاز صغير وفعال، وأشارت مخترعة الجهاز البراهيم إلى طريقة عمل الجهاز ومميزاته قائلة: “طريقة عمل الجهاز تمر بثلاث مراحل، في المرحلة الأولى يستخدم تقنية انتقال الرذاذ ويستقبل الانبعاثات السامة، وفي المرحلة الثانية يحول هذه الانبعاثات إلى مادة مبردة، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة سيطلق الجهاز هذه البرودة في الهواء ويساهم في خفض حرارة الجو المحيط، ويتميز الجهاز بصغر حجمه ونستطيع تثبيته في أماكن متعددة مثل إشارات المرور وهو ذكي ومستقل ويعمل بالطاقة الشمسية دون وقود ودون أي ضرر على البيئة، ويصنع من مواد قابلة للتدوير ويكون معه الناتج صفر تلوث، ويتماشى مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، في دعم ابتكار علمي وحماية البيئة، والمساهمة في إيجاد مجتمع واعٍ ومزدهر”.
فيما عرض الفائز الثاني حسام الزهراني جهازه وظروف تجربة الاختراع بقوله: “في هذه الحياة نواجه الكثير من المواقف التي تهزما، ولا بد أن نفكر حنى نصل إلى حلها، تبدأ قصتي من موقف مؤلم ومؤثر حصل في عائلتي. فقد كانت جدتي كبيرة في العمر تعاني من صعوبة في الحركة والنسيان المستمر لمواعيد الأدوية، وذات يوم في الصباح الباكر ذهبت لدورة المياه أعزكم الله، فسقطت على الأرض ولم يكن أحد معها، وبقيت مدة لا أحد يعلم كم من الوقت استغرقت وهي تحاول الوقوف، حتى أتى أحد أفراد العائلة وشاهدها على الأرض وتم إسعافها ومساعدتها. شعرت وقتها بالعجز والحزن وقلت لنفسي: ماذا لو كان هناك أحد معها؟ ماذا لو أسعفها أحد في الوقت المناسب؟ من هنا جاءت فكرة مشروعي الذي يحمل اسم الروبوت المساعد. بحثت وقرأت، فوجدت أن أكثر من ٤٠% من كبار السن يحتاجون إلى من يقوم بمساعدتهم. وقررت أن أكون أنا من يصنع الفرق، فصممت روبوتًا ممرضًا صديقًا للمسنين يقوم بمساعدتهم في تذكيرهم بمواعيد الدواء، ويتابع حالاتهم النفسية، وإذا سقطوا لا سمح الله يقوم الروبوت بإرسال تنبيه فوري لإنقاذهم. ليس هذا فحسب بل إن الروبوت يشغل لهم موسيقى وكلامًا لطيفًا ليساعدهم على تحسين مزاجهم والشعور بالسعادة، وكأنه صديق حقيقي. الأجزاء التي استخدمتها في مشروعي. وفي الختام أريد أن أقول لكم إن هذا الروبوت لم يكن مجرد فكرة تقنية، بل هو علم إنساني يخدم من هم بحاجة إلى الاهتمام،).
وعرضت الفائزة الثالثة زينب الزين تجربتها في الفروسية والخوف والسقوط، فقالت: ” الفروسية تلك الرياضة التي علمتني دروسًا عظيمة وجعلت مني شخصية ملهمة لمن حولي، كنت صغيرة في العمر، ولكن قلبي عامر بالانطلاق. كنت أقترب من الخيل وألمسه، وأركبه، وما كان للخوف في قلبي من مكان، حتى جاء اليوم الذي سقط من على ظهره، ولم يكن السقوط مؤثرًا في جسدي بقدر ما كان في قلبي، ومنذ تلك السقطة، نشأ في داخلي خوف لم أعرفه من قبل. إنها فوبيا الخيول، أصبحت أرتجف عندما أقترب من الخيل، وأتراجع كلما اقتربت. أحب الخيول، ولكن قلبي لم يطاوعني على الركوب، مرت الشهور وأنا أعيش بين حب الخيل وخوفي منها) (وبينما أنا عالقة في دائرة الخوف ولكن في داخلي كنت أرفض الاستسلام، لأني أعرف أن الفارسة الحقيقية لا تتوقع أن تكون الأمور سهلة) ( وما بين الخوف والقلق أبصرت النور. قررت أن أبدأ من جديد خطوة خطوة، وبدعم من أهلي وبالأخص أمي التي كانت مغرمة بركوب الخيل، كانت دائمًا تقول لي: واجهي شبح الخوف بالعمل والمواجهة وسوف تنتصرين في النهاية. بدأت أولًا بالوقوف بجانب الخيل دون ركوبه، ثم بالتربيت عليه.
ومع مرور الوقت استعدت ثقتي بنفسي، ونهضت مرة أخرى وسقطت مرة أخرى، وتعلمت كيف أكون أقوى، وفي السنة التالية شاركت في أول بطولة. كان قلبي مليء بالإيمان، ونفسي مليئة بالثقة، فركزت ونجحت، وفزت بالمركز الثالث، لم يكن ذلك اليوم يوم فوزي، بل كان يوم إعلان انتصاري على الخوف، علمتني الفروسية أن الشغف وحده لا يكفي، وأن السقوط ليس نهاية الطريق بل بدايته وقد علمتني الفروسية الصبر والشجاعة” تتمنى صحيفة بشائر لأعضاء وعضوات نادي جافل فخر توستماستر المزيد من التقدم والنجاح.