بشائر الوطن

توثيق أصوات مؤذني مساجد وجوامع الأحساء

عدنان الغزال :الدمام

في خطوة، تهدف إلى الحفاظ على التراث الصوتي للمؤذنين في المحافظة، وجمع أرشيف صوتي، يشتمل على تسجيلات لأصوات المؤذنين، وحفظ تلك التسجيلات الصوتية في وسائط رقمية، وتثبيتها على المواقع والمنصات الإلكترونية المختلفة لتبقى حاضرة للأجيال المقبلة، وإثراءً للمحتوى الثقافي للمحافظة، أطلق باحث سعودي، مبادرة: “توثيق أصوات مؤذني المساجد والجوامع في الأحساء”.

أساليب ولهجات متنوعة

أبان الباحث سعود الزعبي لـ”الوطن” أن فكرة المبادرة، تتمثل في توثيق بعض أصوات الأذان، التي رُفعت من مساجد الأحساء، مع التركيز على التعريف بالمؤذنين أنفسهم، وتجديد ذكرهم والدعاء لهم، ومن بين الأهداف الرئيسية للمبادرة، إبراز سِيَر المؤذنين وتوثيق جهودهم، وحفظ الأذان بأساليبه ولهجاته المتنوعة، والدعاء لهم والتذكير بفضلهم في النفوس والذاكرة، مبينًا أن المبادرة، تسهم في الحفاظ على التراث من خلال جمع نبذة عن كل مؤذن، والحرص على الحصول على مادة صوتية للمؤذن وهو يرفع الأذان، لتكوين سجل صوتي وتعريفي يحفظ التاريخ المحلي للمساجد ومؤذنيها، لافتًا إلى أهمية التوثيق لمؤذني المساجد والجوامع، إذ إن المؤذن، يمثل ركنًا من أركان الحي، وصوته كان جزءًا من الحياة اليومية، وتوثيق هذه الشخصيات هو حفظ لتاريخ الناس والبلد.

جودة التسجيلات

أكد الزعبي، أن القيمة الثقافية للمبادرة، تتمثل في أن الأذان هو الدعوة للصلاة، وبالتالي العبادة، وأن الأذان يحمل أساليب أداء ولهجات متنوعة في مجتمع الأحساء، وأن آلية التوثيق، تتم من خلال جمع تسجيلات الأذان المتوفرة، في أرشيف أقارب المؤذن أو من يملكها، وإرفاق مع المقطع، جزء تعريفي للمؤذن، مع التأكيد على مراعاة ضمان جودة التسجيلات الصوتية وتقليل الضوضاء والتشويش، وذلك بالاستفادة بالتقنيات والبرامج المتخصصة لزيادة فرص تحسين الصوت، ووضوحه، وإزالة التشويش، معتبرًا المبادرة، هي خطوة نحو حفظ إرث مهدد بالضياع وتجديد الترحم عليهم والدعاء لهم، فبعضهم لم يعد أحد يذكرهم.

قصص المؤذنين

أشار إلى أن المبادرة، تعزز الوعي بأهمية التراث، من خلال مشاركة التقارير مع المجتمع، ونشر قصص المؤذنين، ويمكن للمؤذنين وأسرهم المشاركة في المبادرة بالتواصل معه لتقديم معلومات وبيانات عن المؤذنين السابقين، وتسجيلات صوتية للمؤذن -إن وجدت-، والمساهمة بصور للمؤذن، والمسجد الذي كان يرفع الأذان فيه ووثائق وذكريات، والمرحلة الأولى من المبادرة داخل نطاق الأحساء وفي مراحل أخرى التوسع إلى مناطق أخرى. يذكر أن المبادرة، حظيت بإشادة واسعة في الأحساء، بعد تناقل مجموعة من أصوات المؤذنين أخيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا في تطبيق التراسل “السريع” على أجهزة الاتصالات الحديثة، وأكد مهتمون، أن تلك المبادرة، قد تكون خطوة محفزة لبدء المناطق والمحافظات والمدن الأخرى في كل دول العالم في توثيق أصوات المؤذنين بشكل أوسع، لتغطي أكبر قدر ممكن من المساجد والجوامع في كل مدينة، فهي خطوة مباركة، وجديرة بالاهتمام، والعمل فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى