أقلام

العمل التطوعي منارةً للوطن

أحمد الخرمدي

إن الإعمال التطوعية العامة في المناسبات الدينية والوطنية، لا تختلف عن غيرها من الأعمال الخيرية في الجمعيات والمؤسسات الأخرى، فجميعها تصب في مصلحة واحدة، ويتطلب القائمون عليها إخلاصًا للنية وأن يكون العمل الذي يقومون به خالصًا لله تعالى.

العمل التطوعي، عمل نبيل يساهم في بناء المجتمع، ويجسد روح التعاون والتكافل ومنه نستلهم دروسًا عظيمة، في الصبر والإخلاص والتعاون وإكتساب الخبرة والمهارات، ويمنحنا القدرة على مواجهة التحديات والصعاب.

فلماذا لا يكون الفرد منا عنصرًا مساعدًا في مجتمعه؟ إن المسؤولية الإجتماعية والإنسانية لا تقف عند شخص دون سواه، فالتكافل الإجتماعي والتعاون بروح الجسد الواحد، يبعث أحساسًا قويًا بالآخرين، ويعطينا القوة، وكل واحد منا قادر أن يقوم بدوره.

نحن في زمن الصعاب، والكل عليه مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه، أبناؤنا وبناتنا، الفئة الشبابية الواعدة، نجدد فيهم روح العمل التطوعي والإنساني النبيل، ونحن الآباء أحق أن نقوم بذلك ليقتدوا بنا، نشد بأيديهم ولا نكون في منأى من أنفسنا، منعزلين، قعودًا خاملين.

علينا جميعًا أن يكون لنا، في مجتمعنا مكانة ذات تأثير وإيثار، مع كل ما يحيط بنا، نتحمل كامل المسؤولية، ثقافيُا واجتماعيًّا وتنمويًا، فالدعوة هنا لا تقتصر على عالم أو خطيب، وإن كان دورهم الإرشادي والتوعوي مهمًا للغاية وبالاستدلال من الأيات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة، فالدور التثقيفي في المدارس والجامعات ومن أعمار مبكرة كذلك مهم وحساس للغاية، وهو يسارع في الإعداد لجيل متعاون ويتمتع بروح إيجابية وقابلة لتطوير نفسها والارتقاء بها إلى ما هو أفضل.

لا يخفى على الجميع، أن العمل التطوعي أصبح أكثر إشعاعًا وحيويةً، وذلك بفضل الله ثم بما توليه الدولة رعاها الله من اهتمام وتركيز واسع، وما تقوم به من دور محوري ونشط طوال العام، جهود كبيرة تبذل على تنظيم العمل التطوعي والإرتقاء به، وقد أطلقت الدولة، منصة إلكترونية تهدف لتوفير فرص تطوعية متنوعة، وربط المتطوعين بالجهات التي تحتاج الأعمال التطوعية، مع توثيق الساعات التطوعية المبذولة ومنحهم شهادات عمل تطوعية كلٌ حسب توجهه، فساهمت تلك المنصة المباركة في زيادة عدد المتطوعين السعودين بأعداد أكثر مما كان متوقعًا، وذلك بفضل الله ثم بما حققته الرؤية من تحسين جودة الحياة والفرص المميزة، والتي منها تمكين المرأة السعودية ومساهمتها الفعالة والإيجابية وبأعلى مستوى في شتى المجالات.

إننا وكمجتمع، نشيد بدور جمعياتنا الخيرية وما تقوم به من نشر الوعي بأهمية العمل التطوعي وذلك من خلال دوراتها التأهيلية التي من شأنها أن تغرس مفاهيم العمل التطوعي ونشر الوعي لدى المتطوعين، بما عليهم من واجبات منها، الالتزام بالمواعيد والوقت، الصدق والأخلاص والصبر والأمانة في العمل، وما لهم من حقوق، أن توفر لهم الجهة البيئة المناسبة والتقدير والاحترام وأن يعامل المتطوع شريكًا للنجاح، وإن ما تبذله الجمعيات من جهود ببرامجها ومبادراتها الوطنية المتعددة لكبير، مما يساهم في تحقيق الأهداف التى تسعى وتحرص عليها الجهات المعنية بالدولة – حفظها الله – ومما يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي المنشود، وجودة الحياة بالتنمية المستدامة وببناء مجتمع أكثر تماسكًا وإزدهارًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى