أقلام

مدارس، طموح، فُرص، ثقافة حياة الحلقة الثانية

أمير الصالح

في وطننا الغالي، السعودية، ومع تصاعد سقف مستوى جودة الحياة بحمد الله، يعيش الغالب الأعم من المواطنين المثابرين كل يوم من وضع حسن إلى أحسن باذن الله. عند زيارة بعض مواطني بلدنا لدول أخرى عربية أو أجنبية بهدف السياحة الصيفية ينصدمون بتدني مستوى جودة الحياة هناك. الصدمة لدى البعض منا قد تصل إلى حد لم تعد تُعجبنا مطارات وحدائق وشواطئ ومواصلات وطرق ومراكز صحية دولٍ تُسمى متقدمة أو صناعية أو نامية؛ ولا نشعر بمستويات الأمن والأمان والاحترام في التعامل وتوافر الخدمات العامة في بعض تلكم البلدان السياحية الأخرى كما نشعر بها في أرض بلادنا الحبيبة. أدام الله عزك يا وطني.

‏بفضل الله ثم جهود أولياء الأمر وجهود أبناء الوطن المخلصين، أضحت جودة الخدمات وجودة الحياة في وطننا الحبيب ميزة فارقة لمن أتيحت له الفرصة بعقد مقارنة موضوعية منصفة؛ وتحوّلت تلكم الميزات إلى معيار نقيس به ونقارن به توافر الخدمات وسهولة الحصول عليها في كل شئ بدءًا من توافر السلع والوقود وتعدد نقاط بيعها، وسعة الطرق وتعدد خيارات وسائل التنقل وقوة البنية التحتية وسعة المطارات، وتدفق الكهرباء وتعدد فروع البنوك وقوة تضامن المجتمع واستمرار ارتفاع مستوى الذوق العام وانضباط الأخلاق بشكل عام واستقرار الأمن وتسجيل النمو وتعدد الفرص المتاحة وصيانة حقوق كبار السن واحترام الوالدين. وكلما نسافر آكثر، نشتاق بعد حين أكثر فأكثر لوطننا العزيز.

‏والشعور الطيب نحو مجتمعاتنا ووطننا هذا تغلغل ونمى في نفوس ملايين من الوافدين الأجانب الذين وفدوا وعملوا أو قدموا للعمل من أجل اكتساب لقمة العيش الكريمة. إلا أن بعض اؤلئك الوافدين الأجانب، ومع شديد الأسف تمادوا في استحواذهم على بعض القطاعات وبعض الوظائف، وعمدوا إلى الاستحواذ على بعض مفاصل الأنشطة الخدماتية وبعض قطاعات العمل، واستمرؤوا في استغلال طيبة المواطنين وتمددوا في احتكار مهن خدماتية معينة، وسيطروا على مناطق أسواق محددة وبقع ونواحٍ مختلفة وأخذ بعضهم في التنمر على أبناء الوطن. وكان كل ذلك وما يزال تحت غطاء التستر، وفي المستقبل قد يكون تحت غطاء آخر. وهذا أمر غير محمود العواقب على الأوطان وغير مستساغ للمجتمع. وهناك جهود رسمية مشكورة لمنع ظاهرة التستر واستعادة زمام الأمور بجهود الأوفياء من الموظفين وأبناء الوطن.

العولمة

كنت في زيارة سياحية لدول الشمال الأمريكي قبل فترة من الزمن، وتلمست حالة التذمر عند بعض مواطني تلكم الدول والعبوس في وجوهم ضد بعض الأجانب والمهاجرين الجدد والملونين. وبالأطلاع وقراءة الصحف ومشاهدة تدوينات بعض الأفلام الوثائقية المتعلقة بذلك الموضوع تبين لي بأن عدد ليس بالقليل من أبناء تلكم البلاد المتحضرة مدنيًّا أبدى ويبدي تذمره الشديد من منافسة العمال الأجانب (الشمال أفريقي/ الآسيوي/ الجنوب أمريكي) لهم في سوق العمل ولا سيما أبناء الأقليات من القارة شبه الهندية والصين والمكسيك ودول الكاريبي.

فكنت أتساءل عن الأسباب التي أدت لهكذا ظاهرة (تذمر وعبوس وسخط وتذكر ومطالبة بالترحيل ومعاقبة عمالة وازدراء للأجانب وطرح ذلك كبند من بنود الانتخابات الرئاسية لجلب الأصوات) وتصاعد المطالبة بإغلاق أبواب استقبال العمال المهاجرين، فوضعت الأسئلة التالية:

١- هل هي تجارة الفيز الوهمية ونفوذ العصابات الدولية المتاجرة بالبشر؟

٢- هل هي مسألة تمكين المرأة في تلكم الدول الغربية واحتقان قطاع عريض من الرجال من ذلك؟

٣- هل هي نتيجة لغطاءات عولمة الأسواق وعولمة التجارة وعولمة الاستثمار الأجنبي داخل تلكم البلدان

٤- هل هي نتيجة حتمية لظاهرة ازدراء واحتقار المواطنين للأعمال البسيطة والمهمشة وسد النقص عن طريق فتح أبواب الاستقدام

٥- هل هو تبعات حب الكسل والدعة من قبل الشباب في تلكم الدول المرفهة اقتصاديًّا

٦- أمور أخرى كالإيدلوجية الفكرية اليمينية /الانحياز للعرق/ خلل البناء الديموغرافي/ بوادر التصادم الحضاري

٧- هل هي تداعيات الكسل لدى قطاع عريض من شباب الرقمنة digital generation الناتج من عيش الوهم في اكتساب الثروات الكبيرة عبر وسائل أخلاقية رخيصة كصناعة العري أو لعب القمار أو عصابات المخدرات

٨- كل ما تم ذكره بالأعلى

النقاش

قد يعد البعض أن سبب من أسباب التبرم من شح المعروض للوظائف أو حدة تنافس الاستحواذ على سوق الوظائف هو استشراء ” مرض هولندا ” في جسد بعض مجتمعات البلدان الصناعية؛ ولا سيما المجتمعات التي واكبت طفرات اقتصادية في فترات زمنية معينة أدت إلى تكدس ثروات طائلة وقفزة تدفقات مالية بسبب وجود معادن نفيسة وموارد طبيعية مهمة أو استعمار دول أخرى !! والبعض يعتقد أن التبرم هناك ناتج عن شيخوخة بعض المجتمعات وانخفاض نسبة الخصوبة لدى معظم النساء الغربيات وزيادة منسوب العزوف عن الزواج وكثرة دكاكين البغاء، وانتشار الشذوذ، وعليه تطلب الحال استجلاب أيادي أجنبية لسد الفراغ. إلا أن ذلك خلق حالة عداء ثم تولدت حوادث جرائم عنصرية كالطعن بالأسلحة البيضاء و…و .. إلخ.

حاليًّا، عدد كبير من الأشخاص في العالم الأول وبعض دول العالم الأخرى يصرخون بسبب ارتباك مشهد سوق العمل؛ فتارة يقال شعبيًّا أو صحافيًّا:

‏العمالة الأجنبية في ازدياد ولا سيما الهنود ببريطانيا وكندا؛ وتارة يشير أصبع الاتهام نحو الأجانب بشكل عام كما بالخليج؛ وتارة يقال المرأة نافست الرجل في سوق العمل كما في بعض دول إفريقيا! وآخرون يتوجسون خيفة من اقتحام الروبوتات والذكاء الصناعي لسوق العمل!!

‏وأضحى صوت المطالبة بتوطين أو زيادة منسوب توطين الوظائف محليًّا والمطالبة بإغلاق/ تقنين/ تقليص بوابات استقدام الأيدي العاملة الأجنبية، تارة بعنوان المحافظة على النسيج الاجتماعي والأمن، وتارة بعنوان تدوير العملة النقدية داخليًّا، وتارة تخفيف الضغط على البنية التحتية.

‏قد يكون في بعض أو كل تلكم المطالبات أو المعالجات صحة جزئية أو أكثر، ولكن دعنا نناقش بموضوعية أسباب وجذور نشوء هذا الأمر سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية.

في الخليج، ‏الأمر لم يكن مؤامرة تجار فيز كما يعتقد البعض، بل بدأ من معادلة منطقية سهلة:

ثروة‏ نفط كبرى أدت لوجود ثروة وطنية ضخمة والثروة تلك وجدت طريقها في صورة تدفق نقدي لقطاع عريض من المواطنين، ويمكن تصنيفه أنه سهل نسبيًّا عبر خلق وظائف حكومية متعددة ودعم مالي ضخم على السلع وإعفاءات جمركية وخدمات مجانية. وهذا أمر محمود وينم عن وعي في نشر العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لأبناء الوطن. إلا أنه -ومع شديد الأسف- ذلك الأمر جعل غالبية المواطنين في تلكم البلدان -بعد فترة من الزمن- شبه كسول، وركنوا إلى الوظيفة الرسمية وتجنب سوق الأعمال الحرة. وهذا السلوك جعل نسبة كبيرة من أعمال الخدمات تُشغل عبر استقدام أيدٍ عاملة وافدة شبه محترفة وغير محترفة، وفي زمرة عدد محدود من المقاولين والتجار الرواد، مع تزايد عدد المشاريع العملاقة في تلكم البلدان وصنع اقتصاد أعمال صغيرة ومتوسطة مساندة في قطاع الخدمات، ازداد تدفق طالبي الرزق الحلال من بقاع دول العالم الثالث (بنجلاديش/ النيبال/ الهند/ باكستان/ إفريقيا/ الوطن العربي)، وكان البعض من أولئك العمالة فعليًّا محترف أعمال تجارية وليس عامل بسيط كما اعتقد أهل البلاد المستقدمة له.

‏وبذلك الازدهار الاقتصادي الملفت المعتمد على ريع النفط، أضحى عدد كبير من المواطنين بمناصب قيادية وإشرافية عالية مثل مدير أو مشرف أو رئيس بمهمات حصرية واحدة وبسيطة لا تتخطى مهمة توقيع/ اعتماد/ إذن صرف مال. والأيدي العاملة الماهرة/ شبه الماهرة المستوردة كانت وما تزال هي المشغل الفعلي الحقيقي للسوق والناهظة بأنشطة الأعمال الحرة والمقاولات والإنشاء والطرق والخدمات اللوجستية والصيانة والنظافة والخدمات والمناولة… إلخ.

‏ثم جاءت الموجات البشرية للعمالة الأجنبية تترى مواكبة الموجة الثانية لسوق العمل حيث تمدد قطاعات انخراط المرأة في الأنشطة الاقتصادية ولا سيما المكتبية والهندسية والصحية والتعليمية والسياحية. وازداد تعداد خروج الأنثى من البيت نحو مناطق العمل.

و‏لكن السؤال:

‏من غطّى أعمال الأنثى والذكر القديمة والجديدة سواء البسيطة وغير المعقدة أو المعقدة والأكثر تعقيدًا؟

‏الإجابة: جيوش بشرية تم استقدامها من بلاد الهند والنيبال وبنغلاديش والفلبين ودول عربية عدة وإفريقية متعددة وحتى من جنوب إفريقيا وأمريكا اللاتيتية وأمريكا الشمالية وأوروبا وشرق أوربا.

‏فمثلًا، حضانات أطفال حيث تراعي وتلاحظ عاملة أجنبية الأطفال من 7 صباحًا لـ 5 مساءً. فلا عحب أن الخادمات أكثر من المواطنات في بعض البيوت!

وحديثًا انخرطت النساء الأجنبيات تحت مسمى عاملة منزلية، مبرمجة حفلات، عاملات صالونات تجميل، خياطات، بائعات بمحلات بيع ملابس، مسوقات، وخبيرات تجميل وسائقات، وممرضات، ومختصات رعاية كبار السن، طباخات، سكرتارية، طباخات ، … وإلخ

لا بل هناك مطاعم تعتمد على مفرزنات (سمبوسة/ كبة)/ مقبلات (ورق عنب/ محاشي) منتجة من بيوت عاملات آسيويات (عربيات) أو عمال آسيويين بعد أن عشعشت خيوط العنكبوت على مطابخ منازل بعض المواطنين بسبب انخراط الأنثى بسوق العمل بشكل جارف حد التفريط. فكبر حجم الأسواق الاستهلاكية حد التضخم، والتي تدور حول تغطية الفراغ الإنتاجي الذي تركته الأنثى العاملة في منزلها حد بلغ فيه تجارة إعداد الشاي والقهوة المحلية والسمبوسة واللقيمات محلات تجارية.

‏يدعي البعض أن كل وظيفة نسائية للأم التي خرجت لسوق العمل، خلقت خلفها في بعض التقديرات ٣- ٥ وظائف خدمية لتغطية غيابها و من تلكم الوظائف، على سبيل المثال لا الحصر حضانة/ رعاية/تربية/ تدريس/ طبخ/ تنظيف غسيل/ ..إلخ).

‏أما الرجل الذكر، فهذه حكاية أخرى طويلة جدًّا، وإن وددت أن تحلل فعد عدد العاملين الأجانب في محلات الصيانة والسباكة والكهرباء والمناولة ونقل البضائع والبرمجة والمطاعم والمقاولات وتوصيل الطلبات والمقاهي وسيارات الأجرة، والفنادق والمستشفيات والصيدليات ومحلات البيع والبقالات والبساتين وأسواق الخضار والفواكه … إلخ.

قد يصرخ بعض المواطنين أو يصرح: وجود عدد كبير من الأجانب أضحى خطر على الأمن القومي! ويعاد طرح السؤال: كيف جاء هذا الطوفان البشري؟

‏يا عزيزي الشاب اليافع والمتوقد عنفوانًا وحيوية ونشاطًا في أي مكان، يؤسفني أن أقول لك: أنت جزء من جوانب ذلك المشهد، وقد ساهم البعض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خلق مختبر ديموغرافي بشري جلب الداني والقاصي لسوق العمل المحلي؛ الذي قد ينفجر أو انفجر في وجه الجميع، وقد شعر به البعض نتيجة لكونه مصنف ضمن الباحثين عن عمل لمدة طويلة أو وظف البعض هكذا أزمات لمآربه واستغل البعض حاجات الناس لمكاسبه الفردية. الكسل وعدم تحمل المسؤولية والسهر غير المبرر ليلًا وهدر الوقت في التفاهة بإهدار الوقت على صفحات الإنترنت وغيرها أمور ساهمت في تحويل عدد يعتد به من شباب المجتمع ذوي الطاقات إلى أشخاص كسالى ومشردي الذهن ومحبي النوم نهارًا وانهزاميين وانطوائيين ومدمني صور من أصناف عدة، فلا تكن أنت منهم. فالوطن به خير وفير وكثير فزاحم الرجال بذكاء وفطنة واستحصل لقمة عيشك بكرامة.

‏النتيجة الرقمية لتمدد عدد القوة العاملة المستوردة قد تكون مصداقًا للقول:

أنت زرعت الشجرة…

‏أنت سقيتها…

‏أنت نمت تحت ظلها…

‏ثم استيقظت مذعورًا من ظلها حينما صارت شجرة مسخ لا تتحكم فيها.

‏ الحل كما يطرحه البعض

‏تجفيف ثقافة الاستيراد للعمالة الاجنبية عبر التوطين وعبر التقنين وعبر تحديد قنوات الاستثمار وعبر إعادة الشباب لدوره الإنتاجي الفاعل وحجب كل عوامل التثبيط والإحباط والسهر والتشتيت و الكسل والتفاهة والمياعة والتسكع في العالم الرقمي والواقعي.

نجاح تمكين المرأة زاد مساحة تقليل استيراد عمالة وافدة في بعض القطاعات، إلا أنه ولأسباب مختلفة فتق رتقًا آخر بسبب إهمال بعض النساء العاملات لبيوتهن/ساعات العمل الطوال، والمشوار للمعالجة يحتاج لتكاتف الجهود من كل الأطراف. أية معظلة سواء اجتماعية أو غيرها لا يمكن حلها بالتشنيع والتهويل والتخويف والهروب والمعالجات الانفرادية، بل بإعادة الدراسة وإنتاج حلول علمية وهندسية ومنطقية وتنسيق المنظومة الاجتماعية لما يوافق ذلك، وتكالب الجهود وتطوير روح الحوارات للمواضيع والابتلاءات الواقعية بشكل هادف وعملي وفعال.

الفجوة بين دخل الآباء ودخل الأبناء

ليس لدي أية إحصاءات رسمية عن متوسط دخول الأجيال المتعاقبة وتباينها لأن سعة فوهة الدخل كلما كبرت فإنها ستجعل الأمور غير مستقرة داخل المنظومة الأسرية الواحدة. والأمر نفسه يمتد على فجوة الدخل بين أبناء المجتمع والبلد الواحد. ولذا نرى آباء تقاعدوا إلا إنهم لا يزالون هم المورد المالي الوحيد لأسرهم وأبنائهم. وهذا عناء حتى آخر العمر للبعض من الآباء.

نزاهة (هيئة الرقابة و مكافحة الفساد).

شخصيًّا أرفع القبعة لجهود وإنجازات لجان نزاهة الوطنية في تفكيك ومحاربة كل بؤر الفساد داخل الجسم الاقتصادي المحلي سواء محاربة الرشوة أو التستر أو الغش التجاري أو غسيل الأموال أو غطاءات الأعمال المشبوهة. وأعبر هنا عن جزيل شكري للجان مكافحة الفساد ولاولئك الموظفين الأوفياء والأمناء والشجعان والمخلصين العاملين في نزاهة.

نحب الحياة

نحب الحياة ونحب أن يكون كل أبناء مجتمعنا ووطننا في أحسن حال. والعمل شرف ورفعة وحصانة لصاحبة. ولذا أشجع أن ينطلق كل شاب في كتابة قصة حياته عبر سوق العمل، وأن لا ينعت البعض البعض الآخر أن الآخر إذا قُدمت نصيحة له أو مقترحًا طيبًا أو فكرة ناهضة برمي الآخر بصفة “عدو الحياة !”. كأبناء وطن واحد ترعرعنا وكبرنا وأحببنا كل شي فيه. نحب أن تكون الكلمة الطيبة الصادقة الوفية هي الغرس الذي نتركه لمن ياتي بعدنا ليجنوا ثمار طيبة، والتشجيع على الانطلاق في سوق العمل هو نداء للجميع، فالفرص تارة تاتي بالتوطين وتارة بخوض التجارب وتارة بمزاحمة الرجال وتارة بالسعي بالأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى