اقتصاد

20 طناً بنمو 60%.. خطة بحثية تضاعف إنتاج عسل المانجروف بالشرقية

بشائر: الدمام

سجّل موسم عسل المانجروف لعام 2025 في المنطقة الشرقية ارتفاعًا لافتًا في الإنتاج بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 20 طنًا مقابل 12 طنًا في 2024، وفق بيانات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وأرجع فرع الوزارة هذا الإنجاز إلى تطبيق خطة بحثية ميدانية تضمنت وضع 30 خلية نحل في غابات مانجروف تاروت، بهدف دراسة وتحسين أساليب الإنتاج ورفع جودة العسل.

منتج نادر
وأوضح مدير إدارة الزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس وليد الشويرد، أن عسل المانجروف يعد من المنتجات النادرة وذات القيمة الاقتصادية العالية، إذ يتطلب إنتاجه عمليات دقيقة تبدأ من اختيار الطوائف المناسبة وحتى إعادة النحل إلى موقعه بعد موسم الجمع.
وأكد أن الدراسة التي نفذها الفرع أفرزت سلسلة من التوصيات الفنية والإجرائية التي من شأنها ضمان جودة المنتج والحفاظ على صحة الطوائف وتحسين كفاءة الإنتاج.

وأشار الشويرد، إلى أن أبرز التوصيات شملت الاستعداد المبكر للموسم يعد من أهم عوامل النجاح، إذ يتم اختيار طوائف قوية وخالية من الأمراض، والتأكد من وجود ملكات فتية نشطة لضمان زيادة الإنتاجية.
كما يتم فحص صناديق النحل للتأكد من جودتها وخلوها من التلف، وتنظيفها وتجهيزها بأقراص شمعية فارغة عالية الجودة، إضافة إلى معالجة الطوائف ضد أمراض شائعة مثل تعفن الحضنة والفاروا قبل عملية النقل.

وبيّن أن توقيت النقل يمثل عنصرًا حاسمًا في نجاح الموسم، إذ يُفضل أن يتم قبل الإزهار الكامل لأشجار المانجروف بثلاثة إلى خمسة أيام، وهو ما يتيح للنحل التأقلم مع البيئة الجديدة.

أجواء مثالية لإنتاج العسل
وأوصى بأن تتم عملية النقل ليلًا أو قبيل الفجر لتقليل خسائر النحل، مع الحرص على توفير تهوية كافية داخل الصناديق وتثبيت الخلايا بإحكام لمنع اهتزازها أو سقوطها.
وخلال تواجد النحل في موقع المانجروف، شددت الخطة على اختيار مواقع بعيدة عن المد البحري العالي لضمان سلامة الطوائف، وتوفير مصادر مياه عذبة ومظلات طبيعية من سعف النخيل أو الأعشاب المحلية لحماية الخلايا من أشعة الشمس المباشرة.

وأوضح الشويرد أن هذه المظلات تسهم في تقليل الإجهاد الحراري، وتحافظ على نشاط النحل في جمع الرحيق، وتدعم استقرار الطوائف.
وأوصت التوصيات بوضع حواجز للحد من تأثير الرياح والرطوبة الزائدة، والحفاظ على مسافة مثالية بين الخلايا تتراوح بين 10 و150 مترًا، بحيث تضمن سهولة وصول النحل لمصادر الرحيق دون إهدار طاقته، وتجنب ارتباك الطوائف أو إثارة سلوكها الدفاعي.
وفيما يخص التغذية الطارئة، أوصت الخطة باستخدام محلول سكري عند الضرورة القصوى فقط، مع التأكد من أن المنحل غير منتج في تلك الفترة.

كما أوصت بإجراء زيارات متابعة دورية لمراقبة قوة الطوائف وسلوكها، وضمان أن تكون عملية جمع الرحيق مقتصرة على أشجار المانجروف دون مصادر متضاربة.

جودة العسل
أما في مرحلة الفرز، فقد شددت التوصيات على اختيار التوقيت المناسب بعد انتهاء التزهير أو امتلاء الأقراص وتغطيتها بالشمع، مع تعقيم الأدوات مسبقًا واستخدام معدات مخصصة لضمان نقاء العسل وخلوه من أي شوائب أو تغذية سكرية غير طبيعية.
كما أكدت أهمية أن تكون نسبة الرطوبة أقل من 18% للحفاظ على جودة العسل وتجنب تكتله أو تلفه.

ومع نهاية الموسم، يتم إعادة تقييم الطوائف واستبدال الملكات الضعيفة أو غير النشطة، ومعالجة أي إصابات، ونقل الطوائف إلى مواقع تحتوي على مصادر رحيق متنوعة أو مراكز تجهيز ثابتة.
كما يتم تعزيز قوة الطوائف بتوفير تغذية بروتينية وسكرية لتعويض الجهد المبذول، واستبدال الأقراص القديمة استعدادًا للموسم التالي.
وشدد الشويرد على أهمية توثيق كل مرحلة من مراحل الجمع بالصور والتقارير اليومية، وتسجيل بيانات كل طائفة من حيث قوتها ومستوى إنتاجها وسلوكها، لتكون مرجعًا علميًا يسهم في تحسين إدارة المواسم القادمة وضمان استدامة الإنتاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى