إعادة استجابات التوحدي بالذكاء الاصطناعي

عدنان الغزال :الدمام
نجح فريقان طبي وتقني في مركز متخصص لعلاج اضطراب طيف التوحد بالأحساء في تصميم تطبيق إلكتروني متقدم، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل استجابات طفل التوحد، مستندًا إلى نموذج SMI للنمذجة الذاتية المعدلة بالذكاء الاصطناعي باستخدام الفيديو. يقوم الطفل بمشاهدة نفسه وهو يؤدي السلوك المطلوب داخل بيئة مصممة لتحفيز الدماغ على التعلم عبر الإدراك البصري الذاتي. وأثبتت الدراسات أن هذا النهج يعزز السلوكيات الاجتماعية ويحسن مهارات اللغة، ويعد من أبرز التدخلات المبكرة الفعّالة للأطفال.
الاضطراب النمائي
أوضح الدكتور سر الختم بشير، الحاصل على دكتوراة في علم النفس، أن النمذجة الذاتية تعد تقنية حديثة وفعالة لعلاج الاضطرابات النمائية واضطراب طيف التوحد. وأكد أن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولًا في هذا المجال، بفضل قدرته على تقديم فوائد ملموسة، أبرزها:
التشخيص المبكر باستخدام خوارزميات تحليل البيانات للكشف عن التوحد في مراحله الأولى، تحليل السلوك والتقدم عبر تقنيات الفيديو والصوت والتتبع السلوكي لتقديم تقييم دقيق وموضوعي، برامج التدخل الذكية وهي تصميم خطط علاجية تراعي الفروق الفردية وتتكيف مع استجابة الطفل، والتعليم والتفاعل الاجتماعي عبر روبوتات وبرمجيات تفاعلية تدعم المهارات الاجتماعية والمعرفية.
عرض فيديوهات
أوضح بشير أن النمذجة الذاتية (Self-Modeling) تعتمد على عرض فيديوهات للطفل وهو ينفذ سلوكًا مرغوبًا بشكل صحيح، مما يزيد فرص تكراره. وعند دمجها مع الذكاء الاصطناعي، يتم تعديل المشاهد وإضافة سلوكيات إيجابية لم تحدث فعليًا، مع تحليل ردود فعل الطفل وضبط المحتوى وفق استجابته. هذا التكرار لنماذج ناجحة يعزز التعلم التلقائي ويقلل القلق في المواقف الاجتماعية.
العلوم السلوكية
أشار بشير إلى أن دمج العلوم السلوكية مع الذكاء الاصطناعي يفتح مرحلة جديدة من التدخلات العلاجية الأكثر تخصيصًا وفاعلية. ورغم أن هذا المجال ما زال في بداياته، فإن النتائج الأولية مبشرة، خاصة عند دمجه مع البرامج التقليدية وتحت إشراف مختصين. ودعا إلى تعزيز البحث العلمي وتدريب الكوادر المؤهلة، لضمان استفادة الأطفال المصابين بالتوحد من هذه التقنيات بأقصى درجات الفعالية.