أرضي يا أرضي، ورش عمل، وفعاليات نشطة مع وفاء بو خمسين

رباب النمر : الأحساء
عندما نقول (أرضي يا أرضي) فكأنها مرادف تمامًا لقولنا (وفاء بو خمسين)، حيث يتبادل اسم وفاء مباشرة رديفًا لعملها، وفيه جسدت الكاتبة أفكارها بقالب قصة أطفال أنيقة لطيفة، تخاطب عقولهم ومشاعرهم وأبصارهم بجملها وعباراتها، والصور الملونة التي تعاضد النص وتُظهر تفاصيله، فتدهش بصر الطفل وعقله وتحث تفكيره على العمل عبر ثلاث وعشرين صفحة من الأوراق المصوّرة التي يتمازج فيها النص بالصورة. في حوار خاطف مع الكاتبة وفاء بو خمسين أردنا التعرف عن كثب على أرضي يا أرضي وفكرته، وعلاقته بأدب الطفل. فسألناها:
ما حكاية أرضي يا أرضي؟ متى بزغ إلى النور،؟ وما قصة ولادته وطباعته؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، معكم وفاء علي بوخمسين كاتبة قصة “أرضي يأرضي “لليافعين،
القصة جاءت نتاج تفكير طويل وعميق ومتابعة بشغف لكل ما يتعلق بكوكب الأرض الذي نعيش عليه ومكانه في مجموعتنا الشمسية، لدرجة أني اشتركت مع قروب محبي علم الفلك، حتى أتابع كل ما يحيط بمجرتنا ومجموعتنا الشمسية من معلومات، والفضاء الذي نسبح فيه.
هناك دائمًا تساؤل يدور في الذهن: هل أرضنا هي الكوكب الوحيد الحي؟ أو أنه توجد حياة على كواكب أخرى لم يصل إليها العلم حتى هذه الساعة؟
وإذا كانت أرضنا هي الكوكب الحي الوحيد فلماذا لا ينظر الجيل الجديد إلى هذا الموضوع، ويتساءل ويتأمل ويتعجب من النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى قد سخرها الله لنا والمحافظة عليها بالشكر وعدم التخريب والهدر. ومن هنا جاء اختيار العنوان، ففيه نداء (يا أرضي) قف وانتبه وتأمل هذا الجمال الذي تعيش فيه، والعنوان أيضًا على مثال “مرآتي يامرآتي”، وهو سؤال للأرض: من هو أكرم وأجمل المخلوقات التي وجدت على سطحك؟ وبسبب الحياة العصرية والتطور التكنولوجي السريع فقد شغلت السوشل ميديا الجيل الجديد، فانشغل أبناؤنا بمتابعة هذا الفضاء الإلكتروني وغاص فيه وترك السماء ونجومها، وعامل آخر هو الحياة العصرية والمساكن المغلقة المكيفة لها دور في هذه الجفوة، فاليافعين لا ينظرون إلى السماء ولا يعدون النجوم ولا يتعرفون عليها، كما كان في السابق، فقبل خمسين سنة كان جيلنا ينام ليلًا في مكان مفتوح (السطوح) وكانت عيوننا معلقة في السماء يخطف أبصارنا تلألؤ النجوم وجمالها.
حدثينا عن تجارب التكوين، والتأليف، عن تجارب المخاض، والمعوقات؟
قصة “أرضي يأرضي “جاءت لكي تحرك الفكر وتدعو للتأمل في النعم التي أنعم الله بها علينا والمحافظة عليها فأرضنا مثل السفينة تسافر بنا مع المجموعة الشمسية في الفضاء الشاسع فنحن في مركب واحد إذا خربت غرق الجميع.
ما التكلفة المادية التي ساعدت على ولادة أرضي يا أرضي وهل هناك داعم؟ وما الذي جعلكِ للطفل تكتبين؟ وما الشريحة العمرية المخاطبة في أرضي يا أرضي، وإلى أي هدف كنتِ ترمين؟
بدأت تأليف القصة من أسئلة أحفادي عن الشمس وحرارتها الشديدة وهل هي مفيدة؟ ثم بعد ذلك اختمرت الفكرة فجاءت الشخصيات والحوار والمعلومات المعرفية والتساؤلات المهمة.
بعد أن اكتملت الكتابة ودققتها ووضعت رسومات بسيطه معبرة للصور عرضتها على دار “حكايا ” لأبنة عمنا فاطمة رضا بوخمسين والتي تكفلت بطباعتها شاكرة لها اهتمامها وتشجيعها وخروج القصة بهذا الشكل الجميل. حيث قام برسم صورها الجميلة الفنان أمين حاتم.
القصة موجهة لفئة اليافعين من عمر ٩ الى ثلاثة عشر سنة هي فئة القليل من الكتاب يتوجه لها وبالذات الاولاد والذين سيصبحون رجال المستقبل وعلى عاتقهم اعمار هذه الأرض.
ما المزايا التي يجب أن يتمتع بها كاتب الطفل في نظرك؟ وكيف يستطيع الولوج إلى قلب الطفل في ظل تحديات العصر وغلبة برامج التقنية ومعطيات وسائل السوشل ميديا والذكاء الاصطناعي على الساحة؟
الكتابة للطفل ليست بسيطة فيجب النزول الى عقلية الطفل ومخاطبته بلغة يفهمها وكذلك وجود عنصر تشويق والصور الجاذبة والحركية، ولذلك فإن القراءات التي عملتها للقصة كانت على شكل ورشة عمل فيها حركة حيث ربطتها بالتدوير والتشجير.
ما الأمسيات والأنشطة القرائية التي قدمتها وفاء باسم أرضي يا أرضي ؟
قدمت أمسيتين: الأولى في مكتبة “مرج ” بعنوان حفلة شاي وقراءة قصة شاكرة لهم جهودهم الطيبة واهتمامهم بالطفل، والثانية في مكتبة كوب كتاب، بإشراف من فريق همسات التطوعي، وقد كانت على شكل ورشة عمل، حيث تمت قراءة مقطع من القصة حتى لا يمل الأطفال ثم حوار مع الأطفال حول المعلومات والأفكار التي تضمنتها على شكل أسئلة، ثم الحركة عن طريق مشاركتهم في التدوير.
هل له أخوة آخر من إنتاجك؟ وهل تنوين إنجاب ورقي آخر في أدب الطفل؟
لقد كتبت في أدب الرحلة، ولدي مخطوط مجموعة قصصية، ومخطوط رواية، ولأول مره أجرب الكتابة في أدب الطفل، ولديّ فكرة قصة جميلة للطفل تتعلق بأرضنا والحيوانات التي تشاركنا العيش على ترابها، نسأل الله العون لترى النور قريبًا إن شاء الله.
الجدير بالذكر أن وفاء بو خمسين من كاتبات الأحساء العريقات، لقبت بفتاة الواحتين، ولها عدة مؤلفات مثل كشاكيل، بين واحتين، أرضي يا أرضي الذي رسم لوحاته أمين حاتم، ونشر عام 2024م.