أقلام

أمل مشاية الأربعين

علي الوباري

تحت نور الشمس تحيا الحياة، وتنير عتمة الليل عيون مشبعة بشعاع الولاء، حفاة بأقدامٍ تستدل الطرق من كل الجهات بحثًا عن حب لسيد الشهداء.

متى أحسب خطواتي وأرى آثار أقدامي في الدرب؟

متى أستشعر بعمق حزني إلى رحلة عشق لأقسى مأساة ينبض فيها حزن الزمان وتفطر القلوب وتتجاوز حدود السماء؟ يا لغة الألم وغيمة عين الوجع التي لا تنضب كوني بردًا وسلامًا للكائنات، ها أنا أتأمل مسير الوعي وصوت الحق أتذوقه بنكهة الحزن، حين العبور إلى نهر الفداء تنفتح شرايين الفؤاد وتزيد سرعة مشيتي نحو كعبة الأمل، عروق الشهادة الممتدة إلى اتجاهات الأرض ما تزال أنهار عطاء وإباء، وشمس ساطعة من كربلاء تدل المشاة إلى عين فائضة بالدموع الأزلية تروي ظمأ الأنفس العطشى، لا يزال بريق الدماء على التراب في لمعان وصفاء يسقي ارضًا هي السبيل لعطشى الولاء إلى عالم يتسع بمبادئ الإصلاح، يا شروق لا يغرب ويا حزن لا ينضب حملَ قضية الإنسان إلى شمس لا تغيب، ترابك يشع من شدة عشق يتلهف لها القاصدون ويتغذوا من تراب معفر بدمائك، أيها السبط وبوصلة التائهين العاشقين يا جرس الحق بين الأرض السماء ايقظت الصخر في بستان الثمار، ما زلتُ في حلمي أتخيل مشيتي بخريطة أشواقي، أعبرُ تحت غيمة تضحياتك إلى غدير زلال أشرب منه حتى لا أظمأ.

في محراب عاشوراء لا يتوقف العاشقون عن الدعاء والسجود حتى لو تحققت الآمال وأنجزت الغايات لأنك سر الوجود واطمئنان للنفوس وبك لا ينتهي العمر حتى لو توارت الأجساد في الأجداث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى