6808 قضايا نفقة خلال شهرين.. المحاكم تنصف المطلقات وتحمي الأبناء

بشائر: نجلاء الحربي
بلغ عدد قضايا التنفيذ الخاصة بالنفقات المنجزة خلال شهري محرم وصفر للعام الجاري نحو 6808 قضايا، فيما تم تحرير 720 محضرًا في محاكم التنفيذ بمختلف مناطق المملكة. وتصدرت منطقة مكة المكرمة القائمة بواقع 2441 قضية و227 محضرًا، تلتها منطقة الرياض بـ1506 قضايا و206 محاضر، ثم المنطقة الشرقية بـ1076 قضية و118 محضرًا.
أبعاد قانونية
أكد المستشار القانوني فصل فهد فضل، أن قضايا التنفيذ المتعلقة بالنفقات تحظى باهتمام بالغ في المحاكم، وغالبًا ما يُبت فيها منذ الجلسة الأولى نظرًا لأهميتها المباشرة في حياة الزوجة والأبناء. وأوضح أن النفقة من أكثر القضايا شيوعًا في محاكم الأحوال الشخصية، إذ تنشأ غالبًا نتيجة الخلافات الزوجية أو بعد الطلاق، باعتبار أن الزوج مُلزَم شرعًا وقانونًا بالإنفاق على زوجته وأبنائه وفق ما يقرره الشرع.
وأشار إلى أن النفقة تشمل متطلبات أساسية مثل الطعام، الكسوة، السكن، العلاج، والتعليم، وتُحدد قيمتها وفق حال الزوج يسرًا أو عسرًا، ومستوى المعيشة وظروف الأسرة. كما أوضح أن المحكمة تستند إلى الأدلة المقدمة من الطرفين، وقد تطلب كشفًا بالدخل أو إثباتًا بالمصاريف، وتستعين بخبراء أو لجان مختصة لتقدير المبالغ العادلة.
وأضاف أن المحكمة تمتلك أدوات إلزام متعددة في حال مماطلة الزوج أو امتناعه عن التنفيذ، منها الحجز على الراتب أو الحسابات البنكية أو حتى إيقاف الخدمات، مشددًا على أهمية التسوية الودية قبل الوصول إلى المحكمة حفاظًا على مصلحة الأبناء وتقليل الآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على النزاع.
أبعاد اجتماعية
أوضح المستشار الاجتماعي شرف علي، أن قضايا النفقات لا تقتصر على كونها خلافًا قضائيًا، بل تمس استقرار الأسرة والمجتمع بأسره. فالنفقة تمثل حقًا أساسيًا للزوجة والأبناء، وغيابها أو تأخرها ينعكس مباشرة على جودة الحياة اليومية، بدءًا من الغذاء والملبس، وصولًا إلى التعليم والعلاج.
وأضاف أن النزاع حول النفقة قد يتحول إلى صراع طويل الأمد يترك أثرًا نفسيًا بالغًا على الأبناء، إذ يفقدون إحساس الأمان العاطفي والاجتماعي، ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وعلاقاتهم المستقبلية. كما أن امتناع بعض الأزواج عن الالتزام بالنفقة يضع الزوجة تحت ضغوط مادية ونفسية، ويدفعها أحيانًا للبحث عن مصادر دخل بديلة، مما يغير من أدوارها التقليدية داخل الأسرة ويخلق فجوة في التوازن الأسري.
وأشار إلى أن الالتزام بالإنفاق يُعد عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على تماسك المجتمع وتقليل معدلات التفكك الأسري، فضلًا عن تقليل الأعباء على الجمعيات الخيرية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية. مؤكدًا أن النفقة ليست مجرد التزام مالي، بل هي أداة لحماية الأسرة وصون كرامتها، وضمان تنشئة الأبناء في بيئة مستقرة.
إحصاءات المناطق
• مكة المكرمة: 2441 قضية 227 محضرا
• الرياض 1506 قضايا 206 محاضر
• الشرقية 1076 قضية 118 محضرا
• المدينة المنورة 493 قضية 47 محضرا
• جازان 434 قضية 18 محضرا
• عسير 274 قضية 17 محضرا
• القصيم 201 قضية 49 محضرا
• الجوف 118 قضية 7 محاضر
• تبوك 81 قضية 9 محاضر
• الباحة 56 قضية 7 محاضر
• حائل: 54 قضية 5 محاضر
• الحدود الشمالية 43 قضية 5 محاضر
• نجران 31 قضية 1 محضر