دلال الطريفي : الأحساء
كشف فريق من العلماء من جامعة كاليفورنيا وكلية أوكسيدنتال الأميركية عن ابتكار طبي غير جراحي قد يحدث نقلة نوعية في مجال تصحيح النظر، من خلال تقنية جديدة تعرف باسم إعادة التشكيل الكهروميكانيكي (Electro-Mechanical Reshaping – EMR).
وتعتمد هذه الطريقة على استخدام تيار كهربائي منخفض الشدة عبر أقطاب كهربائية دقيقة مصممة على شكل عدسات لاصقة بلاتينية، مما يؤدي إلى تغيير مؤقت في درجة حموضة القرنية وجعلها مرنة بما يكفي لإعادة تشكيلها، وبعد توقف التيار وعودة درجة الحموضة إلى وضعها الطبيعي، تعود القرنية للتصلب وتحتفظ بالشكل الجديد.
بحسب الباحثين، فإن العملية لا تتجاوز دقيقة واحدة، ولا تتطلب قطعاً جراحياً أو إزالة للأنسجة كما يحدث في عمليات الليزك، الأمر الذي يجعلها أكثر أمانًا وأقل تكلفة، وقد تكون قابلة للعكس عند الحاجة، كما أظهرت التجارب الأولية نجاح التقنية في تصحيح قصر النظر دون ظهور أضرار هيكلية أو موت للخلايا في العينات المختبرة حتى الآن.
الدكتور برايان وونغ، أستاذ وجراح العيون في جامعة كاليفورنيا، أوضح أن الفكرة جاءت بالصدفة:
“كنت أنظر إلى الأنسجة الحية باعتبارها مواد قابلة للتشكيل، ومن هنا اكتشفنا عملية التعديل الكيميائي التي سمحت بتغيير شكل القرنية.”
أما الباحث الرئيسي مايكل هيل، أستاذ الكيمياء في كلية أوكسيدنتال، فأكد أن التقنية ما زالت في مراحلها الأولى من التطوير ولم تُختبر سريريًا على البشر بعد، مضيفًا:
“الطريق لا يزال طويلاً قبل الاستخدامات السريرية والتجارية، لكن إذا نجحت التجارب فستكون هذه التقنية واسعة الانتشار، أقل تكلفة بكثير، وربما حتى قابلة للعكس.”
ويرى خبراء العيون أن هذه التقنية تمثل أكبر تقدم محتمل في تكنولوجيا تصحيح النظر منذ اختراع الليزك قبل نحو ثلاثة عقود، خصوصاً لأولئك المرضى غير المؤهلين لعمليات الليزر بسبب سماكة القرنية أو مشاكل أخرى.
