دلال الطريفي : الأحساء
حقق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في المنطقة الشرقية إنجازًا بيئيًا بارزًا بزراعة أكثر من 36 مليون شتلة مانجروف على سواحل المنطقة، في خطوة تعزز مكانة الشرقية كمركز بيئي وسياحي واقتصادي رائد للغابات الساحلية.
جاء ذلك خلال مشاركة المركز في فعالية “عسل المانجروف” بمحافظة القطيف، حيث أوضح المهندس عميد أبو المكارم أن الاستزراع المكثف لغابات المانجروف يمثل نشاطًا استراتيجيًا لما لهذه الأشجار من فوائد بيئية واقتصادية وسياحية، لافتًا إلى إطلاق مبادرة جديدة لزراعة 100 ألف شتلة في ساحل دانة الرامس ضمن الجهود المستمرة لتحقيق أهداف بيئية مستدامة.
وأضاف أبو المكارم أن غابات المانجروف تُعد خط الدفاع الطبيعي عن الشواطئ ضد التآكل، كما تساهم في دعم الثروة السمكية وتوفير عوائد اقتصادية وسياحية، فضلًا عن دورها الكبير في امتصاص الكربون بمعدل يعادل عشرة أضعاف الأشجار الأخرى، ما يسهم في خفض درجات الحرارة وتحقيق التوازن البيئي.
وخلال الفعالية، عُرض مجسم بيئي مصغر يوضح دور هذه الغابات في حماية البيئة البحرية وتعزيز الوعي البيئي لدى الزوار، خصوصًا الأطفال، إلى جانب إبراز دور المجتمع المحلي من صيادين ومنتجي عسل المانجروف كحماة للبيئة وشركاء في التنمية.
وأشار أبو المكارم إلى أن جهود الاستزراع تأتي ضمن مبادرات السعودية الخضراء التي تستهدف زراعة 100 مليون شجرة مانجروف على مستوى المملكة، حيث بلغت مساهمة المنطقة الشرقية وحدها نحو 36 مليون شجرة حتى الآن، مع وجود مشاريع مماثلة في مناطق أخرى كالغربية وجازان.
كما أكد أن خطط المركز تشمل:
1. تأهيل المناطق المتدهورة وإعادتها إلى حالة نباتية صحية.
2. استحداث مواقع جديدة للاستزراع وفق اشتراطات بيئية دقيقة تضمن استدامة النظام البيئي.
وشدد على أهمية الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية والجمعيات البيئية لتعزيز هذه الجهود وتحقيق الأهداف الاستراتيجية قبل المواعيد المقررة، بما يجعل الشرقية أحد الأذرع الرئيسة في تنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومبادرات سمو ولي العهد – حفظه الله –.
واختتم أبو المكارم برسالة للمجتمع، خصوصًا الأجيال الناشئة، داعيًا إلى الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
