أقلام

مقعد الطوارئ

رباب حسين النمر

لم أكد أنتهي من طابور المسافرين الطويل في مطار كوتشي المزدحم بالمتجهين إلى دول الخليج، ويصلني الدور لأدخل إلى الطائرة وأستقر في مقعدي ١٢ E، وأرتب وضعي ووضع أمتعتي حتى فاجأتني مضيفة الطيران بطلب وضع حقيبتي الشخصية الصغيرة التي لا تتجاوز حجم كف اليد، طالبت بوضعها في مقصورة الأمتعة العلوية مع الحقائب المحمولة، فرفضت كون هذه الحقيبة تضم إثباتاتي الشخصية، وجواز سفري، وبطاقات ركوب الطائرة، ومحفظة نقودي، فأصرت على طلبها ورفضت مجددًا، ثم أخبرتني أن هذا المقعد هو مقعد الطوارئ الذي يجاور مخرج الطوارئ، فطلبت مني تغيير مقعدي فوافقت، غير أن ازدحام الطائرة بالمسافرين منعها من تغيير مقعدي، وحدثت بيننا مشادة كلامية فكلانا كانت مصرة على موقفها، هي تريد تطبيق قانون شركة الطيران بحق مقعد الطوارئ، وأنا متشبثة بحق المسافر في حيازته لأغراضه وإثباتاته الشخصية وعدم نزعها منه! وفي النهاية استجبت مرغمة حيث هددتني تلك المضيفة باستدعاء رجال الأمن وإنزالي من الطائرة، هذا الموقف جعلني رغم انتهائه أتساءل كثيرًا عن خصوصية مقعد الطوارئ، وماذا يعني؟ وإلى ماذا يحتاج؟ يتحدث أحد المسافرين بأنه جلس على مقعد الطوارئ للمرة الأولى، ولم يكن يعرف أن تلك الطائرة كانت صغيرة وتحمل ثلاثين راكبًا، وتحلق بين دولتين، وقد كنت جائعًا جدًا جدًا، وكانت مضيفة الطيران كلما رأتني أحمل في يدي طعامًا لأتناوله تأمرني أن أدخل الطعام في علبته، ولم أكن أفهم لماذا؟ وعندما ذهبت المضيفة أعدت إخراج الطعام لآكله، فتعود المضيفة وتأمرني بإعادته، وفي المرة الثالثة نهرتني المضيفة وأخبرتني أن الرحلة قصيرة، فاصبر حتى تنزل وبعدها تناول طعامك! وشرحت لي المضيفة الوضع قائلة أن هذا مقعد طوارئ وأنك في هذا المقعد لا بد أن تكون جاهزًا لأي خطر حتى تساعد الناس، فلا يصح لك أن تأكل طعامك الآن.

يمتاز مقعد الطوارئ بمساحة واسعة في منطقة الأرجل، وليست هذه الصفة تدليلًا للمسافر ولا ميزة VIP،

بل يتطلب هذا المكان وعيًا خاصًا ويتحمل الراكب فيه مسؤولية حساسة، وعندما تجلس في صف الطوارئ، فإنك مسئول عن:

1. فتح باب الطوارئ بسرعة في حالة حدوث أي خطر.

2. مساعدة الركاب لكي يخرجوا بأمان.

ولذلك يجب أن يزيد عمر الراكب في تلك المنطقة عن خمسة عشر عامًا، وأن يكون سليم بدنيًًا وذهنيًًا، وقادر على قراءة تعليمات الطاقم وفهمهم، وأن لا يكون بصحبته أطفالًا تحت رعايته، ولديه القدرة على سرعة الحركة وقت الطوارئ.

وهناك ممنوعات في هذه المنطقة، وهي شغل المساحة السفلية للأرجل بالأمتعة والحقائب، حتى تبقى هذه المساحة فارغة تحسبًا لأي إخلاء سريع.

ولذلك عليك أن تسأل نفسك قبل أن تجلس على هذا المقعد:

هل أنا مستعد أن أكون أول من يتحرك لو تعرضت الطائرة لحالة طوارئ؟

وغالبًا ما تكون مقاعد الطوارئ في الطائرات بأنواعها الصف الثاني عشر والرابع عشر، وفي بعض الطرازات الصف الخامس عشر.

وتكون مقاعد الطوارئ في الطائرات الكبيرة التي تحلق لمسافات طويلة

غالبًا في الصف العشرين أو الواحد والثلاثين أو الأربعين على حسب الطراز لكل طائرة. ولذلك كن على وعي بمقعد الطوارئ، وانتبه جيدًا عندما يحدد لك المقعد عند استلام بطاقة دخول الطائرة، واطلب تغييره فورًا إذا لم تكن مستعدًا ولا راغبًا في تحمل مسؤولية شغل هذه المساحة أو تحمل تبعاتها وممنوعاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى