عنتريات بعض السياح

أمير الصالح
حمدًا لله على سلامة المسافرين في موسم الإجازة الصيفية الفائت، ونتمنى للجميع حياة سعيدة. وأشكر جهود وزارة الخارجية الحثيثة وسعيها الدؤوب لشطب استصدار فيزا السياحية لأكبر عدد من الدول تخفيفًا على مواطنيها.
لو سألت أحد السياح المواطنين لماذا تسافر في فصل الإجازات الصيفية؟ لقال لك دون أدنى تردد: للترويح عن النفس وأنفس أفراد الأسرة، واكتساب علم ومعرفة شعوب وعادات، ورؤية طبيعة خلابة حيث آيات الله في الوجود وإعادة شحن الروح النفسية والمعنوية والهروب من حر الصيف والاستمتاع بجمال الجبال والأنهار والبحار والسهول والأمطار وقضاء وقت ماتع. كلام إنشائي جميل وعقلائي ورصين. إذن: لماذا البعض من السياح العرب والمسلمين يفعلون أعمالًا وعنتريات ما أنزل الله بها من سلطان ومستفزة وتدل على الاستهانة بتلكم الأمم والشعوب وعاداتها؟
عنتريات
اشتكى عدد ليس بالقليل من السياح الخليجيين تعرضهم للضرب والاستفزاز في تركيا. واشتكى عدد ليس بالقليل من السياح الخليجيين تعرضهم للنشل والنصب في مصر. واشتكى عدد ليس بالقليل من السياح الخليجيين تعرضهم لمفاتن التبرج وتجارة الجنس في وسط نهار بعض مدن تايلند، واشتكى عدد ليس بالقليل من السياح الخليجيين تعرضهم لسرقة جوالاتهم، وعليه غير واستبدل عدد كبير من أرباب الأسر وبناء على المقاطع المنتشرة في السوشل ميديا لبعض تلكم الابتزازات والمضايقات والمشاجرات والسرقات والغش في الفواتير، غيروا محطات سفرهم السياحية إلى دول مثل دولة أذربيجان والصين وفيتنام، إلا أن بعض أولئك السياح الخليجيين والعرب هداهم الله (وهم القلة القليلة) أخذوا زمام المبادرة بإفساد العلاقة ببن السياح الخليجيين والشعوب المستقبلة لهم. فحادث الاستهزاء بنصب الجندي المجهول في أذربيجان وما تلاه من محكومية على الجناة، وحادث الرقص لفتاة على سارية العلم بإحدى الدول متشبه برقص فتيات النوادي الليلية وما تلاه من حكم ضدها وغرامة مالية، وحادث ملاحقة الفتاة اليابانية المرتدية للملابس التقليدية وبشكل مزعج من قبل إحدى السائحات لالتقاط صور لها، وحادث لطم شخص مع ترديده آيات قرآنية لتمثال رمزي لشخص عظيم في دولة الصين، حتمًا جعلت وستجعل شرائح كبيرة من شعوب تلكم المناطق السياحية في حالة استنفار وتندر وبغض وازدراء لكافة السياح الخليجيين والعرب والمسلمين.
أبناء الجاليات، والموظفون المنتدبون والطلاب المبتعثون تحت الضوء
يجتهد أبناء الجاليات العربية والإسلامية والموظفون المنتدبون والطلاب المبتعثون في ترطيب العلاقات مع أبناء الدول المحيطين بهم، كما يبذل بعض السياح جهودًا جبارة في التسويق لصورة جميلة عن وطنه وأبناء مجتمعه تارة بحسن الأخلاق، وتارة بمد يد المساعدة، وتارة بجميل الجوار، وتارة بالصدقة على المحتاجين، وتارة بالدفاع عن الضعفاء المساكين وفك نزاع المختلفين، إلا أنه مع شديد الأسف وبسبب السلوكيات غير الحضارية الصادرة من بعض السياح من بني ذات الجلدة يكون أبناؤنا سواء موظفين منتدبين أو طلاب مبتعثين تحت الضوء. فلقد عانى وما يزال يعاني عدد كبير من أبناء الجالية العربية وبعض الموظفين المنتدبين والطلاب المبتعثون بسبب تصرفات هوجاء لبعض السياح العرب والمحسوبين عليهم. فالمرجو من الجميع أن يلتزموا قلبًا وقالبًا، بمقولة: يا غريب كن أديب.
مغالطات أدت لمضايقات
بعض مجاميع الغجر gypsy في أوربا ينتشرون بالمدن الأوربية الكبرى (باريس/ لندن/ برشلونة/ مدريد … إلخ ) في فصل الإجازات الصيفية بقصد السرقة للسياح والمحلات والمتاجر، والمتاجرة بالجنس، وحتى اختطاف الأطفال والفتيات Taken film وترويج الممنوعات والمخدرات. وعدد ليس بالقليل من نساء الغجر المسنات ومتوسطات السن وبعض الفتيات الشباب يُغطين شعر رؤوسهن بمنديل بسيط، فيختلط على السائح الأوربي والأمريكي والسواح من دول شرق آسيا وبعض أصحاب المحلات التجارية الأمر عليهم في التمييز بين النساء الغجريات gypsy والمسلمات المتحجبات. الأدهى أن هناك أجهزة إعلامية مختصة معادية للإسلام والعرب ينشطون في شيطنة صورة المسلمات والمسلمين واستخدام كل الوسائل غير الأخلاقية لتشنيع وتسقيط الإسلام والحجاب والمسلمات. وعليه يجب توخي الحذر والابتعاد عن أماكن وجود المبتذلات والغجريات في الأماكن العامة. نعم شخصيًا أطالب الدول السياحية ولا سيما الأوربية بإلزام الغجريات بوضع غطاء شعر مميز بهم لدفع الملابسة في الشكل مع المحجبات المسلمات.
كونوا زينًا لنا لا شينًا علينا
عموم السياح نرجوا الالتزام بآداب السفر واحترام الشعوب ورموزها. يُنسب قول للإمام الصادق عليه السلام وهي نصيحة خالدة لأبناء الإسلام الصادقين: (كونوا لنا زينًا ولا تكونوا علينا شينًا قولوا للناس حسنًا، احفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول)، فمن المرجو من الشباب والفتيات والعوائل وأرباب الأسر قبل الذهاب للسياحة في الداخل أو الخارج الالتزام بالأمور التالية:
١- تثقيف أنفسهم/ ن عن عادات وتقاليد وقوانين وآداب البلد المراد زيارتها.
٢- تجنب مظاهر البذخ والتبذير فإنها تجذب السُراق والحيالة
٣- الاهتمام بنظافة الجسم وبلباس نظيف وهندام جيد عند دخول الطائرة، فلقد كثرت شكوى المسافرين في الآونة الاخيرة من بعض ركاب الطائرات ذوي الروائح العفنة والنتنة. شخصيًا خاطبت أكثر من خطوط جوية تعمل في منطقة الشرق الأوسط لإلزام الركاب بالنظافة الشخصية وحجب الراكب المروح والمكدر للمسافرين أثناء رحلة الطائرة.
خلال الرحلة وحتى نهايتها
١-عدم استفزاز أبناء البلد الذي تزوره بعدم المساس ب: رموزه/ علمائه / نشيده الوطني/ نسائه /مواطنيه
٢- تجنب مواطن الشبهة والتجمعات الكثيفة والشوارع والأزقة الضيقة والمظلمة التي يرتادها أراذل القوم ومروجو سفاسف الأمور.
٣-عدم تعنيف أبناء البلد المزار والتأدب عند التعامل وتجنب رفع الصوت عليهم.
٤- تاكد من قائمة الأسعار / التكلفة قبل طلب الطعام أو طلب الخدمة لتفادي سوء الفهم أو الشجار لاحقًا.
٥- ليتذكر كل منا أننا نطلب خدمة من شركة السياحة/ مطعم/ مقهى مقابل مبلغ بُدفع لها، ولا يعني ذلكً أن المبلغ المدفوع تم به شراء عبد في صورة موظف استقبال أو نادل مطعم أو دليل سياحي. الناس في كل أنحاء المعمورة تحب من يحترمها ويحسن إليها والتعامل معها لا من يمن عليها أو يستهتر بها أو يسيئ إليها.