أقلام

المشاركة الحضورية بالمناسبات وتباعد المسافات

أمير الصالح

شهر ربيع الأول من كل عام هجري جديد هو موسم انطلاق الموجة الأولى للأعراس في حواضر المنطقة التي أعيش فيها؛ وبشكل مارثوني مُلفت تُسجل انعقاد عشرات المناسبات المتعلقة بالاقتران، كعقد قران وزفاف في ذات الليلة من عطلة نهاية الأسبوع لذات الشهر (الخميس مساء والجمعة مساء). وغالبية الرجال والنساء ذوي العلاقات الاجتماعية والوجهاء والمتواصلين والمشاركين اجتماعيًّا تاتيهم عدة دعوات سواء زفاف أو مشروع طلب يد فتاة (خطبة) أو حفل عقد قِران. ومواعيد تلكم الدعوات متقاطعة في الزمان أي نفس الليلة ومتباعدة في المسافات أي أنها تتم في مدن متباعدة.

حوار

تُعقد ثلاثة أيام مفتوحة لقبول التعزية، فيكون هناك هامش وقت كبير ومتاح لأكبر عدد من الناس لتقديم واجب المواساة والتخفيف على أهل المصاب وسلوانهم وتعزيتهم. الزفاف سابقًا يعقد لمدة سبع أيام. في أيامنا هذه مناسبات الزفاف حيث الأفراح، تنعقد في ليلة واحدة وتندرج بها جملة انشطة منها التبريكات واستجابة دعوة وليمة الداعي ومصافحة كل الحضور من أهل المناسبة بعد الاصطفاف في طوابير متعددة الأطوال والمرور على ابناء المجتمع والأصدقاء بالمصافحة والتهنئة وتجديد عهد بالبعض ممن ندر اللقاء به بسبب اختلاف مدن العمل والإقامة، وكون معظم دعوات الزفاف تاتي زرافات زرافات في نوافذ زمنية محدودة فإن عدد ليس بالقليل من المدعويين المتفاعلين مع الدعوات يحرصون على المشاركة الحضورية والاستجابة التفاعلية مع كل دعوة تصلهم. فيكون بعض المدعويين تحت ضغط شديد في إدارة الوقت لحضور كل تلكم الدعوات المتباعدة مكانًا أي في عدة صالات أفراح والمتطابقة زمانًا أي أنهن في نافذة وقت محدد تمتد من الساعة ٨:٠٠ مساءً حتى ١١:٠٠ مساءً من ذات الليلة!! لك ايضا أن تتخيل أحوال بعض المدعويين الحريصين على الاستجابة لكل دعوة تاتيهم إن كانت الدعوات التي وصلتهم في مدن مختلفة كدعوة زفاف بمدينة الدمام وأخرى بمدينة الأحساء بتباعد مسافة بين الصالات تفوق ١٦٠ كم. والمشهد يكون اكثر صعوبة على المدعو المتفاعل ذي الحضور الملحوظ أنه كانت وجهت له عدة دعوات لذات الليلة من عدة أحباء وأعزاء وأقارب في مدن متباعدة وصالات أفراح متفرقة.

الحلول المقترحة:

اعتمدت بعض المجتمعات التبريكات والتعزيات عبر الاتصال الهاتفي أو البرقية أو رسائل نصية أو رسائل تطبيق الواتس آب، إلا أن بعض أعضاء بعض المجتمعات لم ولن يقبلون بذلك. إن عقد مكالمة هاتفية أو إرسال رسالة نصية لن توفي بحق الوفاء للعلاقة الممتدة عقود إلا اذا صاحب الاتصال مصاب بوعكة صحية، أو مسافر، أو طاعن بالسن ملازم للفراش، أو حجبت إمكانية التنقل للوصول بسلام هطول أمطار غزيرة/ رياح وأغبرة شديدة. وبات معلومًا لدى البعض ونظرًا لقوة الوشائج الاجتماعية بداخل بعض المجتمعات كالأحسائين وغيرهم أن إدارة الحضور في عدة مناسبات واقعة في ذات الليلة بداخل نافذة زمنية محدودة معظلة وجب تسليط الضوء عليها لمعالجتها باريحية و بعيدا عن أية مزايدات أو عتاب أو تشره.

١ – أقترح على شركات النقل الجوية (أديل/ فلاي ناس/ الخطوط السعودية)، وشركة السكك الحديدية وشركة النقل العام (سابتكو) بزيادة موسمية لعدد الرحلات/ تدشين رحلات بين المدن المعروفة بأن لديها خاصية توأمة المدن مثل مدينتي الدمام والأحساء أو مدينتي الرياض والقصيم أو مدينتي جدة ومكة المكرمة، وبشكل موسمي يتناسب والأحداث. على سبيل المثال في مواسم الزواجات المتكررة سنويًّا وتوازيخها حسب ملاحظاتي هي: ما بعد ثلث شهر ربيع الأول وأثناء وبعد منتصف شهر شعبان وأواخر شهر ذي الحجة.

٢- أقترح على الأهالي ذوي الحضور الجغرافي المتباعد بعقد مرحلتين للزفاف وتشمل مرحلة ضيافة الجذور (مدينة مسقط رأس العائلة حيث كبار السن) ومرحلة استضافة الفروع (مدينة إقامة الزوج في الفترة الحالية حيث الغالبية من الشباب الموظفين) وبشكل مدروس وضمن نطاق الميزانية المعتمدة للضيافة بالزفاف/ المناسبة

٣- اعتماد آلية فتح باب التبريكات للزفاف في اليوم الثاني (عصرًا ومساءً) لمن لديهم حرص شديد على استقبال التهاني والتبريكات الحضورية.

٤- كسر موروث التشره والعتاب على من لا يسعفه الوقت في الاستجابة للدعوة حضوريًّا بسبب ضيق الوقت وتباعد المسافات والاكتفاء بالرسائل النصية/ المكالمات الهاتفية.

٥- إعادة تفعيل الزواجات الجماعية فإنها أكثر فعالية في إدارة الوقت والمال والجهود

٦- تقليل تفويج المناسبات السعيدة في أطر اختناقات زمنية محدودة وتركيزها في مناسبة واحدة أي حفلة الزفاف بدل انعقاد أربع حفلات بعناوين مختلفة (حفلة ليلة حنة/ حفلة ليلة ملكة/ حفلة شبكة/ حفلة توديع عزوبية… الخ )

٧- إعادة هندسة المناسبات الاجتماعية بشكل أكثر فعالية عبر حوارات اجتماعية هادفة لإيجاد حلول فعالة تراعي عوامل تباعد الأماكن وسلم الأولويات وظروف الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى