السرير بألف ريال في شقق المغتربين

بشائر: عدنان الغزال
أقدم بعض السماسرة، على استغلال حاجة الطلاب والطالبات المغتربين للسكن، وعرضوا شققًا مشتركة بأسعار مرتفعة، وصلت مع بدء العام الجامعي الجديد 1447هـ في بعض الحالات إلى فرض مبلغ 1000 ريال شهريًا على الطالب أو الطالبة مقابل توفير سرير في شقة جماعية.
ممارسات استغلالية
من جانبه تحفظ المسؤول المالي بجمعية «آفاق» بالأحساء، المشرف على مبادرة الجمعية في مساعدة الطلبة المغتربين، مرتضى الزيد، على تلك الممارسات، وقال الزيد لـ«الوطن»: إننا نعتبر هذه الممارسات استغلالية، تتعارض مع قيم التكافل، لذلك فإن مبادرتنا جاءت لتضع حدًا لهذه الممارسات، من خلال توفير مساكن آمنة ومجانية أو بتكاليف رمزية عادلة بمختلف المناطق، تضمن للطالب والطالبة الكرامة والطمأنينة، وتعينهم على التفرغ للتحصيل العلمي دون أن يكونوا ضحايا لجشع بعض ضعاف النفوس.
منصة إيجار
أوضح الزيد، أن مبادرة الجمعية، وضع حزمة إجراءات لضمان جودة السكن ورفاهية الطلبة، من بينها: توجيه الطلبة إلى عدم تحويل أي مبالغ مالية إلا من خلال «منصة» إيجار، والتأكيد على المعاينة الشخصية للعقار قبل التوقيع أو الدفع، وتفعيل دور الطلبة داخل مجموعات «الواتساب» في المنطقة أو المحافظة أو المدينة الواحدة في تبادل تقييمات السكن، والإبلاغ عن أي مخالفة أو عملية احتيال، مضيفًا أن من بين أبرز التحديات التي تواجهها الجمعية في توفير السكن للطلبة المغتربين، ظهور الحسابات الوهمية والوسطاء غير الرسميين، إضافة إلى صعوبة الوصول للمعلومة الدقيقة في بعض المناطق، وقلة العروض السكنية في المدن الجامعية الصغيرة.
القلق والاضطراب
شدد الزيد، على أن هناك تأثيرات إيجابية في توفير السكن الملائم على حياة الطلبة المغتربين، وينعكس بشكل مباشر على استقرار الطالب النفسي والأكاديمي، ورصدت المبادرة حالات كثيرة لطلاب انتقلوا من حالة القلق والاضطراب إلى الثبات والتميّز بمجرد حصولهم على سكن مناسب وآمن، ويتم قياس نجاح مبادرة الجمعية في توفير السكن للطلبة المغتربين من خلال تزايد عدد المستفيدين الفعليين، إذ تجاوز الـ20 ألفًا من الطلاب والطالبات في مختلف المناطق، وانخفاض حالات الاحتيال والشكاوى بعد تطبيق نظام إشرافي صارم، والملاحظات الإيجابية الواردة من المستفيدين بعد استقرارهم.
سكن مجاني
استشهد الزيد ببادرة إنسانية كريمة تعبّر عن روح العطاء والتكافل الاجتماعي، إذ تبرّع «فاعل خير»، بتحمّل تكلفة إيجار شقة سكنية كاملة في المحافظة، وذلك بعد أن اطّلع بنفسه على الأعباء المالية التي تثقل كاهل الطالبات اليتيمات والمشمولات بالضمان الاجتماعي.
وجاء هذا العطاء السخي ليخفف عنهن هموم الإيجار ويوفّر لهن بيئة مستقرة تساعدهن على متابعة مسيرتهن التعليمية بهدوء واطمئنان، وتمكّنت 3 طالبات من خارج الأحساء «جميعهن من مستفيدات الضمان الاجتماعي» من الانتقال إلى السكن المجاني، ليحظين بمكان آمن يوفّر لهن الراحة والخصوصية، ويمكّنهن من التفرغ للتحصيل العلمي دون انشغال بأعباء السكن ومصاريفه، لافتًا إلى أن هذه الخطوة المباركة، تجسد أسمى معاني المسؤولية الاجتماعية، وتبرز أثر العمل الخيري في دعم فئة من فئات المجتمع؛ إذ لا يقتصر أثرها على تلبية الحاجة المعيشية فحسب، بل تمتد لتغرس في نفوس الطالبات الأمل وتمنحهن دافعًا للاستمرار نحو مستقبل أفضل.
خطة مستقبلية لتوسيع نطاق الخدمات
– إطلاق دليل «سكني» إلكتروني محدث لكل جامعة
– تفعيل منصة إلكترونية موحدة تجمع العروض الموثوقة
– إبرام شراكات مع منصات عقارية موثوقة
– توسيع دائرة الوصول للطلاب
– تعزيز الموثوقية في العروض السكنية
– توفير حلول مستدامة بدلًا من الحلول المؤقتة
– رفع كفاءة العمل التطوعي عبر توزيع المهام على جهات متخصصة