مازلنا نعيش مع النبي (ص) برمزية النبوة وليس بحقيقة الذات العظيمة

الشيخ حسين البيات
– لماذا لا نبحث عن حقيقة النبي (ص) لنتعرف على ميزاته الخاصة؟
– لماذا نحلق في السيرة دون ان نربط تلك السيرة وعظمتها بمحركها وموجهها؟
– اننا نعيش مع رمزية النبي (ص) لكننا لا نغوص في أعماق وجوده المبارك
منذ ان تبعثرت اوراق التاريخ حتى اختفت معه مزايا النبي (صلى الله عليه واله) وميزاته فغابت كل خطبه الا القليل جدا منها، وكلماته وادعيته، وأصبحت شخصيته لا تبرز الا بين سيرة مجتمع وهو احد تلكم الأشخاص الذين يذكرهم التاريخ واذا اردنا الحديث عن نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله) استعرضنا شُعب ابي طالب وبدر وأحد ويوم الإنذار وغار حراء … وتستمر قصة البحث في حياة النبي (صلى الله عليه واله) دون ان تكون الانطلاقة الأولى هي ذاته وحقيقته وميزاته بحيث يكون مقصدنا الأول هو معرفة الذات وحقيقتها وعوارضها ثم ننتقل الى مواقفه وسيرته وما يلزم من تلك المواقف،
وان شئت فلنستعرض كل تلك السيرة ونتحدث عن حقيقته ومن الجيد ان نتوقف مع كل حدث لنستخرج دلالتها الوصفية المتعلقة به (صلى الله عليه واله).
النبي محمد (صلى الله عليه واله) هو افضل مخلوق اكرمه الله بحبه وقربه ونبوته وخاتميته فلا نبي بعده وكل من كان قبله فهم اقل منه شأنا ومرتبة وقدرا سواء منهم الأنبياء او الرسل او عظماء اقوامهم، وهذا يعني ان كل صفة يمكن ان يوصف بها احد بما يجعله متفوقا سواء كانت صفات وميزات دنيوية او اخروية فنبي الرحمة محمد (ص) هو سيده واعلى منه مراتب،
والصفة الأخرى هي ميزة الخلق العظيم كما وصفه رب العالمين “وانك لعلى خلق عظيم” وهي تختصر كل صفة خلقية لا يضاهيه فيها احد من العالمين لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يوجد وصف يفوق لفظة عظيم لمعنى الخلق حيث اطلق الموصوف بما يشمل كل صفة وكل ميزة يمكن ان يتصورها الانسان فخلقه (صلى الله عليه واله) اعظم وكل صفة يمكن ان يتسامح فيها الناس بما تعتبر حالة اضطرارية فانها لا تعتبر كذلك بالنسبة للنبي (صلى الله عليه واله) بمعنى ان خلق النبي ليست نسبية تختلف باختلاف الوضع والوقت والمناسبة، وكل موضوع ينسب اليه بما يعد حالة استثنائية فان اطلاق الصفة على الموصوف يمنع ذلك فلا يمكن قبول ما يقلل عظمة خلقه بحقه وان تأولها بعض اهل العلم بكونه لا يضر بمقامه.
وهناك صفات عرف بها كالصادق الأمين حينما ارادت قريش وضع الحجر الأسود في مكانه بعد إعادة بناء الكعبة بعد السيل واختلفوا في من تكون له زعامة وميزات وضعه فارتضوه (صلى الله عليه واله) بقولهم جاء الصادق الأمين،
وكل الصفات الأخلاقية تتفرع من لفظة “خلق عظيم” فان وصفته بالشجاعة والكرم والصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، والعفو، والتواضع، والحلم، والصبر، والعدل، والعفة والمروءة والحياء ،،،، فهو يمثل قمتها ومثاليتها المطلقة وليس نسبيا.
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في الأولينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في الاخِرينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في المَلا الاعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في المُرْسَلينَ ، اللَّهُمَّ أعْطِ مُحَمَّداً الوَسيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبيرَةَ).