بشائر المعرفة

الذكاء الاصطناعي يفشل في لغة الجسد

بشائر: عدنان الغزال

أكد «خبير» سعودي، متخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فشل الذكاء الاصطناعي في قراءة لغة الجسد وتعبيرات الوجه، هذه القدرة ضرورية لفهم المشاعر الحقيقية للآخرين والاستجابة لها بشكل مناسب، وأن التفاعل مع الآلات لا يوفر هذه الفرصة للممارسة، وكذلك فشله في فهم المشاعر البشرية، إذ يفتقر الذكاء الاصطناعي، بطبيعته، إلى الفهم العميق لما يعنيه أن تكون إنسانًا، بما في ذلك المعايير الاجتماعية والثقافية التي توجه تفاعلاتنا، وهذا النقص في الفهم يؤثر على قدرة الأفراد الذين يعتمدون بشكل مفرط عليه.

تراجع التعاطف

أبان الخبير علي الخلاص، أن الذكاء الاصطناعي، بات شاهدًا على تآكل مهارات اجتماعية وتعاطف، وهما حجر الزاوية في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة، ولكن مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تبرز مخاوف جدية بشأن تدهور هذه المهارات الأساسية، وتراجع التعاطف، عندما تُتخذ القرارات أو تُحل المشكلات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، قد يقلل ذلك من الحاجة إلى فهم مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم، مما يؤدي إلى تراجع القدرة على التعاطف، بالإضافة إلى ضعف التفكير النقدي، إذ أن الاعتماد المفرط على توصيات أو حلول الذكاء الاصطناعي، قد يقلل من حاجة الأفراد إلى التفكير النقدي، وتحليل المعلومات بأنفسهم، مما يؤثر على قدرتهم على اتخاذ قرارات مستقلة ومدروسة في سياقات اجتماعية، مبينًا أن قد يبرع الذكاء الاصطناعي في الحساب والتحليل، لكنه سيظل عاجزًا عن احتضان المشاعر أو قراءة العيون.

الشعور بالانتماء

قال الخلاص: لا تقتصر مخاطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي على الأفراد فحسب، بل تمتد لتؤثر على العلاقات في أماكن العمل والروابط الأسرية، مما يهدد التماسك المجتمعي ككل، وأن تأثير الذكاء الاصطناعي على بيئة العمل، يمكن أن يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الاحتكاك البشري بين الزملاء، فعندما تُحل المهام المعقدة بواسطة الأنظمة الذكية، أو عندما تُستخدم أدوات التواصل الاصطناعي بدلاً من التفاعلات المباشرة، تقل فرص بناء العلاقات المهنية القوية، مما يقلل من الشعور بالانتماء ويضعف الترابط بين الزملاء، وعلى صعيد تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الأسرية، فإن الإدمان على الأجهزة الذكية والتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، قد يقلل من الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، هذا التراجع في التفاعل المباشر يمكن أن يؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية، وصعوبة في حل المشكلات الأسرية بشكل مشترك، وحتى تزايد المشاكل النفسية والاجتماعية التي تنشأ عن نقص التواصل العاطفي الفعال، ويبقى الذكاء الاصطناعي أداة نافعة إذا أحسنّا استخدامها، لكنه قد يتحول إلى خطر على تماسكنا الاجتماعي إن تركناه يحل محل التفاعل البشري، وإن الحفاظ على مساحة للتواصل المباشر في العمل والأسرة هو الضمانة الحقيقية لبقاء الروابط الإنسانية قوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى