كيف نحمي عظام الأطفال من مخاطر النقص الغذائي في ظل التغذية النباتية

د. حجي الزويد – مقال مترجم بتصرف
مقدمة :
الدراسة تدعم أن:
الأطعمة المدعّمة والمكمّلات الغذائية مفتاح لصحة العظام في الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة.
التخطيط الذكي للنظام النباتي يحافظ على نمو العظام وصحة الطفل.
التدعيم الغذائي والمكمّلات: درع أساسي لحماية عظام الأطفال النباتيين.
أجرَت دراسة MIRA2 في جامعة هلسنكي بحثًا حول أيض العظام ومدى تناول العناصر الغذائية الأساسية لصحة العظام مثل الكالسيوم، فيتامين د، والبروتين. شملت الدراسة أطفالًا تتراوح أعمارهم بين سنتين وسبع سنوات يعيشون في هلسنكي ويتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صرفًا (Vegan) أو نباتيًا (Vegetarian) أو لاحمًا (Omnivorous)، إضافة إلى أولياء أمورهم.
إضاءات تعريفية:
•النباتي الصرف (Vegan): لا يتناول أية منتجات حيوانية إطلاقًا.
• النباتي (Vegetarian): يمتنع عن اللحوم ولكنه قد يتناول الحليب أو البيض.
• اللاحم (Omnivorous): يتناول النباتات والمنتجات الحيوانية معًا. أي أن الشخص الذي يتناول كل أنواع الطعام:
• أطعمة نباتية (خضار، فواكه، حبوب…)
•وأطعمة حيوانية (لحوم، دواجن، أسماك، منتجات ألبان، بيض…)
المارغرين (Margarine) هو نوع من الدهون القابلة للدهن يُستخدم عادةً بديلًا عن الزبدة.
صفاته :
• يُصنع غالبًا من زيوت نباتية (مثل زيت دوار الشمس أو الصويا).
• قد يُدعّم بفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين A.
• يُستخدم في الدهن على الخبز أو في الطبخ والخبز (مثل الزبدة).
الفرق بين المرغرين والزبدة:
• الزبدة أصلها حيواني (من حليب البقر).
• المارغرين أصله نباتي (زيوت نباتية مهدرجة أو معالجة).
في فنلندا وأوروبا عمومًا، المارغرين يُعد مصدرًا مهمًا لفيتامين د لأنهم يضيفونه إليه بشكل إلزامي تقريبًا.
نُشرت النتائج في مجلة European Journal of Nutrition.
النتائج الرئيسة للدراسة:
• الأطفال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صرفًا التزموا تقريبًا بشكل كامل بتوصيات استهلاك المكمّلات الغذائية والأطعمة المدعّمة، وكان لديهم مدخول كافٍ من فيتامين د والكالسيوم.
• الأطفال النباتيون الصرف حصلوا على فيتامين د أكثر من نظرائهم الذين يتبعون نظامًا نباتيًا أو لاحمًا، بسبب تناولهم لمكمّلات فيتامين د بجرعات أعلى.
• في المتوسط، كان مستوى فيتامين د في الدم مناسبًا في جميع المجموعات الغذائية.
• عند البالغين: الأنظمة الأكثر اعتمادًا على النباتات ارتبطت بارتفاع في مؤشرات تكوّن العظام وتحلّلها (bone formation & resorption markers)، مما قد يدل على تسارع أيض العظام.
• عند الأطفال: الأنظمة الأكثر اعتمادًا على النباتات ارتبطت بارتفاع تركيز هرمون الغدة الجاردرقية (PTH) الذي يرتبط بزيادة تحلّل العظام. إلا أن الأهمية السريرية لهذه الملاحظات لا تزال غير واضحة.
أهمية الأطعمة المدعّمة:
تقول الدكتورة سوفي إيتكونن، كلية الزراعة والغابات، جامعة هلسنكي:
“الكالسيوم الموجود طبيعيًا في الأطعمة النباتية ضعيف الامتصاص نسبيًا. ولهذا فإن الانتشار الواسع لتدعيم بدائل الألبان النباتية بفيتامين د والكالسيوم في فنلندا يعد أمرًا مهمًا لضمان كفاية هذه العناصر لدى النباتيين الصرف، وبالتالي لصحة عظامهم.”
• كثير من الدراسات الدولية أبدت قلقًا من التأثيرات السلبية المحتملة للنظام النباتي الصرف على صحة العظام، لكنها أُجريت غالبًا في مجتمعات يكون فيها استهلاك فيتامين د منخفضًا، وتتوافر فيها خيارات نباتية محدودة، مع قلة انتشار الأطعمة المدعّمة والمكمّلات.
الأنظمة الغذائية النباتية تحتاج تخطيطًا دقيقًا، خاصة للأطفال:
• وُجد أن النباتيين والنباتيين الصرف يتناولون بروتينًا أقل مقارنة باللاحمين، رغم أنه كان مقبولًا بالمتوسط.
• قد يفسّر ذلك جزئيًا أن البروتين النباتي أقل امتصاصًا، وله تركيبة مختلفة من الأحماض الأمينية مقارنة بالحيواني، مما قد يفسر بعض الفروقات في أيض العظام.
• الباحثون سيواصلون دراسة مدخول الأحماض الأمينية لدى المشاركين وتركيب البروتينات النباتية.
ملاحظة : الدراسة أُجريت في هلسنكي، حيث يتوفر الطعام النباتي بشكل واسع حتى في حضانات الأطفال، والأهالي مطّلعون جيدًا على الإرشادات الخاصة بفيتامين د والأطعمة المدعّمة. تقول إيتكونن:
“الناس في منطقة العاصمة هلسنكي يعيشون في ما يشبه الفقاعة النباتية. لذا يجب أن نتذكّر أن نتائج هذه الدراسة قد لا تنطبق مباشرة على باقي المناطق أو الدول.”
التوصيات الغذائية الرسمية:
•ُالتوصيات الحديثة تؤكد على النظام الغذائي النباتي بالدرجة الأولى، مع تقييد استهلاك اللحوم، والاعتدال في استهلاك الحليب.
• عند استبعاد أي نوع غذائي تمامًا، يجب استبداله بخيارات بديلة شاملة غذائيًا.
• عند التخطيط لنظام نباتي للأطفال والمراهقين، من المهم زيارة أخصائي تغذية مسجل.
نصائح لصحة العظام في النظام النباتي:
• اختيار مشروبات نباتية ومنتجات مشابهة للزبادي مدعّمة بالكالسيوم وفيتامين د.
• إعطاء الأطفال مكمّل يومي من فيتامين د طوال العام.
• إذا لم يحتوي النظام الغذائي اليومي على مارغرين أو منتجات ألبان أو مشروبات نباتية مدعّمة بفيتامين د، ولم يتم تناول السمك ٢–٣ مرات أسبوعيًا، يجب التأكد من تناول مكمّل فيتامين د خاصة في الشتاء.
• بين النباتيين الصرف، الحاجة للمكملات أكثر شيوعًا.
ملاحظات مستقبلية:
الدراسة ستنشر لاحقًا نتائج إضافية حول أيض الدهون، علم الميتابولومكس، ومدخول عناصر غذائية أخرى.
More information: Suvi T. Itkonen et al, Bone and mineral metabolism in 2–7-year-old Finnish children and their caregivers following vegan, vegetarian, and omnivorous diets, European Journal of Nutrition (2025). DOI: 10.1007/s00394-025-03758-y