اليوم الوطني السعودي 95: عزنا بطبعنا… وطن يفخر بماضيه ويصنع مستقبله

محمد المري
يأتي الخامس والتسعون من عمر الوطن، فيشرق على القلوب بوهج العزة ويضيء الأرواح بوميض الانتماء. إنه اليوم الذي لا يُقاس بساعات، بل يُقاس بتاريخ، ولا يُحتفل به كذكرى عابرة، بل كتجديدٍ لوعدٍ أبدي بين الأرض وأبنائها.
تحت شعار هذا العام “عزنا بطبعنا”، تتجسد هوية السعوديين كما لو أنها نقش أصيل على جبين الزمن؛ عزٌّ لا يُستعار من الآخرين، ولا يُقاس بما نملك من ثروات أو بما نشيّد من منجزات، بل هو طبعٌ فطري يسكن أرواحنا منذ أن وُلدنا على هذه الأرض المباركة.
حين نعود إلى البدايات، نلمح صورة الملك المؤسس عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وهو يرسم بخطى ثابتة ملامح وطن، يجمع شتاته من قلب الصحراء ليبني دولة لم يعرف لها التاريخ مثيلًا في تماسكها وشموخها. ومن تلك اللحظة، انطلق السرد العظيم لمسيرة وطنٍ، تحمله الأجيال واحدًا تلو الآخر، فيزيد بريقه توهجًا وقوته صلابة.
واليوم، ونحن نعيش في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – يتسع الحلم، وتزهر الأرض، وتعلو الطموحات حتى تلامس عنان السماء. في كل مشروع يُنجز، وفي كل رؤية تُجسّد، وفي كل ابتسامة يخطّها المستقبل على وجوه شباب الوطن، نقرأ ذات العبارة: “عزنا بطبعنا”.
إن اليوم الوطني ليس لحظة فرحٍ فقط، بل هو مساحة تأملٍ عميق؛ نرى فيه كيف استحال الأمس إلى حاضرٍ يزهو، وكيف يتحوّل الحاضر إلى مستقبلٍ يُبشّر بمكانة تليق بالمملكة بين أمم الأرض.
في الخامس والتسعين، نرفع الأعلام وننثر القصائد ونغني للوطن، ولكن أبهى الاحتفالات هي تلك التي تسكن القلوب، حين يخفق قلب كل مواطن بحبٍ صادق، ويشعر أن الأرض التي يمشي عليها ليست مجرد تراب، بل تاريخ ومجد وكرامة.
وهكذا، يبقى اليوم الوطني السعودي مناسبة لا تعرف الانطفاء، لأن نوره مستمد من عزيمة أمة، وإيمان قيادة، ووفاء شعب. ويبقى الشعار صادقًا في جوهره: “عزنا بطبعنا”، عزٌّ لا يزول، ومجد لا يلين، ووطن باقٍ ما بقيت الحياة.