أقلام

صحن الغداء سبب الطلاق

أنور أحمد

قد يبدو الأمر تافهًا… وجبة غداء لم تُحضَّر في وقتها، أو ملح زاد في الطعام، أو كوب ماء نُسي على الطاولة.

ولكن خلف هذه التفاصيل الصغيرة قد تُختبئ شرارة قادرة على إشعال بيت كامل. ليس لأن المشكلة عظيمة، بل لأن إدارة المشكلة غابت، واندفع الغضب بلا لجام.

ومن واقعنا أنقل لكم هذه القصة:

دعا رجل صديقه العزيز على الغداء بعد أن اتفق مع زوجته مسبقًا. حضر الضيف مرحِّبًا ومسرورًا بقبول الدعوة، فأجلسه الزوج في المجلس ثم ذهب ليخبر زوجته بوصوله. ولكنه فوجئ بها نائمة… لم تُعد الطعام، ولم تستعد لاستقبال الضيف.

اشتعل غضبه في لحظة!

ارتفعت الأصوات بينه وبين زوجته، تبادلا الاتهامات: تقصير، إهمال، سوء تدبير… حتى نسي الزوج أن ضيفه في المجلس يسمع كل شيء.

حين تذكّر ضيفه، أسرع إليه، ولكنه لم يجده! شعر بحرج شديد، وظن أن صديقه غادر بعد أن سمع المشادة. وبينما هو غارق في التفكير، دخل الضيف مبتسمًا، قائلًا:

– “ذهبت لسيارتي لأحضر بعض حاجياتي. ولكن لدي طلب، أرجو أن لا ترفضه.”

– “تفضل يا صديقي.”

– “سمعت كثيرًا عن مطعم يقدم أطباقًا مميزة، وددت لو نخرج لنتناول الغداء هناك. في الحقيقة كنت أنوي اقتراح ذلك قبل أن نأتي، ولكن خشيت أن تظن أنني لا أريد أن أكون ضيفك.”

التقط الزوج أنفاسه وقال بارتياح:

– “على الرحب والسعة، أنت ضيفي أينما شئت.”

هكذا أدار الصديق الموقف بحكمة… لم يزد النار اشتعالًا، بل أطفأها بابتسامة واقتراح بسيط. أما الزوج، فقد تعلّم أن يكظم غيظه، ويترك للوقت فرصة حتى لا يتحول الخلاف الصغير إلى طلاق كبير.

لنعتبر قبل أن نكون عبرة للأخرين:

هذه القصة ليست غريبة، بل تتكرر كثيرًا. وكم من بيت تهدم ليس بسبب مشكلة حقيقية، بل بسبب سوء إدارة المشكلة وترك الغضب يقود القرار.

إدارة الخلافات الأسرية تحتاج إلى:

• هدوء وتجنّب الانفعال.

• اختيار الوقت المناسب للنقاش.

• التسامح والاعتذار عند الخطأ.

• التركيز على الحل لا على تبادل التهم.

• التحكم في ردود الأفعال قبل أن تتحكم فينا.

الحكمة:

المشاكل مثل الأبواب المغلقة… قد نحاول فتحها بالقوة فنؤذي أنفسنا، ثم نكتشف أنها تُفتح في الاتجاه الآخر بكل بساطة.

وكما قال الدكتور إبراهيم الفقي:

“أحيانًا نحاول فتح الباب… فنفشل، فندفعه بقوة ونتألم، ثم نكتشف أنه يُفتح في الاتجاه الآخر… فنضحك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى