
عواطف الجعفر
في داخل كل إنسان منجم خفي، يخبئ ذهبًا أصيلًا غطّته الشوائب حتى غاب بريقه.
فأصبحت المشاعر أحيانًا فوضى، وتارةً غامضة يكسوها الكتمان والحزن،
فتقودنا إلى الغرق في السطحية:
سطحية مشاعر،
سطحية أفكار،
سطحية سلوك…
وتارةً أخرى، تزدهر تلك المشاعر كالنور، في الحب والفرح،
فتغدو كطفلة تمشي بخجل، تعلو شفتيها ابتسامة بريئة،
وتلمع بهدوء كالقمر حين يسرق الأبصار بجماله.
أتدري ما هو ذاك الذهب؟
إنها روحك النقية، الشفافة، الحنونة، ذات المصداقية في الفكر، وحسن الخُلق في الداخل والخارج.وفي كل مجالات الحياة ومع كل طبقات الناس المختلفة بقصد القربة لله تعالى وليس من أجل مصلحة أو دافع أخر.
ولكن يبقى السؤال: لماذا هذه الفوضى التي تحجب بريق روحك؟
قبل أن تجيب، عليك أن تمتلك عزيمة الإرادة لتغوص في أعماقك،
فتكشف سر ذهبك وخصائصه ومميزاته.
ذلك الذهب الذي أودعه الله في قلب كل إنسان نقيًا، ناعمًا، جميلًا.
فإن كانت لديك الرغبة الحقيقية في الغوص إلى داخلك،
ستصل حتمًا إلى الإجابة،
وستدرك معنى أن يكون الإنسان حكيمًا هادئًا،وناجحًا
يتنقل بين أرض الغموض وأرض الوضوح في اللحظة ذاتها
والتنقل بين الجميل والأجمل
وبين الراحة والسكينة
والحب والعطاء
والعفو والدفع بالتي هي أحسن
فنحن في حقبة زمنية أصبح الأنسان في محتواها يشعر بالغربة مع نفسه
والأسباب لذلك كثيرة ولعل من أهمها جهل الأنسان لمعرفة عمق النفس ووتيرة التطور التكنلوجي السريع ومن باب المصداقية إن هذه الحقيقة لا يعيشها كل البشر
وإنما الغالب منهم مع أختلاف النسبة بينهم في حين نرى كل شرائع السماء تدعو الأنسان للغوص في قاع النفس وكشف الذهب وبيعه
لله تعالى لبناء مستقل دنيوي وأخروي ناجح بامتياز.