
عادل السيد حسن الحسين
هَلْ لِلْخَلِيلِ مُؤَلَّفٌ فِي الدِّينِ
أَمْ أَنَّهُ صِرْفٌ عَلَى التَّلْحِينِ
هُوَ عَالِمٌ بِفُنُونِ شِعْرٍ مُرْهَفٍ
وَعُلُومِ نَحْوٍ قَادَهَا بِاللِّينِ
وَرَعَى بُحُورَ الشِّعْرِ فِي حَانُوتِهِ
إِذْ كَانَ يَرْسُمُ وَزْنَهَا بِالْهُونِ
مِنْ رَبِّهِ مَوْهُوبُ مَعْرِفَةٍ لَهَا
جِذْرٌ بِمُصْحَفِ رَبِّنَا وَمُتُونِ
وَلَهُ كِتَابٌ فِي الْمَعَانِي رَائِدٌ
هُو (مُعْجَمُ الْعَيْنِ) الَّذِي يُغْرِينِي
فِكْرُ الْخَلِيلِ مُنَوَّعٌ بَيْنَ الْعُلُومِ-
أُصُولِهَا وَفُرُوعِهَا فِي الدِّينِ
سُئِلَ الْفَرَاهيدِيُّ يَوْمًا عَنْ عَلِيٍّ-
فِي اتِّبَاعِ طَرِيقِهِ التَّكْوِينِي
فَجَوَابُهُ إِنَّ الَّذِي لَا يَتْبَعُ-
الْأَصْحَابَ فَهْوَ الْأَصْلُ بِالتَّعْيِينِ
وَلَقَدْ رَوَى عَنْ جَعْفَرٍ، إِذْ عَاشَ فِي
أَيَّامِهِ، شَيْئًا مِنَ التَّدْوِينِ
وَرَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ سُفْيَانٍ وَعَنْ
أَيُّوبَ نَجْلِ السَّخْتِيَانِيِّ الدِّينِي
أَخْلَاقُهُ صَارَتْ وِسَامًا عَالِيًا
وَتَجَسَّدَتْ بِسُلُوكِهِ الْمَوْزُونِ
لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ خَلِيلٍ نَاسِكٍ
فِي زُهْدِهِ فِي نُبْلِهِ الْمَيْمُونِ