أقلام

التهاب اللثة (Gingivitis)، وكيف تعرف أنك مصاب به

د. حجي الزويد- مقال مترجم

هل تبدو لثتك حمراء وتنزف أحيانًا عند تنظيف الأسنان، ولكنها غير مؤلمة؟

إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون مصابًا بمرض اللثة المعروف باسم التهاب اللثة (Gingivitis).

يُعدّ التهاب اللثة من أكثر أمراض الفم الالتهابية شيوعًا، إذ يُصاب به ما بين 50% إلى 100% من البالغين والأطفال في مرحلةٍ ما من حياتهم.

والخبر الجيد هو أنه قابل للعلاج إذا اكتُشف مبكرًا، ولكن إهماله قد يؤدي إلى مرض أشدّ خطورة قد يتسبب في فقدان الأسنان.

ما شكل التهاب اللثة؟

كلمة gingivitis تعني حرفيًا “التهاب اللثة” (gingiva = اللثة، itis = التهاب).

وهو استجابة مناعية للجسم تجاه الميكروبات التي تتجمع في الطبقة اللاصقة على سطح الأسنان (البلاك).

قد تلاحظ:

• احمرارًا خفيفًا في اللثة قرب الأسنان أو بينهما،

• تورّمًا بسيطًا إلى متوسط،

• نزيفًا عند تفريش الأسنان أو استخدام الخيط.

في بعض الأحيان قد يصاحبه رائحة فم كريهة (halitosis).

يتطور الالتهاب تدريجيًا، وغالبًا يبدأ بعد عدة أيام من إهمال تنظيف الأسنان.

يكون غير مؤلم في البداية، ولكن إهماله يؤدي إلى التهاب اللثة المزمن (periodontitis)، وهو حالة تتلف فيها العظام الداعمة للأسنان مما قد يسبب تخلخلها أو سقوطها.

لماذا أُصبت بالتهاب اللثة؟

توجد عوامل عديدة تزيد من احتمال وشدة الإصابة، منها:

• سوء نظافة الفم هو السبب الرئيس.

• التغيرات الهرمونية مثل البلوغ، الدورة الشهرية، الحمل، أو استخدام موانع الحمل الفموية.

• الأمراض المزمنة مثل السكري، وسرطان الدم (اللوكيميا)، وجفاف الفم.

• بعض الأدوية التي تقلل إفراز اللعاب.

• العدوى الجرثومية أو الفيروسية أو الفطرية (مثل الهربس، والكانديدا، والزهري، والسل).

• الأورام أو النموات غير الطبيعية في اللثة (حميدة أو خبيثة).

• إصابات اللثة نتيجة تنظيف الأسنان بعنف، أو حروق من أطعمة ومشروبات ساخنة، أو تعاطي مواد مخدّرة.

هل يمكن علاجه في المنزل؟

يمكن السيطرة عليه بشكل محدود فقط إذا كان في مراحله الأولى (خلال 1–3 أيام من الأعراض).

في هذه الحالة، يكفي تنظيف الأسنان جيدًا بالفرشاة لإزالة البلاك.

أما إذا تُرك أكثر من ذلك، فسيتحوّل البلاك إلى ترسّبات صلبة (جير) لا يمكن إزالتها إلا عند طبيب الأسنان أو اختصاصي تنظيف الأسنان.

يستخدم الطبيب أدوات خاصة مثل الموجات فوق الصوتية (Ultrasonic scaler) أو الأدوات اليدوية (Manual scaler) لإزالة الجير والبلاك، وبعدها تختفي الأعراض تدريجيًا.

إذا كانت هناك أمراض مرافقة (مثل العدوى أو السكري)، يجب علاجها أيضًا حتى تتحسّن اللثة.

وقد يصف الطبيب غسول فموي خاص أو علاج دوائي لتسريع الشفاء.

هل يساعد غسول الفم؟

نعم، فهو يقلل من كمية البكتيريا في الفم، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه وحده.

يُستخدم غالبًا بعد تنظيف اللثة عند الطبيب وخلال فترة التعافي.

أشهر الأنواع هو غسول الكلورهيكسيدين (Chlorhexidine) مرتين يوميًا لمدة أسبوعين.

لكن لا يُنصح باستخدامه لفترات طويلة، لأنه قد يسبب:

• تغيّر لون الأسنان،

• تغيّر مؤقت في حاسة التذوق.

كما أن بعض أنواع الغسول تحتوي على كحول، مما قد يزيد جفاف الفم أو يسبب حرقة للأطفال، لذلك يُفضل استخدام الأنواع الخالية من الكحول.

كيف أقي نفسي من عودة التهاب اللثة؟

الوقاية هي الأساس، وتشمل:

تنظيف الأسنان مرتين يوميًا.

استخدام خيط الأسنان مرة واحدة يوميًا.

زيارة طبيب الأسنان بانتظام لاكتشاف أي مشكلة في بدايتها.

بهذه العادات البسيطة، يمكنك الحفاظ على صحة اللثة والأسنان وتجنب التهاب اللثة وأمراض الفم الأخرى.

المصدر:

https://medicalxpress.com/partners/the-conversation/

المقال منشور في موقع The Conversation، تحت رخصة المشاع الإبداعي (Creative Commons).

بقلم: ديليب شارما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى