
عدنان الغزال: الدمام
فيما تسعى جهات الاختصاص، لتسجيل «الدفة» النسائية، في قائمة التراث «العالمي» الثقافي غير المادي في اليونسكو، كحرفة يدوية، فرغت جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية من تحديد متوسط سعر الدفة «النسائية» الأحسائية بـ3700 ريال، وفق المواصفات والمقاييس ذات الجودة العالية، وتدريب وتأهيل نحو 24 سيدة للعمل على خياطتها «وهي الدفعة الأولى» لمدة 5 أشهر، وتدشين متجر إلكتروني لتسويق الدفة النسائية في الأسواق المحلية والدولية.
الهوية الوطنية
أبان رئيس مجلس إدارة الجمعية سعود القصيبي، أن إطلاق، مشروع: «إعادة صناعة الدفة النسائية»، يأتي في إطار جهود الجمعية الحثيثة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الاقتصاد المحلي، هدف إلى التدريب على الحرف اليدوية التقليدية، للإسهام في نشر هذه الحرف في المجتمع، والمشروع، حقق أهدافه، ومن بينها: الحفاظ على التراث الثقافي من خلال إحياء الحرف التقليدية ونشر الوعي بها، وخلق فرص عمل جديدة من خلال تأهيل المشاركات لبدء مشاريعهن الخاصة، مع تقديم قروض دون فوائد، وتطوير إستراتيجيات تسويقية بإنشاء متجر إلكتروني، ونشر الوعي حول التراث الثقافي، مما يعزز الفخر بالهوية الوطنية.
السويعية والماهور والسميكة
أضاف القصيبي، أن الدفة النسائية «عباءة الرأس»، من أنماطها السويعية المعروفة بالخليج العربي، والماهود المعروف في منطقة نجد، والسميكة المعروفة في مملكة البحرين إلى غيرها من النماذج، وهذا النوع من العباءات النسائية، اندثر منذ نحو 70 عامًا، وبعدها تغيرت آليات ثقافتها، وباتت مستوردة، وتداخلت مع غيرها من ثقافات. واختلفت معها كزي، وظلت عباءة الرأس النسائية المعروفة بـ«الدفة»، رمزًا للأناقة بأصول حياكة قديمة، كما لا يزال بعض النسوة، يرتدينها بصورة عامة دون تغير في ملامحها الأصلية عند الخروج من المنزل ودون زخرفة واضحة، وهي العباءة اليومية التي نراها في بعض قرى المنطقة الشرقية، والتي هي جزء من تراث وثقافة المنطقة.
زخارف متنوعة
قال: إن الدفة، لها طريقة خاصة لخياطتها، ونمط مميز في زينتها، وكانت في زمنها هي الزي المعتاد للنساء عند الخروج من المنزل، وما كان يميزها أن البعض يستخدمنها في المناسبات كالزواج والاحتفالات الخاصة، حيث تزينت بأنماط فريدة، تعبر عن مكانة صاحبها، وهي ليست بعيدة في صناعتها عن البشوت الرجالية من زخارف متنوعة، وكانت ترتديها المرأة المتزوجة، وللإهداء، وفي المناسبات الخاصة والعامة، وتصنع من خيوط الحرير أو قماش من الصوف، وتطرز بخيوط الذهب والفضة أو الزري المطعم، كمظهر عام وحسب تصميمها، كما تظل الدفة عنصرًا مهمًا في حياة الكثير من النساء، وتأتي لتعكس الثقافة المحلية كأحد رموز الهوية الوطنية الاجتماعية.