
فاضل هلال
نحن نعيش في زمن التطور والتقدم زمن حديث مختلف تمامًا عن زمننا القديم، زمن لا نعلم هل نحن قادرون على مواكبته أم عاجزون عن فهمه، زمن له آفاقه وعلومه وثقافته المختلفة. زمن ليس في الخيال والأحلام، زمن السرعة ومسابقة الوقت، زمن خلق لنا صعوبة في مجاراته وسهولة في تحقيق أهدافه زمن غريب، زمن الجيل الحديث، زمن تطورت الأسماء فيه والمسميات واختلفت فيه الآفاق والمباني والناطحات الشاهقة التي كانت تُشيد في عدد من السنوات فأصبحت تُنشأ وتُبنى في عدد من الأيام القليلة بين غمضة عين وانتباهتها. ولو رجعنا بالزمن للماضي لرأينا في أفلام الكرتون والخيال ما يتحقق في زمننا الحاضر، ولا نعلم ولا ندري أفي الزمن القريب سوف نستقل السيارات الكبسولة الذكية الطائرة كالصحون الفضائية التي لا تمتصها الجاذبية فتسقط وتظل معلقة في الهواء مع التحكم بها وتقلنا بسرعة خيالية، لا نعلم. فكما أصبحنا نسمع ونرى البعيد في أقل من جزء من الثانية بضغطة زر، ونتحدث من خلال ساعة نلبسها بمعصم اليد فتحدثنا وتتابع خُطانا ونبض قلوبنا والصحة البدنية لنا، فربما ننتقل بين البلدان البعيدة بالسرعة الموازية في المستقبل، وربما يكون هذا أمرًا طبيعيًّا جدًّا، ولا سيما في الدول المتقدمة والمتطورة علميًّا وثقافيًّا والمنتعشة اقتصاديًّا والمتمكنة ماديًّا، والحمد لله نحن نعيش في بلد يمتلك رؤية جميلة وحكيمة ومتطورة تواكب هذا التطور والتقدم وتحقيق الأهداف التي وضعت له في مدى قصير من الزمن ويسعى لتحقيقه بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، ونحن نلاحظ وبوضوح التقدم والتطور في بلادنا العزيز تحت ظل قيادتنا الرشيدة والحكيمة، والتطور الحضاري والعمراني المتقدم الذي انتشر انشار النار في الهشيم، فَحْوَل الصحاري والرمال إلى عالم مختلف مهيأ ومتطور ليتناسب مع الحياة البشرية والثقافية. وهذا الانتقال السريع في المجالات المختلفة التي سرْعت لنا تحقيق أهداف الحياة وتسهيل المعاملات بطريقة سريعة جدًّا عن السابق، فتطورت المعاملات الورقية القديمة إلى معاملات تكنولوجية حاسوبية حديثة تعتمد على العلم المتطور والمتغير، والإنسان يتعلم ليطور ويستحدث التقنيات والبرامج التي يسخرها لتطوير الحياة البشرية في جميع المجالات العلمية والثقافية كالذكاء الاصطناعي الحديث. فأين كنا وإلى أين سنمضي؟ من الواضح أن الدولة الكريمة ماضية إلى آفاق واسعة وممتدة إلى علم حديث يواكب التطور العالمي والدولي، والجميع يرى ويسمع ويشاهد ما وصلت له المملكة في الفترة الوجيزة وفي زمن قياسي جدًّا من تقدم وتغير وتطور، وهذا بفضل الأيدي التي تعمل ليلًا ونهارًا للارتقاء والتقدم ومحاربة كل ما يعرقل تطورها وتقدمها. فنحن بلد الحرمين الشريفين وبلد القرآن الكريم. بلد النور والعلم نور. ونحن إن شاء الله قادرون على تطوير العلوم والمعارف التي عجز غيرنا عن تحقيقها أو الوصول إليها، ونحن في بلادنا الحبيب وبفضل تمسكنا بالعقيدة والكتاب قادرون أن نحقق بإذن الله عز وجل الكثير من العلوم ونطورها لترتقي بالمجتمعات إلى أعلى الدرجات والثقافات.
في الختام
من الطبيعي أن تختلف الحياة وتتطور وتتقدم في الزمن الحاضر عما كانت عليه في الزمن الماضي، ولكننا إن شاء الله قادرون على أن نتغير ونطور عقولنا للأفضل لنواكب العصر الحديث ونتأقلم معه.
والحمد لله رب العالمين.