أقلام

الرضاعة الطبيعية والحليب منخفض التحسس: أيهما أكثر فاعلية في الوقاية من الحساسية؟

د. حجي الزويد

مقدمة تعريفية:

ما المراد المقصود بالحليب منخفض التحسس (HA)؟

هو حليب يُصنع من بروتين الحليب البقري بعد تفكيكه جزئيًا (Partial Hydrolysis) باستخدام إنزيمات خاصة، بحيث تُصبح جزيئات البروتين فيه أصغر حجمًا وأقل قدرة على إثارة الجهاز المناعي عند الطفل.

آلية عمله:

في الحليب العادي، تكون جزيئات البروتين (الكازين أو مصل اللبن) كبيرة، وقد يتعرّف عليها الجسم كـ”أجسام غريبة” مما يثير رد فعل تحسسي. أما في الحليب منخفض التحسس، فقد تم تجزئة البروتين جزئيًا إلى وحدات أصغر، مما يجعل الجهاز المناعي أقل احتمالًا للتفاعل معها.

ومع ذلك، فإن هذا النوع لا يُعد علاجًا للحساسية الحقيقية، بل وسيلة وقائية للأطفال المعرّضين وراثيًا للإصابة بها.

الرضاعة الطبيعية هي الأفضل والأقوى في الوقاية من الحساسية بمختلف أنواعها — الجلدية، التنفسية، أو الغذائية، بينما الحليب منخفض التحسس (HA) يُستخدم فقط كبديل ثانوي عند الضرورة عندما لا تكون الرضاعة الطبيعية ممكنة.

لإعطاء مزيد حوّل هذا الجانب.

أولًا: الرضاعة الطبيعية:

• حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة (IgA) وخلايا مناعية ومركبات تحافظ على سلامة الأمعاء.

• هذه المكونات تُدرّب جهاز مناعة الطفل على التمييز بين المواد الضارة والآمنة، فتنقص فرصة تطور الحساسية.

• دراسات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) تؤكد أن الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 4–6 أشهر تقلل من خطر الأكزيما وحساسية الحليب والربو عند الأطفال، خصوصًا عند من لديهم تاريخ عائلي للحساسية.

ثانيًا: الحليب الصناعي منخفض التحسس (HA – Hypoallergenic):

• يُعطى عندما يتعذّر الإرضاع الطبيعي أو يحتاج الطفل تغذية إضافية. هذا الحليب يحتوي على بروتينات محطمة جزئيًا (Partially hydrolyzed) لتقليل تحسس الجهاز المناعي منها.

• الدراسات تُظهر أنه قد يقلل من احتمال الحساسية عند بعض الأطفال المعرضين لها وراثيًا، ولكن تأثيره أقل بكثير من الرضاعة الطبيعية، وليس وقائيًا بشكل كامل. ويجب ملاحظة أن الحليب منخفض التحسس لا يُستخدم لعلاج الحساسية، بل للوقاية الجزئية منها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى