في ساحة العلم والمعرفة

أحمد الخرمدي
لدى كل إنسان سليم عقل فطري قادر على التفكير الصحيح، يملك حسن التصرف والاستمتاع بما منً الله عليه من النعم قال الله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا) إن حماية العقل بالعلم والمعرفة تزينه، تجعل الإنسان له مكانة كبيرة، فالعقل الناضج يبني في النفس وقاية وإيمان راسخ، فتقوى الله سبحانه وتعالى، كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام ) دواء داء القلوب وبصر عمى الأفئدة، وشفاء مرض الأجساد، وصلاح فساد الصدور، وطهور دنس الأنفس، وجلاء غشاء الأبصار.
فالقرآن الكريم حث على التعقل في عدد من الآيات، منها قوله تعالى: (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون) فالإدراك والتذكر والتفكير والتفكر، جميعها مؤشرات حسية ومعنوية، قال تعالى: (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون) وقوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا وينزل من السماء ماء فيحى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) وقوله تعالى: ( ولقد أضل منكم جبلًا كثيرًا أفلم تكونوا تعقلون).
ما أبشع على الإنسان وما أقسى، أن يساق بهواه، يتخبط يمينًا وشمالًا في ظلمة الجهل والأوهام، فالله سبحانه وتعالى أكرمه وفضله على سائر المخلوقات، وهبه العقل الذي يستنير به، يهديه إلى الطريق السليم والنهج الصحيح، وعلمه مالم يعلم قال تعالى (علم الإنسان ما لم يعلم).
في ساحة العلم والمعرفة يأتي دور العقل، يكون الإنسان مهيئًا لتجاوز الصعاب، يستخلص من الحياة كل مفيد، يسير على هدى وحكمة، يحجب عن الخطأ والجمود، فالعقل دون علم ومعرفة ودون تفكر، قد يختلط عليه أمور كثيرة، قد يمرض ويؤثر على سائر الجسد، وقد يصل الإنسان لا سمح الله إلى خيالات بعيدة عن الحقيقة وهي مجرد أوهام، ومما يؤثر على القلب والدماغ وهما المشترك بين العقل والمركزين للإدراك والإبصار والسمع، قال تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).




