نموذج استمطار مستدام في الصحاري

عدنان الغزال: الدمام
في ظلّ التسارع العالمي لمؤشرات الجفاف، وتصاعد التحديات المناخية، توصل الباحث والمخترع السعودي عبدالله البراهيم، لنموذج: «الاستمطار المستدام»، في مجال «الهندسة المناخية المستدامة»، يهدف إلى إعادة إحياء ديناميكيات المطر في المناطق الصحراوية.
تكوين السحب
أبان البراهيم، أن الفكرة الجوهرية للنظام، تقوم على مبدأ فيزيائي رصين، يتمثل في محاكاة آلية عمل الجبال الطبيعية في تكوين السحب، حيث يعمل النظام كـ«جبل حراري افتراضي»، يستغل الطاقة الشمسية لتوليد تيارات حرارية رطبة صاعدة، ترفع التيارات الرطوبة المحبوسة في الطبقات الجوية السفلى، بسبب ارتفاع الضغط الجوي وغياب التيارات الرأسية، إلى ارتفاعات أعلى حيث تبرد ويتكاثف بخار الماء مشكلًا سحبًا محلية يمكن أن تتحول إلى هطول مطري خلال فترة وجيزة، موضحًا أن فلسفة المشروع تقوم على تهيئة أسباب المطر الطبيعية، من خلال إعادة تفعيل ما اختلّ من ديناميكيات الحرارة والرطوبة في البيئات الحارة، فهو منظومة مسانِدة للطبيعة، وليست مُصادِمة لها، تستند إلى قوانين فيزيائية مستقرة وتقنيات ذكية.
الاستدامة الكاملة
أضاف أن نموذج المشروع، يتميز بعدة نقاط قوة، من بينها: يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، مما يمنحه بصمة كربونية شبه صفرية، لا يستخدم أي مواد كيميائية ضارة، معتمد في التلقيح على مواد طبيعية، تكاليف إنشائه وتشغيله منخفضة جدًا مقارنة بمشاريع الاستمطار التقليدية أو تحلية المياه، ولا يقاوم قوانين الطبيعة، بل يعمل على تفعيلها وتسريعها.




