أقلام

الهدف الأسمى من الوعي

أمير الصالح

عندما سأل احد الحضور سؤالًا عن الغاية الأسمى والثمرة الأعلى من تحصيل الوعي، أتته عدة ردود مع بعض التعليقات، ومنها:

١.تشخيص المشاكل وتعيين الخيارات وانتقاء الحلول

٢-تفعيل كل أدوات التحليل لبلوغ المراد وتحقيق الأهداف

٣-الفهم الحقيقي للأمور وتجنب العوائق والفخاخ والتضليل

٤-تحديد نوع وعمق الارتباط مع كل أشكال المحيط واتخاذ الموقف الأنسب من كل جزئية

٥-تطبيق منهج الموضوعية في كل حوار وكل قرار

٦-فهم وإدراك حقيقة الغايات المعبر عنها بالكلمات

٧-الانضباط والالتزام والحزم

٨- الحماية للنفس والأهل من مخاطر متوقعة أو قائمة أو راجحة الوقوع قبل وقوعها

٩- زيادة كفاءة الاتصال الفعال بين الناس

١٠- فرز الدين الصحيح من المزيف ( وكانوا لا يتناهون عن …)

١١- البصيرة والنجاة

هل مدعي الوعي بلغ حقيقة الوعي

ادعاء الكمال والإلمام بالوعي في كل النطاقات والمواضيع من قبل شخص واحد أمر غير واقعي. في كثير من الحقول المعرفية والإيمانية، الوعي يكون فيه عملية تراكمية وتكاملية واستقصائية مستمرة. وفي مجالات أخرى تكون إيمانية غيبية ( الإيمان بوجود الله والإيمان بيوم القيامة)، وفي مجالات أخرى تجريبية متكررة. مع شديد الأسف الكثير من الناس يقع في فخ الترند أو فخ التجييش الإعلامي، راجع كتاب “حرب الخليج ….أوهام القوة والنصر”. عندما تقرأ كتب أكثر في المجال ذاته تزداد مساحة الرؤية والضوء في معرفة الحياة وكواليسها في ذاك الموضوع. حدثني أحدهم عن توصية لقراءة كتاب: التفكير الصحيح والتفكير الأعوج، وأوصاني آخر بقراءة كتاب “المسلم الصالح والمسلم الطالح ” للممداني؛ وأرسل لي شخص ثالث ملخص لكتاب: التفكير السريع والتفكير البطيئ. هنا تساءلت: هل القراءة الأكثر تعني وعي أكبر؟!

اختطاف الوعي

الوعي أنواع ومنه: الوعي الاقتصادي، السياسي، المهني، العقاري، القانوني، التربوي، الاخلاقي، … الخ. في عالم الإعلام، الكلمات البراقة والحواراتالمنمقة والشعارات الجذابة والأضواء الساطعة والمعارض الفاخرة والتغطيات التلفزيونية الفضائية المتلاحقة تسقط أو تتساقط المصاديق أمام الاختبارات السلوكية المفصلية حيث انكشاف ازدواجبة المعايير وزيف الادعاءات لدى الكثير من الناس. فمثلًا، البهرجة الصورية لبعض أهل الوجاهة في الأسواق العالمية والأزياء الكرنفالية لبعض منتحلي التدين قد تخدع قليلي ومنعدمي الوعي فيتكبدوا خسائر مالية كبيرة أو يخسروا آخرتهم أو يخسروا دنياهم و خرتهم. والبعض قد يقع في فخاخ الحملات الدعائية من شائعات كاذبة أو تهويل نبأ محدد حيث عملية غسيل الأدمغة.

هل الجهل فضيلة

كل العقلاء يطبقون الآية الكريمة (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) لتحفيز الناس على إحراز أكبر قدر من العلم والمعرفة واستنطاق الحقائق واكتشاف أسرار الكون وامتلاك التقنيات العلمية. تفوق بعض الأمم بالمعرفة والوعي والثقافة والإنتاج جعلهم سادة الأرض اقتصاديًّا وعسكريًّا، وتخلف وجهل أمم أخرى جعلهم يعيشون على هامش التاريخ. البعض لديه طاقة محدودة في الاستيعاب وعليه يضيق مزاجه عند احتدام النقاش في العمق وبذلك البعض يفر أو يتجاهل أو يفضل البعض عدم المعرفة ببعض الأمور التي تحتاج لإلمام متين. ويروج البعض مقولة “الجاهل مرتاح “، والواقع أن الجاهل ضحية.

الوعي

الوعي على مستوى اقتصادي يعني التنمية المستدامة أو على مستوى مالي يعني الكرامة المالية وزيادة الموارد المالية أو على مستوى إدارة المشاعر يعني الذكاء العاطفي أو على مستوى إدارة شؤون الحياة تعني السعادة والمعرفة، أو على مستوى إدارة الإرادة في اتخاذ القرار فيعني صيانة الاستقلال.صيانة وحماية العقول فريضة شرعية (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) والمطلوب هو التدقيق والتحقيق والاستكشاف للحقائق (فتبينوا).

الفقه و الحكمة والوعي

” تفقهوا” إذا كان الفقه بمعنى الفهم العميق للدين وتداخلاته بالحياة والسلوك والمعاملات فهو فقه ناضج وحي وحيوي ؛ أما إذا كان الفقه المحصور في فقة العبادات بداخل دور العبادة فهو مجتزأ. في الرواية على لسان آل بيت النبي: ” العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس ” هي مصداق للحكمة والوعي والواقعية. فانعدام الرؤية المتكاملة لدى الشخص الواعي أو مدعي الوعي للحياة بلحاظ الزمان والمكان قد تؤدي لما يطابق التشخيص التالي: “لحملنا ذنوب جهالكم على علماءكم ” وهي مناشدة ومطالبة للواعين وتعنى بأهمية التوعية المحقة للمحيط البشري ولا سيما الجهال.

الوعي والتوظيف

عبر التاريخ هناك توظيفات مختلفة لبعض مدعي الثقافة من المتحدثين البارعين وبعض حملة الالقاب الأكاديمية وبعض حملة الشهادات العليا بما يخلق بلبلة وتشويش وقد نتج وينتج وعي مزيف. ولوجود تضارب مصالح بين بني البشر فحتمًا هناك مستفيد من هكذا وعي مزيف. وعليه لا بد من التحقق من المصادر والغايات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى