
رباب حسين النمر
(كانت مفلسة ومطلقة ومعنّفة أسريًا، وتسكن في بيت أختها، فكتبت بطريقة تناسب الجيل الجديد فنجحت كتبها وأصبحت أغنى كاتبة في التاريخ حتى الآن ) بهذه العبارة شد يوسف الحسن انتباه المتلقي في محاضرته التي ألقاها في مقهى كوب كتاب بالمبرز (الأحساء) هذا الأسبوع، عنوانها: (كيف نعود للقراءة).
بدأ مدير المحاضرة القاص هاني الحجي بتقديم سيرة ذاتية حول ضيفه فقال: (يوسف الحسن هندسة حاسب من جامعة البترول والمعادن. شارك في عدد من الندوات الأدبية والثقافية، وأثار عددًا من الموضوعات الأدبية والثقافية، له ثمانية إصدارات خمسمة منها حول القراءة، ولديه مشروع كتابة ألف مقالة حول القراءة أنجز منها أكثر من أربعمائة مقالة حتى الآن تحت شعار (لياقة القراءة). ويعد مشروعه فريدًا من نوعه).
ثم تبعه الحسن بتعريف الجمهور بعنوان المحاضرة وهي (العودة إلى القراءة) التي ارتكزت على مقدمة وستة محاور. وبدأ *بمقدمة* عن رواية لكاتب أمريكي (عنوانها ٤٥١ فهرنهايت)،* وهي درجة حرارة تعادل ٢٢٣ درجة مئوية، وفكرة الكتاب تقوم على أساس أن هناك مجتمعًا يحارب القراءة ويحارب الكتب، وفكرة هذا المجتمع أن تعدد الكتب ومشاربها وتوجهاتها عامل تفرقة يحدث انقسامات في المجتمع ولذلك يجب محاربة الكتب وعدم السماح لأحد باقتناء الكتاب أو قراءته، حيث يقرأ الشخص الكتب الدراسية ثم يمنع من قراءة أي كتاب ، وأي شخص يكتشف الناس أن لديه كتابًا يُحرق الكتاب ومنزل صاحب الكتاب، وبطل الرواية هو (مونتاق) يعمل في الإطفاء، ووظيفة إدارة الإطفاء هي القيام بحرق أي بيت يكتشفون به كتابًا. وتتواصل القصة مع (مونتاق) المقتنع بعمله، وأن يترك الناس سعداء بحياتهم الخاصة بعيدًا عن أي كتاب. ونسج (مونتاق) علاقة حب مع فتاة، بدأت توجه له أسئلة مباشرة: هل أنت سعيد؟ هل تقرأ كتبًا؟ فأخبرها بأنه لا يقرأ لأن القراءة ممنوعة. ومع الوقت بدأ يميل إلى الكتب. وفي إحدى المرات ذهب (مونتاق) لحرق أحد المنازل التي اتضج وجود كتب فيها، وقبل أن يحرقه تجول ليتأكد من خلو المنزل، وتبين وجود صاحبة المنزل، ورفضت الخروج من المنزل، فأخبرها أن المنزل سيحرق، وفضلت هي أن تُحرق مع المنزل والكتاب على أن تخرج وأن تترك كتبها. فأحرقت المرأة مع المنزل. وهذا الموقف جعل (مونتاق) يفكر في السر الموجود بالكتب الذي جعل هذه المرأة تفضل أن تُحرق على أن تخرج وتترك كتبها، وكان بإمكانها الخروج واقتناء كتب أخرى. ومع مرور الوقت بدأ يقتنع بضرورة قراءة الكتب، وكان عندما يذهب إلى بيت ليحرقه كان يسرق بعض الكتب ويخبئها في جيبه، ويقرأها في بيته. واكتشفت زوجته ذلك وتعاطفت معه، ثم انقلبت عليه وبلغت عنه، فنبهه رئيس الإطفاء بأنه ارتكب خطأً، ويجب أن تقوم أنت نفسك بحرق كتبك وبحرق منزلك، فنفذ ما أمره به الرئيس من حرق الكتب والمنزل، وحكم عليه بأحكام أخرى كالسجن أو القتل، فهرب إلى خارج المدينة، وتبين في البر أن هناك مجموعة تدعو نفسها (حفظة الكتب)، وكل منهم يقرأ الكتاب ويحفظه، فإذا حفظ الكتاب فلا يضر إن حُرق الكتاب، لأنه محفوظ. وفي المجموعة خبراء ومرشدون لكيفية حفظ الكتب، ولديهم أشخاصًا يحفظون الكتب الدينية، وآخرون يحفظون الكتب الفكرية، والفلسفية، ويطلقون على كل شخص اسمًا، مثلًا دارون لمن يحفظ كتب دارون، وغاندي لمن يحفظ مذكرات غاندي، وكانوا خارج المدينة ويخافون على أنفسهم. وحصلت حرب قوية وألقيت على المدينة قنبلة ذرية وأبيدت المدينة بأكملها، فعاد حفظة الكتب إليها، وكانوا يحفظون الكتب في أدمغتهم، فأخذوا يعلمون الجيل الجديد ويثقفونه بالكتب التي حفظوها. والرواية رمزية تشير إلى أن الكتب قضية جدلية يختلف عليها الناس، فمنهم من يرغب بها ومنهم من يرغب عنها، وهناك محايدون يقاطعونها بشكل نهائي.
وفي المحور الأول تناول الحسن أسباب العزوف عن القراءة في العالم، منها وجود ملهيات كثيرة مثل الإنترنت والألعاب الإلكترونية والتلفاز، وهذه الملهيات تمنع الناس من ممارسة القراءة وتسرق أوقاتهم، على صعيد العالم. وفي العالم العربي تقل مستويات القراءة قبل التطور التكنولوجي، ومع وجود وسائل الإلهاء المتنوعة ازداد الابتعاد عن القراءة، ففي بعض البلدان يقرؤون في السنة ٢٠٠ ساعة، وهناك بلدان عربية يقرؤون عشر دقائق في السنة، وهذا حسب طريقة حساب ساعات القراءة على الكتب، عدا الكتب المدرسية. وهناك إحصاءات تعتمد على عدد الكتب المطبوعة، وأخرى تعتمد على عدد الكتب المباعة، وأخرى حسب إحصاءات معينة. ومع التطور التكنولوجي بدأت تظهر إحصاءات حسب القراءة الإلكترونية.
وفي المحور الثاني اقترح الحسن خطوات العودة للقراءة وتجاوز موضوع العزوف عن القراءة،
أولها : أن نعي أهمية القراءة والعائد الذي يعود علينا منها فكريًّا وعمليًّا وصحيًّا وعلميًّا. فعندما نعي هذه العوائد حتى على الناحية الصحية، وعلى حالة السكينة والهدوء التي يمكن أن تنعكس على القارئ يمكن أن تتغير نظرتنا إلى القراءة. ولقد تغيرت النظرة إلى مفهوم القراءة لدى البعض الذي يعتقد أن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي قراءة، أو يرى أن تصفح الواتساب قراءة، والبعض يعد بعض المطالعات البسيطة قراءة، حتى قبل أن تظهر وسائل التواصل الاجتماعي كان بعض المفكرين يعتقدون أن قراءة الكتب العادية ليست قراءة حقيقية.
ثانيها : قراءة أمهات الكتب في مختلف العلوم، وهي الكتب الاساسية التي يجب أن يقراها كل إنسان في مقتبل حياته، أو إذا تقدم به العمر وإلا لا يعد قارئًا حقيقيًّا، في الأدب والشعر والتاريخ والدين، وفي مختلف الاختصاصات. وكلما بكر في قراءتها كلما انعكس ذلك على حياته المستقبلية. والآن هناك عزوف عن قراءة الكتب حتى الكتب المعتادة. وربما يتساءل شخص عندما يلاحظ أن هناك إقبال كبير على شراء الكتب ولا سيما في معارض الكتب.
“ومن تجاربي الشخصية شهدت ازدحامات كثيرة في معارض الكتب داخل المملكة وخارجها ولا سيما معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث يصطف المرتادون في صف طويل للتمكن من دخول المعرض، مع ملاحظة كثرة الشراء مما يدل على إقبال الناس على القراءة”
ثم تطرق الحسن في المحور الثالث لعدة نماذج حققت النجاح في تجارب الكتابة والقراءة
١. أنموذجً يمثله الكاتب أسامة المسلم حيث يزدحم حوله الشباب في طوابير طويلة تقف لساعات عديدة للحصول على توقيعه، وتحصل حالات من الإغماء في الصف خلال انتظار توقيعه. وفي إحدى منصات التوقيع اضطر المنظمون لإلغاء توقيع أسامة المسلم بسبب حالات التزاحم والإغماء التي حصلت في المغرب العربي. وفي معرض الرياض الدلي للكتاب في موسم العام الماضي حضرت توقيع الكاتب أسامة المسلم، كان هناك المئات من الشباب والشابات ينتظرون التوقيع، وكان عددهم لافتًا جدًّا. وفي معرض جامعة الملك فيصل بالهفوف ألقى الكاتب أسامة المسلم محاضرة ثم وقع الكتاب، ورأيت أمام منصة التوقيع طابورًا من الفتيات الصغيرات عددهن يربو على الثلاثمائة شابة ينتظرن توقيع كتاب أسامة، ومن ضمنهن كانت حفيدتي البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا، رغبة منها في توقيع الكتاب الذي كانت تمتلكه مسبقًا. وسألتها عن المدة التي قضتها في طابور الانتظار، فقالت: ساعة ونصف. وكان هناك ازدحام على دار النشر التي كانت تبيع كتبه، وكانت مرتفعة الثمن، علمًا بأنه يطبع عدة طبعات بدرجات متفاوتة الجودة ورقيًّا وطباعيًّا. إذن هناك إقبال على شراء الكتب، ويبقى السؤال: هل الناس يشترون ولا يقرؤون؟ أو يقرؤون قراءة سطحية فقط؟ والمتوقع أن هناك قراءة قل منسوبها، ولكن المشكلة الرئيسة تكمن في التوجه للقراءة، جزء منها مرتبط بالقراء، ولكن النسبة الكبرى من المشكلة تقع على عاتق الكُتاب أنفسهم، وحالة التعالي على القارئ، فبعضهم يريد الكتابة بطريقة خاصة أو طريقة قديمة التي يطلق عليها أسامة المسلم (ديناصورات الثقافة)، حيث يكتبون بطرق غير مفهومة، بينما كتب أسامة على سبيل المثال لا تتضمن مفردات صعبة، حتى على مستوى القراء صغار السن، حيث أنه يكتب بما يتناسب مع الناس، ولذلك يكون الإقبال عليه كبيرًا، والسوق يشهد لكتاباته، لذا يجب على الكتاب أن يغيروا نظرتهم إلى القراء وطريقتهم في الكتابة، لضمان وصولهم إلى القراء، وهم لو كتبوا بطريقة تناسب القارئ في هذا الزمن لأقبل عليهم الناس. وليس بالضرورة أن يهبط الكاتب لمستوى بسيط ولكن يكتب بأسلوب يستقبله القارئ بشكل مقبول. ولا بد أن نعرض نماذج ناجحة على القراء ليقبلوا على القراءة، أما إذا كان الكاتب فاشلًا فلن يرتقي كتابه في نظرهم.
٢. جي كي رولنغ كاتبة بريطانية صاحبة سلسلة روايات هاري بوتر أصبحت أغنى كاتبة في التاريخ وأصبحت أغنى من ملكة بريطانيا في ذلك الوقت، وعندما بدأت تكتب هاري بوتر كانت مفلسة، ومطلقة، ومعنفة أسريًّا، وكانت تسكن في بيت أختها، فكتبت بطريقة تناسب الجيل الجديد، فنجحت كتبها وأصبحت أغنى كاتبة في التاريخ حتى الآن. وأكثر الناس نجاحًا القراءة هي التي غيرت مسارهم. أحد الصحافيين أجرى ألف ومائتي مقابلة مع أثرياء العالم على مدى ثلاثين عامًا، ويخبر أن العامل المشترك للأثرياء هو القراءة.
٣. بيل قيتس يقرأ كل أسبوع كتابًا، وكان منذ صغره آخر من يركب السيارة هو – حسب إدلاء والده- لأنه كان يقرأ الكتب أثناء صعود أمه وإخوته السيارة.
٤. وارن باثت أغنى شخص في العالم في إحدى الفترات والآن أغنى ثاني شخص بعد إيلون ماسك. يقرأ كل يوم من ٤٠٠ حتى ٥٠٠ صفحة وكانت القراءة شغله الشاغل، وتعد فترة الإدارة قصيرة جدًّا. فكيف تمكن من تكوين الثروة؟ الفصل السادس من كتاب المستثمر الذكي هو سبب نجاحه كله.قيمة هذا الفصل ٧٢ مليار دولار. وهو رجل في التسعين من عمره، ٥. وكان إيلون ماسك يقرأ روايات الخيال العلمي حتى توجهه لتصنيع الصواريخ كان نتيجة قراءة الكتب العلمية.
.٦. مارك زوكر برق مؤسس الفيسبوك يقرأ كل أسبوعين كتابًا، ولا يزال يفعل ذلك رغم عدم حاجته، فثروته تكفيه وتكفي أولاده وأحفاده. نعرض للجيل الجديد وللناس النماذج الناجحة، وهذا يشجعهم على القراءة.
المحور الرابع كيف نشجع الناس على القراءة:
١. أن يقرؤوا ما يحبون في البداية، وليس كتب ثقيلة أو صعبة في مجال معين، بل يقرؤون ما يريدون. حتى لو كان المقروء روايات سطحية لمدة زمنية قد تمتد إلى عشرة أعوام، حتى ينجذبوا إلى القراءة، ثم يمكن توجيههم فيما بعد للقراءة في مجالات أخرى ثم يشعرون بانعكاس قراءاتهم على حياتهم.
٢. أن يتدرج القارئ من القراءة في أي موضوع، وبعد مدة يختص في جانب معين إذا كانت لديه القدرة على ذلك حتى يستطيع أن يبدع فيه.
٣. إن المزاج العام للناس قرائيًّا هو القراءات القصيرة، ولذلك كانوا يقبلون على قراءة منصة إكس محدودة عدد الأحرف، وكذلك المنصات التي ترتكز على الصوت والصورة والمقاطع المرئية تجذب الناس، هل الصورة والمقاطع المرئية مفيدة؟ نعم هي جيدة، يرى بعض المفكرين أن القراءة عملية صعبة بطبيعتها، وليس من طبيعة الإنسان أن يقرأ بل يحتاج إلى وقت للصعود. يبدأ الشخص في تهجئة الكلمات وله من العمر ستة أعوام، ولا يستطيع أن يفهم كل ما يقرؤه إلا إذا بلغ السادسة عشرة، عمر التاريخ البشري ٣٠٠ ألف عام، وعمر الكتابة خمسة آلاف عام، ولذا يتبين أن عمر الكتابة بالنسبة لعمر القراءة قصير جدًّا. الكتابة والقراءة لدى البشر لم تكن قديمة قدم التاريخ. بل عمرها قصير جدًّا. إن الخيار الأفضل المستقبلي حسب مفكرين غربيين وعرب هي أنه من الأسهل على الإنسان أن يتوجه إلى الصورة والفيديو من توجهه إلى القراءة، حتى لو كان سطحيًّا، لأن الشخص يحصل على معلومات مكثفة بشكل جيد جدًّا. عندما تقرأ من الثقافة البصرية والتصويرية يحصل على معلومات كافية، الكتاب مركز، ويستطيع المرء الحصول منه على معلومات أكثر من المقطع المرئي، ولكن مشاهدة المقاطع المرئية أكثر سهولة من تصفح الكتاب، ولذلك فالمرء حسب توجهه وتقبله وقدرته، يقرأ ورقيًّا أو بصريًّا.
المحور الخامس مشروع لياقة القراءة وهو كتابة ألف مقالة حول القراءة، حيث يستطيع المرء أن يقرأ تحت مختلف الظروف في أي وقت من الليل والنهار، ويستطيع أن يستوعب بشكل سريع، ويستمر في القراءة. لياقة القراءة مثل عضلات الرياضي يجب أن يمارس الرياضة ويقوي عضلاته ليصبح رياضيًّا. وكذلك القارئ يقرأ في البداية مواد بسيطة، ويدرب نفسه حتى يصل للمستويات الصعبة. وإلا لو قرأ منذ البداية أشياء صعبة يصبح لديه كما يصبح لدى الرياضي تمزق عضلي ولكن من نوع آخر، تمزق عضلات القراءة. لما كنت في الثامنة عشرة من عمري كنت متحمسًا للقراءة، وبدأت أقرأ كتاب فلسفتنا، ولم أفهم منه أي شيء، وحاولت أن أقرأه، ولم أستطع. والكتاب قيم جدًّا، ولكن علي أن أقرأ كتبًا قبله حتى أستطيع فهمه، فهذا سبب لي عقدة من القراءة في الحقل الفلسفي. وبقيت عشر سنوات لم أقرأ كتابًا في الفلسفة.تماما كمن يريد أن يتسابق في ماراثون وهو لا يمتلك لياقة، فيصاب بالتمزق العضلي ولا يستطيع أن يمشي، فيحتاج إلى لياقة. كذلك في مسألة القراءة يعطي القارئ المعلومة على جرعات. الطبيب عندما يعطي المريض ٣٠٠ حبة دواء فهو يستهلكها خلال ٣ أشهر، ولو تناولها دفعة واحد سيهات بالتسمم الدوائي المميت، كذلك القراءة تجزأ المعرفة في مقالات قصيرة وبسيطة، فمقالاتي تمتد من ٢٥٠ إلى ٣٠٠ كلمة، وأشعر أن هذا التوجه جيد، مع اختيار عنوان جيد، وأحاول أن تكون الفقرات الأولى هي أفضل الفقرات، وأربط الفقرات ببعضها البعض، وأحاول أن لا يترك القارئ المقال إلا بعد أن ينهيه، لأنه قصير. وكذلك لدي مقالات قصيرة جدًّا، تتكون من خمسة أسطر إلى ثمانية أسطر، وهذا الأسلوب من الممكن أن يجذب المتلقي للقراءة. المداخلات ذكرت أن لديك مشروع كتابة ألف مقالة، وربما يحتاج ذلك إلى عمل ممتد لعشرين عامًا. في البداية كنت راغبًا في إحداث صدمة لنفسي ولمجتمعي، وكنت أريد إلزام نفسي بكتابة ١٠٠٠ مقال، وخوفًا من التكاسل في الكتابة، أعلنت ذلك وكان لدي قدوة وهو ألبرت كدا وهو أول شخص قفز من مظلة من الطائرة أثناء الطيران، في العشرينات الميلادية، ولم يفعل ذلك أحد قبله، ولما نزل سأله الصحافيون كيف قفز؟ فقال: قبل صعود الطائرة أعلنت بأني سأقفز من الطائرة، وانتشر هذا الإعلان في الصحف. ولما صعدت واقتربت من الباب تراجعت للوراء ووقفت، ولكني تذكرت بأني لو لم أقفز الآن سيسمونني ألبرت الجبان، وقررت القفز فإما أن أحقق البطولة وإما أن أموت، فكان قدوتي هذا الشخص، فأعلنت أني سأكتب ألف مقال. لو أكتب كل أسبوع مقالة واحدة سأكتب خمسين مقالة في العام الواحد، عشر سنوات: خمسمائة مقالة، وعلى ذلك الألف مقالة تحتاج إلى عشرين عامًا. وأنا في هذا العمر قد لا يسعفني الزمن لكتابة هذا العدد من المقالات، ولذلك قررت أن أكتب مقالين في الأسبوع الواحد، أو ثلاثة أو أربعة. وأنا أكتب في صحيفة وهم ينشرون المقالة في الملحق الشهري، هذه تحتاج إلى سبع سنوات وأتمنى أن يسعفني العمر لكتابتها. ولذلك ركزت على القراءة. ومن النادر جدًّا أن أتناول موضوعات أخرى سوى القراءة.
وكان المحور السادس حواري للإجابة على بعض تساؤلات الجمهور:
متى بدأت مشروعك ؟
بداية الانطلاق الحقيقة عام ٢٠٢٠م ولكني بدأت قبل هذا التاريخ حيث بدأت أكتب عام ٢٠١٦م، ثم قررت عام ٢٠١٩ كتابة مائة مقالة، وبعد كتابة خمسين مقالة اكتشفت أنه من الممكن أن أكتب الكثير، فقررت توريط نفسي وأعلن كتابة ألف مقال، وأخذت أكتب، ثم تقاعدت فأصبح لدي متسع من الوقت للكتابة. والآن اقتربت من الخمسمائة، فأنهيت نصف العدد.
ردات فعل الناس؟
القراءة الإلكترونية وضعها ممتاز جدا، لياقة القراءة الجزء الأول طبع وحصل على إقبال جيد وفي مقياس أمزون حصل على الترتيب الثامن، ثم تقدم إلى المركز الثاني في أكثر الكتب مبيعًا بأمزون السعودية.
وفي ختام المحاضرة قدم مديرها القاص هاني الحجي شهادة شكر وتقدير لضيفه الحسن، والتقطت الصور التذكارية.





