
جيهان البشراوي: القديح
قدّم الشيخ محمد العبيدان خطبة الجمعة لهذا الأسبوع، متناولًا محور تزكية النفس وصلاح القلوب بوصفهما من الركائز الجوهرية التي يقوم عليها استقرار المجتمعات وتماسكها، ومؤكّدًا أن تعزيز الجانب الإيماني لدى الفرد يمثل الأساس لرفع مستوى الوعي وتحقيق الانسجام الاجتماعي.
وأوضح العبيدان في مستهل خطبته أن التقوى هي جوهر الرسالة الإلهية، وأنها ليست طقوسًا عابرة أو ممارسات شكلية، بل حالة روحانية عميقة تحيي القلب وتجعله حاضرًا في مراقبة الله في السر والعلن. وبيّن أن صلاح القلب هو المنطلق الأول لاستقامة السلوك، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله.»
وتناول العبيدان ما يشهده الإنسان من تقلبات الحياة وتغيراتها، موضحًا أن العبد يعيش دائمًا بين نعمة تستوجب الشكر و ابتلاء يتطلب الصبر، وأن المؤمن الحق هو من يدرك الحكمة الإلهية في كل ما يمرّ به، ويتعامل معها ببصيرة واتزان بعيدًا عن الجزع والتسرّع.
كما شدّد على أهمية المسؤولية الفردية في مسار الإصلاح، مؤكدًا أن المجتمعات لا ترتقي بالأنظمة وحدها، بل بوعي أفرادها والتزامهم بالقيم الأخلاقية والإنسانية. وأشار إلى ضرورة بدء الإصلاح من الداخل، عبر مراجعة الذات وتقويم السلوك قبل مطالبة الآخرين بالتغيير.
وفي سياق متصل، دعا العبيدان إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، وبث ثقافة التسامح والتراحم، والابتعاد عن مظاهر التشدد والغلظة، مبينًا أن الأخلاق الرفيعة تشكل معيارًا حقيقيًا لرشد المجتمعات ورقيّها.
واختتم الشيخ العبيدان خطبته برفع الدعاء بأن يحفظ الله البلاد والعباد، وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار، وأن يسدد الجميع نحو منهج الاعتدال والوسطية، سائلًا الله أن يرزق الأمة الثبات والوعي في مختلف شؤونها.




