
قصي المؤمن
قد لا يعرف كثير من الآباء اصحاب الوظائف أو الأمهات اللاتي انخرطن في العمل خارج المنزل أنّ اللحظة التي تعبرون فيها عتبة البيت عند عودتكم من أعمالكم قد تكون اللحظة الأهم. أُقدّم هذه النصيحة لمن يحملون هموم العمل وإرهاقه الى بيوتهم : قبل أن تفرغ حنقك على أول من يلتقيك في البيت، تريّث دقيقة عند الباب وقبل دخولك . فهناك من أعد لك حزمة طلبات او مجموعة شكاوى من الاولاد والمل يعد الآخر بإبلاغك ايها الوالد او الأم بمجرد دخولكم البيت .
هناك بعض الحلول المجربة والتي كانت سبباً جوهرياً في ضبط السلوك الانفعالي ومنها :
اجلس في سيارتك عند عودتك من دوامك أو قف لحظة،أمام باب منزلك ، تنفّس بعمق وبهدوء،،، أنظر إلى باب الدار وحدّث نفسك بعاطفة واحساس جميل :
«هنا تسكن عائلتي الجميلة . وقد خرجت لأجلب لهم رزقًا وسعادة». ذكر هذا التفكير يهدئ ويعيد ترتيب الأولويات، ويمنع انتقال غضب اليوم إلى من لا ذنب لهم سوى انهم وجدوك ملاذهم واليك تُبث الشكوى .
عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: «برّوا أولادكم وأحسنوا إليهم، فإنّهم يظنّون أنّكم ترزقونهم.» (بحار الأنوار، ج 74 ص 77 ح 72).
قل مع نفسك: «ما خرجتُ في طلب الرزق إلا لإسعادهم وتحقيق أمانيهم بتوفيق الله.» وتذكّر صبر الزوجة التي تشاطرك مسؤوليات البيت — فقد يفوق تعبها تعبك بعشرات المرات.
دقيقة واحدة عند الباب قد تغيّر طابع اليوم كله، وتبدّل الاحتقان إلى حنان أو تسامح.
لو منحنا أنفُسنا هذه الدقيقة في كل موقف غضب أو توتر، لصلحت أمور كثيرة، جربها وسترى الفرق.
فمع انخراطي مع ثلة متخصصة في مجال إصلاح ذات البين اتضح لي أن الغضب وبالخصوص ردة الفعل السريعة بدون تأني ورويّة هو في الأغلب اساس كثير من المشاكل التي تصل إلى هدم كيان الأسرة .




